27-أغسطس-2024
لم تكشف ريم حامد عن هوية الجهات التي كانت تلاحقها (منصة إكس)

لم تكشف ريم حامد عن هوية الجهات التي كانت تلاحقها (إكس)

أثارت وفاة الباحثة وطالبة الدكتوراة المصرية، ريم حامد، في فرنسا جدلًا واسعًا، وتصدر اسمها مواقع البحث على منصات التواصل الاجتماعي، نظرًا لما نسب إليها من منشورات تحدثت فيها عن مضايقات وتهديدات تلاحقها.

وأعلن عن وفاة طالبة الدكتوراة المصرية، الخميس الماضي، بعد العثور على جثتها أمام باب شقتها في الإقامة الجامعية بمدينة أوليس الفرنسية.

وكان لافتًا أن الباحثة المصرية نشرت خلال الفترة الأخيرة، عددًا من المنشورات عبر صفحتها على "فيسبوك" تؤكد تعرضها لشيء ما، فقد تحدثت عن الأذى الذي طالها على يد أشخاص لم تسمّهم، بالإضافة إلى التنمر والتمييز والعنصرية. كما كتبت، ريم حامد، منشورات توحي ببعض الضغوط التي مورست عليها بسبب نجاحها وهويتها وميولها.

أعلن عن وفاة طالبة الدكتوراة المصرية، الخميس الماضي، بعد العثور على جثتها أمام باب شقتها في الإقامة الجامعية بمدينة أوليس الفرنسية

وفي أحد المنشورات طالبت حامد إبلاغ "الجهات المعنية في مصر" بأنها تخضع للمراقبة، وبأن أجهزتها الإلكترونية مخترقة، كما أنه جرى إجبارها على السكوت، والصمت، وعدم التبليغ، دون أن توضح مصدر الخطر الذي تتعرض له والجهة التي تقف خلفه، كذلك كشفت الباحثة الراحلة، بأنه يتم التجسس عليها داخل سكنها في الجامعة، وأن حياتها مهددة.

مناشدة ريم حامد للسلطات المصرية للتدخل

وأشارت في منشور كتبته مطلع الشهر الماضي: "العلم مجال مفتوح للكل والجميع بصرف النظر عن خلفيتهم وتوجهاتهم وعلشان كده لازم يكون مجال محايد على مسافة متساوية من الجميع رغم التنوع.. هل ده يعني لو في مجموعة معينه بتشوف ظلم وتهميش وأذى بشكل ممنهج رغم أن المجموعة محايدين ومتقبلة الآخر بدون كسر قواعد أو قوانين تستسلم...؟".
وأضافت: "الإجابة لا. بل عليها الاستمرارية فقط لا غير وتظل متمسكة بمفاهيم الخير والعلم والمعرفة للكل الي هو الأداة الوحيدة إننا كلنا كبشر مطلوب مننا نشارك فيها.. رغم عدم تقبل الآخر ده أمر خارج عن سيطرتنا حتى لو مش فيه أسباب لهذا.. البشر والشر اللي فيهم مش شرط يكون ليها مبرر للأسف حتى لو بيستخدموا مبررات واهية".

كما لفتت طالبة الدكتوراه إلى أن هناك احتمال أن يكون لأقرباء لها علاقة بالتهديدات التي تصلها، ونشرت ذلك على صفحتها، قائلةً: "أول ما يبان عليك أنك ممكن تكون ناجح ممكن تمشي مسافات الي شبهك مش ماشيها قبل كده حتى لو أنت لسه في بداية الطريق البعيد والأعداء بيحاولوا يكسروك علشان عيوب نفسيه محتاجة علاج عندهم وانهم مش عارفين يتقبلوا وجودك... الأقربون بياخدوا منك مصالحهم بدل ما يشتغلوا ويوصلوا هما لده بتعبهم. بيستخدموك كعمله علشان يوصلوا للي هما مش عارفين يحققوه.. الدنيا بقت بشعة على كل المستويات".

كما أشارت حامد إلى أن التهديد أو الضغوط التي تعرضت لها قد تكون من بلادها، وكتبت على صفحتها: "مافيش أصعب من أنك تكون في بلدك أرضك جذورك وتبقى مش مستريح ولا حاسس بالأمان ويمكن في أبعد نقطه عنه... رغم أن بلدك بلد الأمن والأمان بس تقربيًا إنت حياتك مش طبيعية والكل مهما كان اتجاهه بيحاول ياخد اللي يقدر ياخده منك سواء برضاك أو بعدم رضاك... الناس بقى القذارة والخسة فيها لا تعد ولا تحصى. ربنا يطلعنا على خير الدنيا بقيت غريبة ومريبة".

وكشفت حامد، عن تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل جارتها في السكن الجامعي التي قامت برش مواد خطيرة من تحت باب شقتها تسببت لها في ضيق التنفس وزيادة نبضات قلبها.

وبعد أيام من نشرها تلك المنشورات على صفحتها، قامت الباحثة المصرية بمسح بعضها، لكن بعد فترة قصيرة تم الإعلان عن وفاتها الغامضة. 

من جانبه، طالب شقيق الباحثة الراحلة، نادر حامد، رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء لشقيقته وعدم نشر شيء عن القضية إلا بعد التحقيق أمام النيابة الفرنسية، والتأكد من الأدلة وإعلان سبب الوفاة.

وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقًا في حادث الوفاة لمعرفة إن كانت هناك شبهة جنائية من عدمها.

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانًا، أكدت فيه أنها "تتابع التحقيقات عن كثب، إذ تواصلت القنصلية المصرية في باريس مع السلطات الفرنسية منذ تلقيهم البلاغ بالحادث للتعرف على ملابسات الواقعة وسبب الوفاة"، كما طالبت القنصلية بموافاتها بنتائج التحقيق في أسرع وقت ممكن.

يشار إلى أن باحثة الدكتوراة المصرية، ريم حامد، تحصلت على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة قسم "بايو تكنولوجي" دفعة 2017، وانتقلت إلى فرنسا حيث كانت تعيش في مدينة أوليس، ومقيمة في سكن جامعة "بسكست "، وعملت في معهد البيولوجيا التكاملية للخلية بجامعة باريس، وتحصلت على درجة الماجستير في علم الجينوم من نفس الجامعة.

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الباحثة المصرية ركزت في أبحاثها، التي كانت تسعى من خلالها للحصول على الدكتوراة، على ما يعرف بـ"التعبير الجيني"، وهي العملية التي يتم من خلالها "استخدام المعلومات الجينية لخلق منتجات جينية صناعية، والتركيز على عملية إنتاج البروتينات بناءً على المعلومات الموجودة في المادة الوراثية"، ومن خلال أبحاثها عملت حامد على معرفة سبب انتشار بعض الأمراض وسبل مواجهتها.