أفاد تقرير صادر عن مركز الرصد الإعلامي التابع للمجلس الإسلامي في بريطانيا، بأن وسائل الإعلام البريطانية استخدمت لغة منحازة إلى "إسرائيل"، خلال تغطيتها لعدوان الأخيرة المتواصل على قطاع غزة منذ 153 يومًا.
وبُني التقرير على نتائج رصد وتحليل منشورات 28 وسيلة إعلام في المملكة المتحدة خلال الفترة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر و7 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت.
وبيّن التقرير الذي ركّز على لغة وتعامل وسائل الإعلام البريطانية مع العدوان على غزة، أن الأخيرة استخدمت عبارات: "مجزرة ومذبحة ووحشية" لوصف "الهجمات" ضد الإسرائيليين في 70 بالمئة من نحو 117 ألف خبر مصور، مقابل عبارة "ما يُقال إنها مجزرة" لوصف الاعتداءات على الفلسطينيين.
استخدمت وسائل الإعلام البريطانية، وخاصةً اليمينية منها، لغة منحازة إلى "إسرائيل" في تغطيتها لعدوان الأخيرة على قطاع غزة
وأوضح أن وسائل الإعلام المذكورة قدّمت لقرائها والمشاهدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوصفه "حرب بين إسرائيل وحركة حماس" بنسبة 76 بالمئة، ولم تظهر عبارة "غزة المحتلة" إلا 28 مرة فقط في جميع الأخبار التي قامت بنشرها.
ولفت في هذا السياق إلى أن تلك الوسائل نشرت خلال الفترة المذكورة 176.627 خبرًا مكتوبًا حول غزة، فيما كانت الأخبار حول القطاع قبل تاريخ الـ7 من أكتوبر، أقل بنسبة 6 آلاف بالمئة.
وكشف كذلك أن جميع الأخبار المصورة ورد فيها تصريحات متعلقة بحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها 5 مرات أكثر من تلك المتعلق بحق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الدموية التي بلغت حد الإبادة الجماعية.
وقال إن وسائل الإعلام اليمينية تجاهلت الحديث عن حقوق الفلسطينيين إلى درجة أن المنشورات التي تتمحور حول هذه المسألة لم ترد سوى بنسبة 7 بالمئة في الأخبار التي قامت بنشرها.
وأكثر من ذلك، أوضح أنها ذكرت القتلى الإسرائيليين في 2 من كل 3 أخبار مصورة مع استخدام تعابير مؤثرة عاطفيًا، بينما انخفض هذا المعدل إلى 1 من كل 10 أخبار مصورة عندما كان الأمر يتعلق بضحايا العدوان على غرة، الذين تجاوزا 30 ألف شهيد.
وأشار إلى أنه، في 100 نموذج تم اختيارها عشوائيًا، استُخدمت كلمة "وحشية" 73 مرة لصالح الإسرائيليين، و6 مرات فقط لصالح الفلسطينيين في غزة. كما استخدمت كلمة "مذبحة" 77 مرة للإسرائيليين، مقابل 13 مرة فقط للفلسطينيين.
وبينما ذكر أن كلمة مجزرة جرى استخدامها 69 مرة من أجل الإسرائيليين، مقابل 14 مرة للفلسطينيين، أوضح التقرير أن الجمل العاطفية استخدمت بنسبة 68 بالمئة في الأخبار المتعلقة بالقتلى الإسرائيليين.
وشغلت مزاعم ارتكاب "حركة حماس" انتهاكات ضد المدنيين الإسرائيليين خلال هجومها مساحة واسعة من التقارير والأخبار التي نشرتها تلك الوسائل، حيث وردت مزاعم "قطع حماس رؤوس رضع" في 361 خبرًا مصورًا، 47 بالمئة منها نشرتها وسائل إعلام يمينية متطرفة بينها "Talk Tv" و"GB News".
وأوضح التقرير أن "سكاي نيوز" نشرت ما نسبته 14 بالمئة من الأخبار المتعلقة بمزاعم قطع الحركة رؤوس أطفال رضع، وأن الأخبار التي نشرتها وتشكك في صحة هذه الادعاءات لم تبلغ 52 خبرًا.
وفيما عرضت القنوات التلفزيونية وجهة النظر الإسرائيلية 4.311 مرة ووجهة النظر الفلسطينية 1598 مرة فقط، فإن المواقع الإلكترونية اتبعت بدورها النهج ذاته، حيث نشرت 2.983 خبرًا لصالح دولة الاحتلال، مقابل 1737 خبرًا لصالح الفلسطينيين.
وأظهر التقرير أيضًا أن معاداة المسلمين "الإسلاموفوبيا" شغلت حيزًا من الأخبار التي نشرتها تلك الوسائل، والتي تضمنت في معظمها عبارات سلبية تجاه المسلمين.
