اختُتمت ليلة الأربعاء مباريات الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، وفيها حجز كلّ من توتنهام الإنجليزي ومواطنه ليفربول آخر بطاقتين للدور نصف النهائي، بعدما كرّر ليفربول فوزه ذهابًا على بورتو بانتصار كبير على ملعب الدراغاو 4-1، فيما خرج توتنهام بطلًا لأمسية ملعب الاتّحاد المجنونة، بعدما خسر أمام مانشستر سيتي بأربعة أهداف لثلاثة في لقاء مثير للغاية، مستفيدًا من فوزه ذهابًا بهدف وحيد، ليستفيد من قاعدة التسجيل خارج ميدانه أكثر من الفريق المنافس، بعد أن كان مجموع نتيجة لقائي الذهاب والإياب 4-4.
شهدت الدقائق العشرين الأولى من مباراة السيتي وتوتنهام تسجيل 5 أهداف في سابقة تاريخية بدوري الأبطال
خشيت جماهير توتنهام من الفراغ الهائل الذي قد يشكّله غياب نجمه الأوّل هاري كين بسبب الإصابة، لكنّها عوّلت على الكوري الجنوبي صاحب العينين الضيّقتين سون هيونغ مين، والذي كان صاحب هدف فريقه الوحيد في مباراة الذهاب، بينما كانت كتيبة الإسباني بيب غوارديولا لا تشكو من غياب أحد عناصرها، على الرغم من ازدحام جدول مباريات الفريق الذي يسعى لتحقيق رباعيّة تاريخية، حقّق منها واحدة في كأس الرابطة بإنجلترا، وبقي ثلاث لم تُحسم أمورها بعض، دوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي.
أيقن الجميع أن مانشستر سيتي سيستقبل ضيفه توتنهام بسيل هجومي عارم، وأنّه سيسعى لتسجيل هدف مبكّر، لكنّ ما حدث في دقائق المباراة الأولى سيبقى محفورًا في ذاكرة كرة القدم حتّى وقت بعيد، لان اللقاء شهد في أوّل عشرين دقيقة تسجيل 5 أهداف بسيناريو جنوني لم يتوقّعه أحد، وهي المرّة الأولى التي يحدث بها ذلك في تاريخ البطولة، علمًا أن الدقائق آنفة الذكر شهدت 5 تسديدات على مرميي الفريقين، سُجّلت جميعها.
اقرأ/ي أيضًا: مفاجأة مدوّية لأياكس في تورينو.. ولا مكان لمعجزات اليونايتد في برشلونة
بدأت أولى معالم الملحمة الكروية بهجمة منسّقة اختتمها رحيم ستيرلينغ في مرمى الفرنسي هوغو لوريس بالدقيقة الرابعة، ثلاث دقائق بعد ذلك ويردّ الكوري سون بتسديدة قويّة عانقت شباك الحارس إيديرسون، ثلاث دقائق أخرى ويستلم النجم الكوري كرة على مشارف منطقة الجزاء، ويودعها في شباك أصحاب الأرض في نسخة طبق الأصل عن هدف ستيرلينغ، النتيجة الآن هدفين لتوتنهام وواحد لمانشستر سيتي، هذا الأخير لم يستسلم للنتيجة، فاستلم بيرناردو سيلفا كرة من سيرجيو أغويرو وأودعها بالمرمى بعد هدف سون بلحظات قليلة، حوت المباراة 4 أهداف وما زالت في دقيقتها الحادية عشرة، استمرّ اللعب المفتوح بين الطرفين في الدقائق التالية، فمرّر دي بروين كرة عرضية رائعة لرحيم ستيرلينغ الذي لم يرحم شباك الحارس الفرنسي، فصوّب الكرة في المرمى، تفوّق السيتي على توتنهام بثلاثة أهداف لاثنين في أوّل ثلث ساعة من اللقاء، وما زال غوارديولا بحاجة لهدف آخر كي يكفي هذا التفوّق الوصول للدور نصف النهائي.
أدرك توتنهام أن الانجراف بمغامراته الهجوميّة قد يودي بأحلامه إلى الهاوية، فعاد للمواقع الخلفيّة تاركًا المبادرات الهجوميّة لأصحاب الأرض، علّه يستفيد من ضغط كتيبة غوارديولا الذي قد يسبّب فراغات في خطوط السيتيزينس الخلفية، لكنّ نيّة رفاق أغويرو كانت واضحة في طرق المرمى مبكّرًا مع بداية الشوط الثاني، إلا أن الحارس هوغو لوريس تألّق غير مرة في الذود عن مرماه، وبرز ذلك من خلال تسديدتي دي بروين وستيرلينغ اللتان تصدّى لهما الحارس الفرنسي باقتدار، قبل أن يفعل نظيره في الفريق الخصم الأمر ذاته عندما أزاح خطورة كرة فيرناندو لورينتي.
اقرأ/ي أيضًا: سون الذي نجا من الخدمة العسكرية يصنع التاريخ في الوايت هارت لاين
استعاد مانشستر سيتي أفضليّته بعد مرور ساعة على بداية اللقاء، عندما تلقّى أغويرو كرة ساحرة من دي بروين نجم اللقاء، فسدّد كرة قويّة هزّ بها شباك لوريس للمرّة الرابعة لكن الضيوف لم يرفعوا الراية البيضاء، فأراد المدرّب بوكيتينيو أن يخدّر حماس أصحاب الأرض ويوقف سيلان نهرهم الهجومي الجارف، وبعد أن نجح في ذلك باغت السيتيزينس بهدف التعادل عبر فيرناندو لورينتي الذي استغلّ كرة مرفوعة من ركلة ركنية نفّذها دي بروين، وحوّلها في الشباك في الدقيقة 73، علمًا أن تمريرة دي بروين الحاسمة هي الثالثة له في هذه المباراة، ، وهو أمر لم يفعله أحد في هذا الدور خلال العقد الحالي، عادت المباراة لنقطة البداية، السيتي بحاجة لهدف من أجل التأهّل ونتيجة التقدّم 4-3 تخدم توتنهام.
رمى غوارديولا بكلّ أوراقه من أجل تسجيل هدف التأهّل فأشرك الألماني ليروي ساني وبات الضغط رهيبًا على دفاعات توتنهام، وأنقذ هوغو لوريس مرماه من رأسيّة أغويرو، وأهدر غوندوغان فرصة تسجيل الهدف بعدما صوّب الكرة فوق المرمى القريب، إلى أن ضجّ ملعب الاتّحاد بهدف الفوز لستيرلينغ الذي جعل الجماهير ومدرّب فريقهم غوارديولا يعيشون حالة هستيريّة من الفرح في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، لكنّ الإعادة أثبتت بطلان صحّة الهدف بسبب تسلّل سيرجيو أغويرو صاحب التمريرة الحاسمة، وهنا أعلن الحكم الشركي جنيد شاكر إلغاء الهدف، وقتل أحلام غوارديولا.
على الجانب الآخر عزّز ليفربول فوزه على بورتو البرتغالي بالأنفيلد بفوز آخر على ملعب الدراغاو، وكان وقع الهزيمة قاسيًا هذه المرّة عندما هزّ محمّد صلاح ورفاقه ماني وفيرمينيو وفان دايك شباك كاسياس بأربعة أهداف مقابل هدف واحد لأصحاب الأرض، بذلك ضرب ليفربول موعدًا مع برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، فيما حجز توتنهام مكانه في الدور نصف النهائي للمرّة الثانية في تاريخه، وسيواجه في هذا الدور مفاجأة البطولة أياكس أمستردام الهولندي.
اقرأ/ي أيضًا:
توتنهام يتغلب على السيتيزنز.. وليفربول يقترب من مربّع الكبار
بورتو ينادي بالثأر في دوري الأبطال.. وتوتنهام يسعى لانتزاع هيبة السيتي