09-مايو-2019

لوكاس مورا يطرد أياكس أمستردام من البطولة بهاتريك تاريخي (Getty)

صنعت الأندية الإنجليزية مفاجأة جديدة في دوري أبطال أوروبا، تمثّلت بتحقيق توتنهام الانتصار على مستضيفه أياكس أمستردام بثلاثة أهداف لاثنين، رغم تخلّفه ذهابًا بهدف، وتأخره في الشوط الأوّل بهدفين دون رد، وبذلك وصل توتنهام لنهائي دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى في تاريخه، وسيواجه خلالها ليفربول في نهائي إنجليزي خالص، وهو أمر لم يحدث منذ موسم 2007/2008، عندما نال مانشستر يونايتد اللقب على حساب تشيلسي بركلات الترجيح.

طمح أياكس أمستردام لتحقيق موسم تاريخي، يتمثّل بإنجاز ثلاثيّة أسطورية يجمع بها ألقاب الدوري الهولندي، والذي يتبوأ مركزه الأوّل بفارق الأهداف عن آيندهوفن الوصيف، إضافة إلى كأس هولندا الذي رفعه رفاق حكيم زياش ليلة الأحد الماضي إثر فوزهم على فيليم برباعية نظيفة، وثالث الألقاب وأبرزها هو كأس دوري أبطال أوروبا، والتي أصبح الفريق قاب قوسين أو أدنى من الوصول لمباراتها النهائيّة بعدما تخطّى توتنهام في ميدانه وايت هارت لاين بهدف وحيد، في ذهاب الدور نصف النهائي.

حقّق توتنهام المعجزة في وقت ظنّ الجميع به أن ليفربول أنهى زمن المعجزات، فضرب موعدًا مع الريدز في نهائي دوري الأبطال

ولتحقيق هذه الطموحات على كتيبة المدرّب إيريك تين هاغ تخطّي توتنهام في إياب الدور نصف النهائي على ملعب يوهان كرويف آرينا. دلّت أكثر المؤشّرات على تقلّص آمال توتنهام في هذه المواجهة، فالفريق خسر على ميدانه مواجهة الذهاب، ومحلّيًا تلقّى هزيمتين متتاليتين بالبريمير ليغ، ما يعني أنه خسر ثلاث مرّات متتالية في المسابقات كافّة إذا ما تمّت إضافة الهزيمة أمام أياكس، وعليه أن يحقّق الفوز من ميدان الخصم بغياب أبرز نجومه هاري كين بسبب الإصابة. ولكنّ ما حدث في الليلة التي سبقت اللقاء على ملعب الأنفيلد أكّد أن المستحيل لم يعد له مكان في كرة القدم، إذ تخطّى ليفربول برشلونة برباعيّة نظيفة قلب بها توقّعات تأهّل البلوغرانا، والذي تفوّق في الكامب نو بثلاثة أهداف دون رد.

اقرأ/ي أيضًا: الغيابات تقصم ظهر توتنهام.. وأياكس يقترب من نهائي دوري الأبطال

من أجل كسر أحلام توتنهام بتحقيق الريمونتادا دخل أياكس اللقاء مهاجمًا على مرمى الحارس الفرنسي هوغو لوريس، وكاد الصربي تاديتش أن يفتتح النتيجة بكرة قويّة سدّدها من داخل منطقة الجزاء، تصدّى لها لوريس بصعوبة وحوّلها لركلة ركنيّة، ثوان قليلة بعد ذلك وينجح ماتياس دي ليخت في افتتاح النتيجة لأصحاب الأرض مستغلًا كرة مرفوعة من ركلة ركنيّة أودعها برأسه في الشباك، وهنا تقدّم أياكس آمستردام بهدف وحيد، وبات على توتنهام كسر حقيقة تاريخية مفادها أن النادي الهولندي بتاريخه العريق في دوري الأبطال لم يسبق له أن خسر مباراة تقدّم بها على خصمه في ميدانه.

ردّ توتنهام على هدف أياكس المبكّر بهجمات خطرة كان أبرزها تسديدة الكوري الذي غاب عن مواجهة الذهاب سون هيونغ مين، لكنّ كرته اصطدمت بالقائم الأيمن لمرمى الحارس الكاميروني أونانا. كلّ ذلك والمباراة ما زالت في الدقيقة السابعة. إثارة حاضرة في الدقائق المبكّرة كان على أياكس أن يتجنّب مفاجآتها، وهو ما حصل في الشوط الأوّل، إذ أحكم إيريك تين هاغ قبضته على خطّ الوسط وتصدّى أونانا لتسديدة إيريكسن القويّة، وقبل نهاية الشوط الأول بعشر دقائق استثمر المغربي حكيم زياش كرة عرضية من تاديتش وأودعها بقدمه اليسرى في شباك توتنهام، هدفٌ ثانٍ قضى على أحلام توتنهام الذي عليه أن يفعل المستحيل خارج ميدانه في الشوط الثاني بتسجيل ثلاثة أهداف.

رمى مدرّب توتنهام بوكيتينيو بورقة هجوميّة مع بداية الشوط الثاني تمثّلت بإدخال يورينتي بدلًا من وانياما، وأثمر ذلك عن العديد من الفرص الخطرة تجاه مرمى أصحاب الأرض، فأنقذ الحارس الكاميروني شباكه من كرة ديلي آلي الذي تلقّى كرة عرضيّة متقنة من إيريكسن، قبل أن يقلّص البرازيلي لوكاس موارا النتيجة بهدف في الدقيقة 55 عندما اقتنص الكرة من أمام الدفاع الهولندي وسار بها داخل المنطقة المحرّمة وأودعها في الشباك.

اقرأ/ي أيضًا: ليفربول يصنع معجزة الموسم.. وميسي يمشي وحيدًا خارج دوري الأبطال

منح هدف تقليص الفارق جرعة من الأمل لفريق توتنهام، فأراد استغلال هذه اللحظات التي ارتبكت فيها دفاعات الفريق الهولندي، فأنقذ أونانا كرة كرة يورينتي، فأخطأ المدافع شون بتدخّله لتشتيت الكرة عوضًا عن تركها لحارس المرمى، فتهادت الكرة أمام مورا نفسه وراوغ الدفاع وأودعها في الشباك هدف التعادل، وهنا لم يتبقَّ لكتيبة بوكيتينو سوى هدف وحيد سيضمن لهم التواجد في النهائي، وما زالت المباراة في دقيقتها الستين.

بدأ مهرجان الإثارة بين الفريقين في المباراة في نصف ساعتها الأخيرة، فرصة هنا وفرصة هناك، وأي الطرفين يرغب بتسجيل هدف يحسم خلاله الفريق المتأهّل للمباراة النهائيّة، واقترب أياكس مرّتين من تحقيق ذلك، لكنّ سوء الطالع ردّ كرة حكيم زياش من القائم الأيسر لمرمى هوغو لوريس، كذلك وقفت العارضة أمام رأسية فيرتونحين، وأنقذ مدافع أياكس دي ليخت تصويبة فيرتونخين من على خطّ المرمى، ليعلن الحكم عن 5 دقائق من الوقت بدل الضائع إثر نهاية الوقت الأصلي للمباراة، وهنا عاد أياكس للخطوط الخلفيّة، وتقدّم توتنهام بعناصره كافّة لتسجيل هدف الفوز ومن ضمنهم الحارس هوغو لوريس الذي وصل لمنطقة جزاء أصحاب الأرض، وفي الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع قضى لوكاس مورا على أحلام أياكس عندما سجّل الهدف الثالث له ولفريقه في المباراة، معلنًا تحقيق توتنهام ريمونتادا تاريخيّة من ملعب أياكس.

بذلك بات توتنهام أوّل فريق في تاريخ دوري الأبطال ينجح في الفوز على أياكس آمستردام رغم التسجيل في مرماه بداية، كذلك قلب تخلّفه ذهابًا بهدف إلى فوز بثلاثة لاثنين خارج الديار، ليحجز مكانه في نهائي دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى في تاريخه، ضاربًا الموعد مع ليفربول في نهائيّ إنجليزي خالص سيحتضنه ملعب الواندا متروبوليتانو الخاص بنادي أتلتيكو مدريد.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

توتنهام يتغلب على السيتيزنز.. وليفربول يقترب من مربّع الكبار

خاتمة مفجعة لحقبة ذهبيّة.. أياكس أمستردام يُقصي ريال مدريد من دوري الأبطال