توّجت الأرجنتين بلقب النسخة الأولى من كأس أوروبا أمريكا الجنوبيّة "فيناليسيما"، بفوزها على إيطاليا بطلة أوروبا بثلاثيّة نظيفة، لقبٌ تاريخي لراقصي التانغو، وخيبة جديدة للآزوري.
هي النسخة الأولى من بطولة الفيناليسيما التي أحدثها الفيفا، مسابقة دوليّة معترف بها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، تجمع بين بطلي أمريكا الجنوبيّة وأوروبا، حيث تم الاتفاق على إقامة مباراة النسخة الأولى في ملعب ويمبلي بلندن.
إيطاليا بطلة يورو 2020، صدمت أنصارها بالفشل في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022، فسنحت لها فرصة مثاليّة للتقليل من أوجاع الغياب المونديالي الثاني تواليًا، لو حقّقت اللقب فستكون أول منتخب يفعل ذلك بما أن البطولة في نسختها الأولى، وسيكون ختام مسيرة ثنائي الدفاع كيليني وبونوتشي مثاليًا، اللاعبان أعلنا مسبقًا اعتزالهما الدولي بعد مباراة الفيناليسيما.
الأرجنتين نجحت أخيرًا في نيل لقب كوبا أمريكا 2021 بعد غياب، كتيبة المدرّب سكالوني بقيادة ليونيل ميسي تجنّبت الخسارة منذ سنوات، وتقدّم أفضل مستوياتها التي كانت في أوجها حينما اقتنصت كأس أمريكا الجنوبيّة على حساب البرازيل في عقر دارها، تحتاج للانتصار على إيطاليا من أجل الظفر بالنسخة الأولى من المسابقة المستحدثة، إضافة إلى التأكيد على قوّة الأرجنتين واستعدادها الجيّد لمونديال قطر 2022.
المباراة التي جرت مساء الأربعاء على ملعب ويمبلي بدأت بنسق سريع، حاولت الأرجنتين تسجيل هدف مبكّر من ركلة ثابتة نفّذها ليونيل ميسي، لكنّ الحائط البشري الإيطالي تصدّى لكرة البرغوث، ثمّ ردّت إيطاليا بكرة من راسبادوري أمسك بها إيميليانو مارتينيز، الآزوري واصل ضغطه وكان قريبًا من تسجيل هدف السبق، لولا تدخّل المدافع روميرو بالوقت المناسب، حينما قطع تمريرة بيرنارديسكي قبل وصول الكرة إلى راسبادوري.
ومع وصول المباراة للدقيقة 28، نجخح لاوتارو مارتينيز في تسجيل هدف الأرجنتين الأوّل، مستفيدًا من كرة عرضيّة لليونيل ميسي، الذي تصارع مع مدافع إيطاليا ومرّر الكرة على طبق من ذهب لمارتينيز، الأخير لم يتعذّب في إيداعها بالشباك، ردّ عليه نيكولو باريلا بكرة قويّة تعذّب الحارس مارتينيز في إبعادها لركنيّة، وفي ثواني الشوط الأوّل الأخيرة، ضاعف أنخيل ديماريا النتيجة، مستفيدًا من تمريرة حريرية لزميله لاوتارو مارتينيز، وضعته وجهًا لوجه مع دوناروما، ديماريا أكمل الكرة فوق الحارس في شباك الآزوري، لينتهي الشوط الأوّل بهدفين نظيفين لراقصي التانغو.
سيطرت الأرجنتين على مجريات الشوط الثاني من بابه لمحرابه، وتفنّن مهاجموها في إهدار الفرص، أمام تألّق واضح من حارس الآزوري دوناروما، والذي أنقذ مرماه من هفوة قاتلة للمدافع بونوتشي، وحوّل كرة من دي ماريا إلى ركنيّة، وتصدّى لكرة على الطائر صوّبها اللاعب نفسه من حافّة منطقة الجزاء.
الأرجنتين واصلت ضغطها، في وقت أصرّ به ميسي على تدوين هدف في مناسبة كبرى كهذه، لكنّ دوناروما استمرّ بالتألّق، وتصدّى لكرتين خطرتين من النجم ميسي، وفي ثواني اللقاء الأخيرة، دوّن البديل باولو ديبالا الهدف الثالث للأرجنتين، مستفيدًا من هجمة قادها ميسي، وصلت الكرة إلى ديبالا الذي صوّبها أرضيّة في الشباك، ثلاثيّة تاريخيّة للأرجنتين التي انتصرت رسميًا للمرّة الأولى في تاريخها على إيطاليا، ولقب جديد لعشّاق التانغو، بينما تواصل إيطاليا خيباتها، ما يؤكّد صعوبة مهمّة المدرّب مانشيني في إعادة الآزوري لمكانته الطبيعيّة.