الدوري الإيطالي أو كما يسمى في بلاد البيتزا بالكالتشيو، هذا الدوري الذي تميز بإخراج اللاعبين في كرة القدم وتقديمهم إلى الساحة الكروية كلاعبين أقل مايقال عنهم إنهم أساطير في زمن لم يكن للمال لغة بعد في عالم المستديرة.
أصبح الدوري الإيطالي على بعد خطوة فقط من وداع أغلب أساطيره، بعد اعتزال توني، وقرار اعتزال دي ناتالي، واقتراب بوفون وتوتي من الاعتزال كذلك
في زمن كان اللاعب هدفه الوحيد هو تقديم كل مايستطيع من أجل الشعار والدفاع عن ألوان النادي الذي يمثله، في حينها لم يكن يهتم اللاعب إن اتسخ بالطين أو أكل العشب أو نال منه التعب، لم تكن تغريه عروض النوادي الغنية ولا الأرقام الفلكية ولا حتى الجوائز الفخرية، فالوفاء في إيطاليا كان يدرس في الأكاديميات كما تدرس مواد الرياضيات والفيزياء في الجامعات.
اقرأ/ي أيضًا: أوروبا تتعطش لعودة ميلان
واليوم أصبح الدوري الإيطالي على بعد خطوة فقط من وداع جميع هذه الأساطير، أساطير سطروا تاريخًا لن يمحى أبدًا وسوف يبقى في عقول جميع عشاق المستديرة، فبعد اعتزال لوكا توني المهاجم الإيطالي المجنون والذي حقق كأس العالم مع إيطاليا عام 2006 الأحد الماضي، وقرار اعتزال دي ناتالي مهاجم أودونيزي التاريخي للنادي والذي يعتبر من حيث التهديف خامس الهدافين التاريخيين للكالتشيو، واقتراب اعتزال كل من توتي صانع ألعاب روما وبوفون العنكبوت حارس مرمى يوفينتوس يصبح الكاتشيو بذلك كالسماء الخالية من النجوم، بعد أن كانت كل هذه الأسماء، بالإضافة إلى أليكس ديلبيرو ومالديني وبيرلو وزانيتي والكثير من الأسماء، تنير سماء الكالتشيو وتعطي له نكهة ممزوجة بعبق الماضي.
ولكن رغم وداع كل هذه الأسماء الا أن الكرة الإيطالية أو الكالتشيو لم يعودنا إلا على إنجاب الأسماء والنجوم دائمًا، وهذا ما رأيناه عند رحيل مارادونا وباريتزي وريكارد وخوليت وفان باستن وجوزيبي مياتزا وباتيستوتا، فبعدهم مباشرة ظهر مالديني ونيدفيد وديل بيرو وتريزيغيه ورونالدو الظاهرة وسيدورف وبيرلو وإبراهيموفيتش وكاكا.
اقرأ/ي أيضًا: جيمي فاردي..من السجن إلى المجد
وهذا ما يأمل فيه عشاق هذا الدوري، لأنه دوري النكهة الخاصة. فليس بالضرورة أن يكون كل محب للكرة هو متابع للدوري الإيطالي فالكثير يصفونه بالممل وبالدفاعي البحت إضافة إلى عدم وجود المال والأسماء الرنانة.
إن محب الدوري الإيطالي هو متذوق خاص جدًا في كرة القدم، ولعل رحيل هذه الأسماء الكبيرة في كرة القدم والتي تركت أثرًا كبيرًا في عشاق الكالتشيو قد تزيد من عشق هذا الدوري لدا متتبعيه، وتترك لديهم الأمل بوجود لاعبين لا تعنيهم الأموال بقدر ما يعني لهم اسم النادي الذي يلعبون له.
ولأن لكل بداية نهاية، نطوي اليوم صفحة من صفحات كتاب الكالتشيو، لتبدأ صفحة جديدة تحمل لنا معها الجديد من المفاجآت والشغف الذي كان ولا يزال جنة كرة القدم.
اقرأ/ي أيضًا: