تعتبر بلدة جنديرس الواقعة بريف حلب الشمالي الغربي، من أكثر المدن تضررًا من الزلزال الذي وقع، فجر يوم الإثنين الماضي، وخلف 5189 ضحية في عموم سوريا، بالإضافة إلى 975 سوري، قضوا في تركيا نتيجة الزلزال، في حصيلة غير نهائية.
تعتبر بلدة جنديرس الواقعة بريف حلب الشمالي الغربي، من أكثر المدن تضررًا من الزلزال الذي وقع فجر يوم الإثنين الماضي
وبحسب آخر الإحصائيات التي كشفت عنها السلطات المحلية في البلدة، فقد بلغ عدد الضحايا أكثر من 756 شخصًا، فيما يقدر عدد العائلات المحاصرة تحت الأنقاض بنحو 90 عائلة، أما عدد المباني المهدمة بالكامل فقد بلغ 257 مبنى، و 1100 مبني متضرر، وكشفت السلطات أيضًا أن حوالي 2700 أسرة بلا مأوى وبدون خدمات، في ظل ظروف مناخية قاسية. فيما أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن انتشال 515 جثة وأكثر من 830 مصابًا منذ بداية عمل عناصره في مدينة جنديرس.
وما يفاقم الوضع في جنديرس، هو ضعف ونقص القدرات لدى فرق الإنقاذ، خاصة المعدات الثقيلة، في ظل انهيار الخدمات الأساسية، والافتقار الإغاثي أمام حاجة الناس إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية، وهذا ما تشير إليه الخوذ البيضاء التي تحدثت عن عدم وصول أي معدات مطلوبة للعمل.
وقبل أيام، الصحفي إبراهيم الشمالي لـ"ألترا صوت"، قائلًا: "إن فرق الإنقاذ المحلية، تنتقل من مكان إلى آخر، مشيرًا إلى أنها انتهت من إدلب وتم نقل الآليات إلى منطقة حارم وبسنية. موضحًا أن مدينة جنديرس شمال حلب توجد فيها كارثة إنسانية ولم تصلها فرق الإنقاذ حتى الآن، والوضع فيها صعب جدًا وهناك حاجة إلى آليات ثقيلة للبحث بشكلٍ مستمر".
وفي المدينة تعمل المجموعات المتطوعة في الخوذ البيضاء، إلى جانب الإغاثة المحلية، بشكلٍ يدوي، مع وصول آليات ثقيلة بشكلٍ محدود للمدنية، وذلك نظرًا لغيابها عن الشمال السوري عمومًا.
وتحتاج جنديرس وفق المجلس المحلي إلى حوالي 2500 خيمة إيواء، وتأمين وجبات طعام، ومياه لمراكز الإيواء وسكان البلدة بشكلٍ عام، وتأمين مركز ميداني للحالات الطارئة.
هذا، وتمكن فريق إنقاذ مصري مكون من 14 عنصرًا من دخول البلدة، ووقف على الأضرار الكبيرة التي لحقت بها، وتحدث الفريق المصري، عن أن هناك دمارًا هائلًا، وأبنية وقعت على رؤوس قاطنيها، وهناك عوائل مع أطفال ونساء لا تزال تحت الأنقاض والوضع متأزم بشكلٍ كبير، مؤكدًا الحاجة الماسة لأطباء ومسعفين ومتطوعين في مواقع الدمار، وكذلك مهندسين مختصين في مجال البحث عن العالقين تحت منازلهم المهدمة.
إلى ذلك، يواصل فريق الدفاع المدني عمله مع عشرات المتطوعين في مدينة جنديرس، في ظروف صعبة، في وقت لا يزال البحث عن ناجين مستمرًا، ووصف الدفاع المدني الوضع بالبلدة بالمأساوي، وقال محمد رشيد من المكتب الإعلامي للدفاع المدني، إن "بلدتي جنديرس غرب عفرين، وحارم شمال إدلب، تعتبران من المناطق الأكثر تضررًا في عموم سوريا من حيث نسبة الضحايا والمصابين والمباني المنهارة والمتضررة".
وأشار رشيد إلى أن جمعيات ومنظمات عدة تتواصل مع الدفاع المدني السوري لتقديم المساعدات وكيفية إيصالها، إلا أنهم وحتى الساعات الأخيرة الماضية لم يتسلموا أيّ نوع من المساعدات بسبب إغلاق الحدود التركية. وأضاف أن "الصعوبة الكبرى التي تواجهنا هي قلة الوقود ومشتقات النفط لدى الدفاع المدني السوري، مما يؤثر بشكلٍ كبير على عمل الآليات ويؤدي إلى توقفها عن العمل".
كما ذكر أحد الكوادر، أن الدفاع المدني يعمل بشكل متواصل، لكنه لا يمكنه تغطية حجم الدمار الكبير بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة. بدوره، أنشأ فريق ملهم التطوعي، نقطةً طبيةً في البلدة لاستقبال المرضى والجرحى.
وعلى مقربة من جنديرس، تناقل نشطاء صورًا تظهر تصدع سد ميدانكي بمنطقة عفرين، جراء الزلزال، محذرين من آثار كارثية في حال انهيار السد، ويقع سد ميدانكي على نهر عفرين، الذي ينبع من جبال طوروس في تركيا، ويسير في ريف حلب بطول 55 كلم وفي الأراضي التركية بطول 95 كلم، وبحسب معلومات أوردها "تلفزيون سوريا"، في تقرير عن السد، فإن مدينة عفرين ومعظم القرى المحيطة فيها، بما فيها عشرات مخيمات النازحين والمهجرين مهدّدة بكارثة إنسانية ومعرضة للغمر والغرق في حال انهيار السد.
على مقربة من جنديرس، تناقل نشطاء صورًا تظهر تصدع سد ميدانكي بمنطقة عفرين، جراء الزلزال، محذرين من آثار كارثية في حال انهيار السد
وتضم بلدة جنديرس عددًا كبيرًا من النازحين السوريين، وتحديدًا من مناطق ريف دمشق، حيث استقبلت البلدة الآلاف منهم، بعد قيام النظام السوري بتهجيرهم.