02-أغسطس-2024
تمارس إسرائيل منع منهجي لدخول كل الاحتياجات الانسانية لقطاع غزة (وسائل التواصل الاجتماعي)

تمارس إسرائيل منعًا منهجيًا لدخول كل الاحتياجات الانسانية لقطاع غزة (وسائل التواصل الاجتماعي)

اعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض حصاره على قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات والمواد الأساسية هو تكريس لجريمة الإبادة الجماعية الشاملة التي ينفذها منذ 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وقال المرصد في بيان صادر عنه، أمس الخميس، إن إسرائيل تمارس "حصارًا تعسفيًا" على قطاع غزة، و"منع دخول مواد لا غنى عنها للبقاء، بما في ذلك منع إدخال أدوات التنظيف والنظافة الشخصية في خضم انتشار الأمراض المعدية والظروف المعيشية الصعبة لنحو 2.3 مليون فلسطيني".

وأعرب المرصد عن "بالغ قلقه إزاء التداعيات الوخيمة لاستمرار تعمد إسرائيل تأزيم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن" لا سبب يبرر إخضاع السكان لظروف معيشية قد تؤدي بهم إلى الهلاك الفعلي"، من خلال تفشي الأمراض المعدية والجلدية الخطيرة ومرض الكبد الوبائي وغيره.

إسرائيل تمارس "حصارًا تعسفيًا" على قطاع غزة، و"منع دخول مواد لا غنى عنها للبقاء، بما في ذلك منع إدخال أدوات التنظيف والنظافة الشخصية في خضم انتشار الأمراض المعدية

وأكد المرصد أن استمرار إسرائيل بحرمان جميع سكان قطاع غزة بشكل "تعسفي ومنهجي" من أدوات ومواد النظافة "يساهم في الانتشار السريع للكارثة الصحية الهائلة التي صنعتها إسرائيل في قطاع غزة"، والتي تفاقمت إثر النزوح القسري وواسع النطاق والمتكرر للسكان، في ظل غياب كامل للمعقمات ومواد التنظيف ومواد النظافة الشخصية، لا سيما في مراكز ومخيمات الإيواء المكتظة بمئات آلاف من النازحين، وذلك بسبب منع وعرقلة إسرائيل المتواصل لدخول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، واستمرار تفشي الأمراض المعدية وتلوث المياه وغياب خدمات الصرف الصحي، بفعل تدميرها من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.

وشدد الأورومتوسطي على أن "الحصار الإسرائيلي التعسفي والمتواصل وإغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية قبل نحو عشرة أشهر"، أدى إلى تراكم خطير لمجموعة من الأزمات التي تهدد بشكل مباشر حياة وصحة سكان قطاع غزة.

ولفت المرصد إلى وجود نحو 680 ألف امرأة وفتاة في سن الحيض في قطاع غزة لا تتوفر لهن بشكل كافٍ الإمدادات الضرورية الخاصة بالدورة الشهرية، وبخاصة الفوط الصحية، فضلًا عن عدم كفاية المياه ومستلزمات النظافة والمراحيض، وانعدام الخصوصية، واضطرارهن إلى استخدام مواد ملوثة أو غير معقمة، مما يعرضهن لخطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك سرطان الرحم، والتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية والعقم.

وقد سجلت نقاط طبية في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين في الخيام، عشرات آلاف حالات الإصابة بالأمراض الجلدية، وبالتحديد الأكزيما التي تظهر بشكل ملحوظ على أيدي النساء ممن يعملن على تنظيف أواني الطعام بمواد بدائية غير آمنة.

وقد أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إلى أن الطفح الجلدي والالتهابات الجلدية، لا سيما بين الأطفال، آخذة في الارتفاع بشكل حاد في قطاع غزة.

ولاحظ فريق من المرصد الأورومتوسطي عرض كميات من مواد التنظيف البديلة والبدائية التي يتم تصنيعها محليًا، وتعد غير آمنة ولا تفي بالغرض إلى حد كبير، في أسواق وسط وجنوب قطاع غزة، وذلك باستخدام صبغات الطعام كبديل عن الصبغات المستخدمة في تحضير الصابون السائل ومواد التعقيم، والتي لم تدخل إلى قطاع غزة منذ أشهر بفعل الإغلاق الإسرائيلي للمعابر وفرض الحصار التعسفي.

وطالب المرصد بضرورة "الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المواد اللازمة لأعمال الإصلاح وإعادة تأهيل البنى التحتية المدنية لتقديم الخدمات التي لا غنى عنها لحياة السكان المدنيين في قطاع غزة وانقاذهم من خطر الكوارث الصحية"، بالإضافة إلى ضمان إدخال الوقود الكافي لتشغيل البنى التحتية للمياه والصرف الصحي، بما في ذلك محطات تحلية المياه وآبار المياه، ودورات المياه المتنقلة.