واجهت شركات السوشيال ميديا، مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، ضغوطًا كثيرة من أجل التصدي للمحتوى المضلل على منصاتها بشأن العديد من القضايا حول العالم، أبرزها المعلومات المغلوطة حول كوفيد-19، والمعلومات التي تأجج العنف وتحض على الكراهية والتمييز، وكذلك الصفحات المرتبطة بالحملات السياسية والانتخابية التي تؤدي مهمات في إطار القدح والتشهير والذم بالشخصيات أو الترويج لرؤساء ومسؤولين نافذين بغية توجيه الرأي العام. وفي بعض الحالات، تكون المعلومات المضللة والأخبار الزائفة أو التحريضية نتيجة عمل شبكات تتكون من عدة مجموعات تعتمد على الحسابات المتكررة والمزيفة، وإنشاء شخصيات وهمية تنشر المحتوى الموجه والمغلوط.
لا تتوفر أدلة علمية داعمة لادعاء مادورو بخصوص فعالية الدواء المشتق من الزعتر في علاج كوفيد-19، لكن وزارة الإعلام الفنزويلية وصفت خطوة فيسبوك في بيان لها عن تجميد حساب الرئيس بالاستبداد الرقمي
لكن الحال مع المعلومات المضللة والأخبار الزائفة يختلف كثيرًا عندما يصدر عن حساب شخصية عامة بحجم رئيس دولة، مثل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حيث أعلن متحدث باسم فيسبوك أن الموقع جمد صفحة الرئيس الفنزويلي نظرًا "لانتهاكه سياسات ضد نشر معلومات خاطئة عن كوفيد -19 من خلال الترويج للعلاج الذي يزعم دون دليل أنه يمكن أن يعالج المرض". وحذف "فيسبوك" مقطع فيديو يروج فيه مادورو للدواء المذكور لأنه "ينتهك سياسته ضد الادعاءات الكاذبة"، وقال المتحدث باسم فيسبوك لوكالة رويترز "نتبع إرشادات منظمة الصحة العالمية التي تقول إنه لا يوجد حاليًا دواء لعلاج الفيروس"، وأضاف "نظرًا للانتهاكات المتكررة لقواعدنا، سنقوم أيضًا بتجميد الصفحة (أي صفحة مادورو) لمدة 30 يومًا، ستكون خلالها متاحة للقراءة فقط".
اقرأ/ي أيضًا: مطالبات مصرية برحيل السيسي بعد حادث سوهاج وانهيار مبنى جسر السويس
وتأتي خطوة فيسبوك في أعقاب وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كانون الثاني/يناير الماضي، لدواء كارفاتيفير، وهو محلول يؤخذ عن طريق الفم مشتق من الزعتر، بأنه دواء "معجزة" يقضي على فيروس كورونا دون أي آثار جانبية، وهو ادعاء قال الأطباء إن العلم لا يدعمه، وفق ما ذكر تقرير رويترز.
فيما كان مادورو قال في وقت سابق، أنه تعرض، كما أنصاره، لمعاملة غير عادلة من قبل شركات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك ما أسماه التعليق التعسفي للحسابات. علمًا أن مادورو يستخدم بشكل متكرر وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك فيسبوك وتويتر، وفي بعض الأحيان يبث خطابات مباشرة عبر فيسبوك.
بينما لا تعد الإجراءات الحالية بحق حساب مادورو في فيسبوك سابقة بالنسبة لحسابات رؤساء الدول والحكومات، إذ شهدت حسابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إجراءات حذف منشورات وتجميد وحظر بعد أعمال العنف التي شهدتها واشنطن حين اقتحم أنصار الرئيس المنتهية ولايته مبنى الكابيتول وأثاروا فيه الفوضى. وقالت إدارة فيسبوك حينها "لقد وجدنا انتهاكات لقواعدنا على صفحة الرئيس دونالد ترامب نجم عنهما تعليق حسابه لمدة 24 ساعة، مما يعني أنه فقد القدرة على النشر على المنصة خلال هذه الفترة". وفي تموز/يوليو 2020 قام فيسبوك بإزالة شبكة من الحسابات الوهمية المرتبطة بالرئيس البرازيلي خائير بولسونارو. وكان رئيس سياسة الأمن السيبراني في شركة فيسبوك، ناثانيال غليشر، قد قال في تصريحات صحفية أن "بعض المحتوى الذي نشرته الحسابات قد أزيل بسبب انتهاكات معايير المجتمع، بما في ذلك خطاب الكراهية". وفي تغريدة على تويتر قال غليشر "تحصل هذه العمليات في الولايات المتحدة وأوكرانيا والبرازيل وعبر أمريكا اللاتينية"، وأشار إلى وجود "روابط واضحة لهذه الصفحات مع موظفي المكاتب السياسية أو موظفي الحكومة السابقين أو مسؤولي الحملات الانتخابية أنفسهم". كما سبق لفيسبوك مثلًا حظر حساب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، خاصة على إنستغرام أكثر من مرة.
وفي إطار الرد على خطوة فيسبوك بخصوص تجميد حساب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قالت الحكومة الفنزويلية عبر بيان لوزارة الإعلام الفنزويلية صدر الأحد 28 آذار/مارس 2021 أن "تجميد حساب مادورو يعد استبدادًا رقميًا". واعتبر بيان الوزارة أن الخطوة تعبر عن "محاولة شركات عابرة للقارات فرض قوانينها على العالم".
اقرأ/ي أيضًا:
اكتشاف مواد نووية في مصفاة الزهراني يثير غضب اللبنانيين
نقص المساعدات الإنسانية يضع اللاجئين من إقليم تيغراي تحت تهديد الجوع