أشارت تقارير صحافية عديدة قبل أيام إلى أن مهاجم برشلونة الإسباني سيرخيو أغويرو قد اتخذ قراره باعتزال ممارسة كرة القدم بشكل نهائي، بعد الأزمة الصحية التي تعرض لها أواخر الشهر الماضي، فما حقيقة الأمر؟
بدأت الحكاية مساء السبت، حين أعلن الصحفي الإسباني المشهور جيرار روميرو على منصة "تويتش"، أن النجم الأرجنتيني قد قرر الاعتزال بالفعل، وقال روميرو: "الكون أجويرو سيعتزل لعب كرة القدم بشكل نهائي، هذا أمر أؤكده لجميع من يتابعني".
وأضاف: "مشاكل القلب تجبره على ترك كرة القدم، ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي الأسبوع المقبل للإعلان عن اعتزاله اللعب".
في الوقت نفسه خرج الفرنسي سمير نصري لاعب مانشستر سيتي الأسبق وزميله هناك ليؤكد الأنباء بنفسه، ونقلًا عن قناة كانال بلس الفرنسية، فقد أخبر أجويرو نصري أنه قرر الاعتزال بسبب مشاكل القلب التي يعاني منها.
لكن هذه الأخبار رد عليها نادي برشلونة بالنفي، وذلك عبر كل من مديره الفني تشافي هيرنانديز، والذي قال لصحيفة موندو ديبورتيفو عقب مباراة فريقه أمام جاره إسبانيول:
"ما يقال عن اعتزال أغويرو ليس صحيحاً، دعونا نأمل أن يستمر في لعب كرة القدم، لقد تحدثت معه منذ أيام ومعلوماتي ليست كذلك".
من جانبه قال ماتيو أليماني المدير الرياضي لنادي برشلونة "يجب أن نحترم اللاعب، أرى أنه من الأفضل منحه الوقت هو والأطباء، التسرع لا يبدو قراراً جيداً بالنسبة لي"، وتابع أليماني "في الوقت الحالي الأمور لا تبدو واضحة، سوف ننتظر إلى أن يصبح الوضع أفضل".
بدوره رافا يوستي نائب رئيس نادي برشلونة رد على تلك الأنباء بالنفي القاطع، مؤكدًا أن الوقت لا يزال متاحًا أمام أجويرو من أجل اتخاذ قراره، وقال يوستي "أنفي تلك الأنباء، أجويرو لديه ثلاثة أشهر ليرى كيف يستجيب قلبه، قالوا لنا أنه يحتاج لثلاثة أشهر لنرى إذا ما كان سيلعب كرة القدم من جديد أم لا".
وكان الاعب الأرجنتيني قد غادر بشكل مفاجئ مباراة برشلونة وديبورتيفو ألافيس، التي أقيمت في الجولة الـ12 من الدوري الإسباني، في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث نقل إلى إحدى المستشفيات من أجل الخضوع لبعض الفحوصات الطبية، ليعلن بعدها النادي الكتالوني عبر بيان رسمي، عن شعور أغويرو بعدم ارتياح في الصدر، و عدم انتظام في ضربات القلب، مما قد يدفعه للغياب عن الملاعب لمدة قد تتجاوز الثلاثة أشهر، حيث قال البيان "أغويرو خضع لعملية تشخيصية وعلاجية من قبل الدكتور جوزيب بروغادا. إنه غير متاح ليكون ضمن الفريق، وخلال الأشهر الثلاثة المقبلة سيتم تقييم فعالية العلاج من أجل تحديد عملية شفائه".
مما جعل كثير من الشائعات تثار حينها حول عدم قدرة المهاجم الأرجنتيني العودة لمزاولة الأنشطة الرياضية التي تتطلب مجهودًا كبيرًا، وتسارعت أخبار اعتزاله لعب كرة القدم، لكن النجم الأرجنتيني، سارع للرد على الشائعات التي تتحدث عن قرب إعلانه اعتزال كرة القدم، نتيجة معاناته من مشاكل في عضلة قلبه، وغيابه الطويل عن الملاعب، وكتب أغويرو في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على "تويتر"، قال فيها: "بالنظر إلى الشائعات. أقول لهم إنني أتبع تعليمات أطباء النادي، وأجري الفحوصات والعلاج وأرى تقدمي في غضون 90 يوماً إيجابياً"..
ووفقاً لعدة تقارير صحفية كتالونية نشرت في وقت سابق، فإن المهاجم الأرجنتيني لديه مشاكل خفيفة في انتظام ضربات القلب منذ أن كان في سن صغيرة، لكن ذلك لم يحل دون ممارسته كرة القدم بشكل احترافي وتحقيق مسيرة رائعة جعلته من أفضل الهدافين في التاريخ.
لاعبون أجبرتهم الأزمات الصحية على الاعتزال:
شهد عالم كرة القدم العديد من الحالات المشابهة لحالة أغويرو، فعدة لاعبين أجبرتهم المشاكل الصحية على الاعتزال المبكر، وكان الأمر أكثر سوءًا في حالات أخرى انتهت بالوفاة.
ماركو فان باستن الذي أجبرته الإصابة في الكاحل على الاعتزال في سن الثلاثين، كان ذلك سنة 1995 بعد خضوعه لعدة عمليات جراحية كللت بالفشل، روبن دي لاريد، نجم وسط ريال مدريد السابق الذي أجبرته الأزمة القلبية على الاعتزال في سن ال25، بعدما سقط على أرضية الميدان بشكل مفاجئ خلال إحدى لقاءات ريال مدريد بكأس الملك سنة 2008، عبد الحق نوري النجم المغربي تعرض لأزمة قلبية في يوليو 2017 خلال مباراة ودية مع أياكس أمستردام ضد فيردربريمن، سببت له تلفًا دماغيًا بالغًا وأدخلته في غيبوبة طويلة دامت لأكثر من عامين وتسعة أشهر، كذلك فابريس موامبا الذي تعرض لسكتة قلبية في احدى مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي مع فريقه بولتون أمام توتنهام سنة 2012، وأجبرته على الاعتزال في سن الـ24 عام، وأخيراً حادثة كريستاين ايركسن الشهيرة خلال اليورو الماضي، وسقوطه مغشيًا عليه أرضية الميدان في مباراة الدنمارك وفنلندا.
لاعبون تعرضوا للوفاة بسبب الأزمة القلبية:
الشيخ تويتي لاعب وسط ميدان ساحل العاج الذي وفته المنية سنة 2017، عن عمر 30 سنة، متأثراً بأزمة قلبية تعرض لها خلال حصة تدريبية مع فريقه الصيني بيكين انتربرايز، كذلك الجناح الأيسر الإسباني أنتونيو بويرتا، الذي توفي سنة 2007، عن عمر 24 عامًا، وذلك بعدما سقط على أرضية الميدان مغشيا عليه في مباراة ودية لإشبيلية ضد خيتافي، اللاعب المجري ميكلوش فيهير لاعب فيتوريا جيماريش البرتغالي الذي توفي بعمر 24 عاما، بسبب نوبة قلبية في مباراة فريقه أمام ينفيكا من سنة 2004
اقرأ/ي أيضًا:
حادثة إيريكسن تفزع أوروبا.. وبلجيكا تستعرض قوّتها أمام روسيا في يورو 2020
تشافي ينجح بصعوبة في اختباره الأوّل.. برشلونة يحسم ديربي كاتالونيا بهدف