دأبت الإعلانات التجارية، على تصوير المرأة بطريقة نمطية جدًا، واستخدام نماذج جمال مثالية وغير واقعية، من أجل ترويج المنتجات، وهو ما يتنقده كثيرون. لكن هل ينطبق هذا على جميع الإعلانات الترويجية؟ يكشف هذا التقرير المترجم عن صحيفة "الغارديان البريطانية" عن دعاية غير تقليدية، تظهر المرأة على طبيعتها.
بما أن التلفزيون يميل إلى إظهار المرأة بصورة شبه كاملة سواء في العروض التلفزيونية أو في الدعايات، حتى بات من النادر أن تجد ظهورًا للمرأة بحالتها الطبيعية، بلا عمليات تجميل أو تنحيف قاسية، وبلا تدخل برامج "الفوتوشوب" لإظهارها بأجمل نحو، لتكون هي الأخرى أداة استهلاكية وتسويقية. لكن إعلانًا جديدًا من شركة Billie، وهي شركة أمريكية تأسست عام 2015 ومتخصصة في تصنيع شفرات الحلاقة للنساء، قد حاز إعجابًا غير مسبوق من الناس، وذلك لأنه يخالف التوقّعات ويقدم فتاة أقرب ما تكون إلى حالة المرأة العادية المتوسطة، التي ينمو على جسدها الشعر وتحتاج إلى حلاقته بين حين وآخر.
يميل التلفزيون إلى إظهار المرأة بصورة شبه كاملة سواء في العروض التلفزيونية أو في الدعايات
شركة Billie، والتي تصف نفسها بأنها أول علامة تجارية متخصصة في منتجات الحلاقة للنساء، تقول إن إعلانها هو أول إعلان منذ عقود تظهر فيه امرأة تقوم فيه بحلاقة شيء من شعر جسدها.
وبينما نجد في إعلانات الرجال أنهم يحلقون لحاهم ويقلمونها بالشفرات أو آلات الحلاقة المعلن عنها، فإن المنتجات الخاصة بالمرأة عادة ما تستخدم في إعلاناتها فتيات يحلقن مناطق من الجسد لا أثر عليها للشعر أصلًا.
اقرأ/ي أيضًا: "انتي عانس" وغيرها.. إعلانات تهين المرأة المصرية؟
أما في إعلان شركة Billie فقد ظهرت المرأة وهي تحلق شعرًا نبت على ساقيها، كما يظهر فيه الشعر تحت الإبطين، وفي المناطق الحساسة استخدم الإعلان صورة نبتة الصبار.
وعلى موقعها الإلكتروني، تقول الشركة التي انطلقت في العام 2017، إن شركات منتجات الحلاقة تهتم بالأصل بمنتجات الرجل، ولعل هذا ما يفسر ارتفاع أسعار منتجات الحلاقة الخاصة بالمرأة، بناءً على غرابة الأمر".
وقد شهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلًا إيجابيًا مع هذا الإعلان، رغم أن المنتج غير متوفر سوى في الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا.
وقد كان هنالك شيء من الجدال أثير مؤخرًا حول حلاقة المرأة ودعوة بعض النسويات لتجنب الحلاقة تحديًا للصور النمطية السائدة عن المرأة، لكن المعلقين في وسائل التواصل الاجتماعي أكدوا على أن هذا حق للمرأة، سواء رغبت بالحلاقة أو لا. فقال أحدهم "احلقوا أو لا، الثابت في الموضوع هو أن الشعر ينمو لدينا جميعًا".
وقالت المؤسِسة الشريكة في Billie السيدة جورجينا غولي: "إن إظهار فتاة بساقين نظيفتين لا شعر عليهما أبدًا باتت طريقة مستهلكة في تمثيل المرأة في الإعلانات. لقد قلنا دومًا بأن الحلاقة اختيار للمرأة. إنه جسدها ولا يحق لأحد أن يخبرها كيف تتصرف به. نحن متحمسون لإطلاق حملة تسعى للمساعدة على التأكيد على هذا الأمر، وأن الشعر على المرأة ليس عيبًا، وتغيير تلك النظرة الضيقة التي نصور المرأة من خلالها".
وعملت شركة Billie على توفير صورها الإعلانية على موقع Unsplash للصور، وذلك بهدف زيادة أعداد الصور المتوفرة لوسائل الإعلام والتي تظهر بها المرأة وقد نما شعر على جسدها. وتفيد الشركة بأنها تتبرع بنسبة 1% من إيراداتها لحملات مناصرة المرأة حول العالم. وتدعم الشركة حاليًا حملة "Every Mother Counts" وهي حملة تهدف للتأكيد على حق المرأة في حمل وولادة أكثر سلامة.
وقالت المصورة آشلي آرميتاغ، وهي المصورة التي التقطت الصورة الخاصة بالحملة الإعلانية لشركة Billie: "كيف لك أن تعرف أن منتج الحلاقة يؤدي المطلوب فعلًا إن كانت الدعاية تستخدم المنتج على ساق لا شعر عليها أبدًا؟ والأهم من ذلك هو ما سبب كل هذا الخوف من إظهار شعر المرأة؟"
اقرأ/ي أيضًا: