أقدمت معلمة لمادة اللغة الفرنسية بابتدائية "سيدي الصعيدي" التابعة للأكاديمية الجهوية لمدينة تطوان، شمال غرب المغرب، على حلق جزء من شعر تلميذ، يبلغ من العمر 8 سنوات، خلال الأسبوع الماضي بطريقة أحرجته أمام زملائه بالقسم.
أقدمت معلمة بإحدى مدارس المغرب إلى حلق جزء من شعر تلميذ وهو ما أثار جدل العنف في المدارس في شكل جديد
هذا التصرف تسبب للطفل الذي يدعى "فارس" بأزمة نفسية، لا سيما بعد إهانته أمام زملائه بالقسم، هذا ما صرح به والد الطفل في وسائل الإعلام المحلية، حيث أكد أن المعلمة سخرت من ابنه وجعلته أضحوكة وسط زملائه في الفصل لأسباب مجهولة، وزادت على ذلك بقص شعره أمام أقرانه، وهو ما جعل والد فارس يحتج أمام المؤسسة التعليمية المذكورة، إذ قام برفع دعوة قضائية ضد المعلمة كما قام بوضع شكوى في الموضوع إلى نيابة تطوان.
اقرأ/ي أيضًا: تعليم أفضل.. تعليم بالمجان: مطالب المغاربة
في الأثناء، راجت أسباب مختلفة لإقدام المعلمة على حلق شعر طفل لا يتعدى 8 سنوات، البعض أكد أن "قصة الشعر" الطفل لم ترق للمعلمة لأنها تشبه الفتيات، والبعض الآخر قال إن "المعلمة حلقت فقط جزءًا من الشعر". أما المعلمة، التي تدعى نادية، فبالرغم من "سجلها النظيف" كما صرح مدير المدرسة إلا أنها اعترفت بخطئها، وأخذت بذلك القضية منحًى آخر.
يقول محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، لـ"ألترا صوت": "إن قضية حلق شعر طفل بالمدرسة هي شكل من أشكال العنف المثيرة، التي يتعرض لها التلاميذ بالمدرسة المغربية، والتي يكون لها آثار سلبية عميقة على الطفل والمجتمع وتعبر عن خلل في المدرسة والمجتمع". وبالتالي لا يجب أن تكون، حسب المتحدث دائمًا، مثل هذه "الحوادث محل مزايدات وصخب إعلامي وتطاحن واستغلال"، مضيفًا "يجب وضعها في السياق العام لما تعانيه مؤسسة مدرسية وفتح ورشات عاجلة للبحث عن حلول وإصلاح المؤسسة".
اقرأ/ي أيضًا: عنف متجدد في المغرب.. حلق شعر "شيماء" وحاجبيها
الآن، يعاني الطفل، حسب تصريح والديه أثارًا نفسية سلبية، فقد عاد باكيًا يشكو من تصرف أستاذته المهين، ورافضًا العودة إلى صفوف الدراسة. ورغم اعتراف الأستاذة أمام الأسرة بأن تصرفها لم يكن بغرض الإهانة، واعتذرت أيضًا، مؤكدة أن كل ما راج عن أن أفكارها متطرفة دينيًا هو غير صحيح، لم يشفع لها ذلك أمام أسرة الطفل، التي رفضت اللقاء التصالحي بحضور مدير الأكاديمية الجهوية لمدينة تطوان.
وهكذا تواجه المعلمة المذكورة عقوبات تأديبية تتراوح بين لفت الانتباه والمثول أمام المجلس التأديبي لعقوبات أخرى، هذا ما صرح به مدير المدرسة، مستنكرًا ما قامت به المعلمة ومضيفًا أن "الأستاذة أقدمت على حلق جزء من شعر الطفل باستعمال مقصه الشخصي، على عكس كل الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تبين شعرًا محلوقًا بالكامل باستعمال "ماكينة" حلق للشعر"، ومنبهًا إلى تجنب المغالطات.
في المغرب، نسمع بين الفينة والأخرى عن حوادث عنف ضحيتها تلاميذ صغار، لكن حادثة حلق شعر تلميذ تعتبر مستحدثة، في مقابل حالات عنف أخرى أكثر تداولًا كالعنف الجسدي أو السخرية من نتائج تلميذ أو مستواه الدراسي، وفي جميع الأحوال تتطلب جميعها وعيًا ومعالجة لتجنب تكرارها.
اقرأ/ي أيضًا: