توقّف عدد كبير من الناشطين في لبنان، من بينهم أولياء أمور وطلاب وخبراء في مختلف المجالات، عند إصرار وزير التربية طارق المجذوب على إجراء الامتحانات للعام الحالي، بالرغم من الظروف الاستثنائية الصعبة التي يعيشها اللبنانيون على مختلف الأصعدة، في ظل التقنين القاسي في التيار الكهربائي، ما يصعّب على الطلاب عمليات المذاكرة، في غياب الضوء ووسائل التبريد مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، بالإضافة إلى أزمة البنزين الحادة، الأمر الذي سيجعل عملية وصول الطلاب إلى المدارس لإجراء امتحاناتهم أمرًا غاية في الصعوبة والعسر. وتُضاف هذه المشاكل جميعها إلى أزمة فيروس كورونا، وبالتالي فإن الامتحانات الحضورية قد تشكل خطرًا على صحة التلامذة.
انتشرت دعوات لإلغاء الامتحانات المدرسية بسبب جملة المشاكل والأزمات المتزامنة التي يمر بها لبنان إضافة إلى جائحة كوفيد -19
من بين المطالبات نشر الناشط أنطونيو مطر صورة لشمعة، في إشارة إلى أن التلامذة يستخدمون الشمع اليوم للدراسة، وقال إن الصورة كافية ولا داع للتعليق، بينما نشرت الطالبة نور صورة تظهر كمية التفاعل مع الوسم في لبنان، وسألت هل يمكن أن يكون جميع الطلاب على خطأ، وأن يكون الوزير على حق؟ بينما نشر ناشط آخر صورة للبنان وهو غارق في الظلمة، وقال لا امتحانات في ظل غياب الكهرباء.
ونشر الطالب محمد صورة لطالب مدرسة على دراجة نارية يحمل غالون بنزين، وقال إن الصورة هذه، تكفي بمدلولاتها لإلغاء الامتحانات. بينما أشارت الطالبة نزهة الخليل إلى أن الصحة النفسية للطلاب مهمة، ولا يمكن إجراء الامتحانات في هذه الظروف. ومن جهتها، نشرت نغم الغفاري صورة لتلميذ يدرس على ضوء الشمعة، وقالت إن هذا هو وضع الطلاب في لبنان اليوم.
بدورها الطالبة نايا الخازن نشرت صورة مقسومة إلى أربع أجزاء، تظهر الازدحام الخانق عند طوابير محطات الوقود، ومظاهرات في لبنان بسبب ارتفاع أسعار الخبز، بالإضافة إلى الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الأمريكي بالنسبة إلى الليرة اللبنانية، وقيام عمال بتعقيم الشوارع في بيروت بسبب جائحة كورونا، وقالت إن هذا هو وضع لبنان في عام 2020-2021، وبالتالي لا إمكانية لإجراء الامتحانات، فيما توجّهت الطالبة دعاء مهاجر إلى الحكومة، وطلبت منها عدم لوم الطلاب، لأنّهم لا يستطيعون التنفّس. بينما أشار الطالب أحمد إلى أن التجارب اليومية التي يتعين على الطلاب أن يمروا بها، كما أن التوتر والقلق والإرهاق الناجم عن الامتحانات أكثر من كافية لإلغائها. الطلاب وأولياء الأمور مدمرون بالفعل بدرجة كافية بسبب الوضع غير السار في بلدنا.
من جانبها الطالبة أني غازاريان قالت إن وزير التربية يبدو أنه يعيش على كوكب آخر، ولا يعلم ما يمر به لبنان من ظروف بائسة، وخاصة في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت ما يعيق عملية الدرس والمذاكرة لدى الطلاب. بينما اعتبر الطالب جو أن إجراء الامتحانات الرسمية لشهادة البريفيه هو جريمة، وأن الوزير اليوم يقتل التلامذة جسديًا ونفسيًا، وطالب بإلغاء امتحانات 2021، والبدء بالتحضير لامتحانات موسم 2022.
وضمن السياق نفسه، سألت الطالبة ميريام إذا كان المطلوب من الطلاب أن يذاكروا لعام كامل خلال شهر واحد فقط، بينما الطلاب لا يستطيعون النوم اليوم بسبب غياب الكهرباء في فصل الصيف الحار، فيما قالت الطالبة سندس إن البلد مدمر بينما لا يزالون يفكّرون في إجراء الامتحانات الرسمية لفصل البريفيه. بعض الطلاب ليس لديهم كهرباء ولا ماء ولا إنترنت، صحتهم العقلية تزداد سوءًا، وهم متعبون ومرهقون.
اقرأ/ي أيضًا:
مئات اللاجئين يضربون عن الطعام في بروكسل للمطالبة بتسوية أوضاعهم قانونيًا
انتشار عربي واسع لوسم "مقاطعة الإمارات" بعد افتتاح سفارة إسرائيلية في عاصمتها