شهد الكنيست الإسرائيلي اليوم الأربعاء 29 حزيران/يونيو في جلسته المنعقدة في القدس المُحتلة هجومًا صهيونيًا شرسًا استهدف خطاب النائب العربي عن القائمة الوطنية المشتركة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبي.
اقرأ/ي أيضًا: الهجوم على "التجمع".. نتنياهو يحاول إرضاء قبيلته
قامت الزعبي بخطابها اليوم من على منصة كنيست الاحتلال بإعادة عجلة الزمن ست سنوات إلى الوراء، إلى الوقت الذي شهدت القاعة عينها مشادات وهجوم متعدد الأوجه على زعبي حين جرّمت هجوم جيش الاحتلال على سفينة التضامن التركية مع غزة، مافي مرمرة.
امتازت الزعبي بالهدوء والثقة سواء في قول ما كانت تقوله أو في تعاطيها مع الهجمات العديدة التي كادت أن تكون جسدية خلال خطابها الأخير في الكنيست
استغلت زعبي مسار تطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية الجاري والاعتذار والاعتراف الإسرائيلي بما قام به جيش الاحتلال ضد السفينة التركية وركابها من طاقم ومتضامنين وصحفيين، وهي التي كانت عرضة للهجوم معهم آنذاك لتواجدها مع المتضامنين، لتفتتح نيران خطاب مواجهة المؤسسة الإسرائيلية بجرائمها وأفعالها المنافية للقانون الدولي تمامًا كما للحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية، غير آبهة بشدة رة الفعل من النواب اليهود، خاصة أولئك عن اليمين المتطرف.
لم تتوانى الزعبي في القول صراحة بمطلبها ضد الحكومة الإسرائيلية بأن تقدم الأخيرة اعتذارًا علنيًا متكاملًا عن جريمتها ضد الناشطين المتضامنين الذين تعرضوا للأذى جراء هجوم الكوماندوز الإسرائيلي على سفينتهم، وهي من ضمنهم. فالأعراف الدبلوماسية التي تخص إسرائيل وعلاقاتها بغيرها من الدول لها شأن، وإن كان النداء الأوضح الذي يوجهه الفلسطينيون للعالم هو القطيعة مع من يحتل أرضهم، وأعراف النشطاء السياسيين المتضامنيين مع قضية الشعب الفلسطيني لها شأن آخر مع إسرائيل وممارساتها.
على الرغم من الهجوم الهمجي الذي تعرضت له حنين الزعبي تحت قبة الكنيست الإسرائيلي من نواب كثر، إلا أنها امتازت بالهدوء والثقة سواء في قول ما كانت تقوله أو في تعاطيها مع الهجمات العديدة التي كادت أن تكون جسدية، لم يكن تدخل أمن الجلسة الخجول سيحول دون ذلك قطعًا، فأجابت نائب رئيس الكنيست، النائب حمد عمار عن حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، عندما طالبها بالاعتذار للجيش وجنوده عن وصفهم بالقتلة وتجريمهم، بأنه هو والجيش من يتوجب عليهم الاعتذار، هذا مستوى الخطاب إذًا، الاحتلال يجب أن يسكت والاحتلال يجب أن يعتذر وصوت أصحاب الحقوق من يجب أن يسمع، هذا ما لم يكن الكنيست بمن فيه يترقب سماعه أو التلميح له من النائبة زعبي، لتوقعهم أن دخول الزعبي ضمن القائمة العربية المشتركة ربما سيجرها إلى حضور مؤتمر هرتسيليا كما حصل مع زملاء لها في القائمة، لكن في الحين الذي تقول فيه الزعبي ما قالته للاحتلال بمباشرة تامة، فإن مفاد الرسالة واضح كما تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، "فعلى الرغم من حملات التشويه وكل الطاقات الموفرة لإحباط نضال التجمع الوطني وتحييده عن خطابه المعلن نحو حقوق كاملة للشعب الفلسطيني، إلا أن التعريفات كما هي، والتصدي لجرائم الاحتلال مستمر على حاله من طرف من عهدوا لسنوات الوقوف الفاعل في حقل هذا التصدي".
اقرأ/ي أيضًا: تهمة "التجمع".. عربي فلسطيني
ميكي ليفي، وجه عنصري آخر ممن قادوا الهجوم على زعبي اليوم، وهو نائب عن تكتل "ييش عتيد" والقائد السابق لشرطة القدس، وصل إلى المنصة محاولًا الاقتراب أكثر والتسلق للاعتداء المباشر، وعندما وجد أن لا سبيل، بدأ بكيل شتائم عنصرية تصف العرب والنائبة زعبي بالقذارة، مكررًا الشتيمة وجهًا لوجه مع مدير الجلسة الذي أمر لاحقًا بإنزال زعبي عن المنصة وسحب حق التحدث، فانضم النائب أورين حزان عن حزب الليكود للهجوم.
مطالبة الزعبي إسرائيل بالاعتذار للمتضامنين بعد أن اعتذرت لتركيا شكلت استفزازًا مربكًا ومركبًا للمهاجمين
استعر الكثير من النواب إلى جانب حزان وليفي، الاستنفار كان باديًا وكأنه مدروس أو منظم، فهم بانتظار النائب زعبي بعد حرمانها لقرابة 4 أشهر من فرصة تقريع الاحتلال من على منصته، كما أن مطالبتها إسرائيل بالاعتذار للمتضامنين بعد أن اعتذرت لتركيا شكلت استفزازًا مربكًا ومركبًا للمهاجمين مما دفع لتعالي الأصوات أكثر ووصف الزعبي بأنها خطر على الديمقراطية، وأي ديمقراطية هذه التي تأبى الاعتذار عن القتل العمد، بل تعتبر القتل مركبًا عقائديّا حتى في هويتها الدينية.
وصلت حدة الهجوم إلى الحد الذي يفضح خطاب الترانسفير بإعادته إلى الواجهة مجددًا، فالحلم الصهيوني الدائم بترحيل كل العرب والتخلص منهم، هذا ما عبر عنها تمامًا الوزير أوفير كونيس الذي اتهم الزعبي بأنها مخربة وواجب طردها إلى غزة. أكملت الزعبي الحديث وتابعت توجيه الاتهامات للاحتلال ومطالبة إسرائيل بالاعتذار طوال الوقت الذي سمح لها بذلك، مكررة تحميل إسرائيل جرم حصار غزة وفصلها عن الحياة، ومؤكدة أن جهودها ستستمر لأجل فك حصار غزة.
اقرأ/ي أيضًا: