لم يكد الشعب المصري يستفيق من صدمة حادثة قطار حلوان ليل الإثنين في الـ21 من حزيران/يونيو الحالي، حتى تفاجأ بحادث آخر جديد نهار الثلاثاء في الإسكندرية، أدّى إلى مقتل 3 مواطنين وجرح أربعين آخرين بحسب الإحصاءات الأولية، لتعود قضية القطارات في مصر، وسلامة وسائل النقل بشكل عام إلى الواجهة مجدّدًا، حيث تتشكّل قناعة لدى الناشطين، بأنّ كل وعود السلطة بتحسين شبكات النقل ورفع مستويات الأمان لم تكن سوى حبرًا على ورق، وغير مقترنة بخطوات إجرائية كانت كفيلة بإنقاذ مئات الأرواح فيما لو طُبقت.
تظهر طبيعة استمرار حوادث القطارات في مصر بأن كل وعود السلطة بتحسين شبكات النقل ورفع مستويات الأمان لم تكن سوى حبرًا على ورق، وغير مقترنة بخطوات إجرائية كفيلة بإنقاذ مئات الأرواح فيما لو طُبقت
الناشطة أمة الله قالت إن حوادث القطارات أصبحت حديث الناس في مصر، حيث ينامون على خبر حادث قطار ويستيقظون على خبر آخر، وأنهم لم يعودوا كمصريين يتفاجؤون بهذه الأخبار، فقطار مصر يسير بلا قطارة وبلا قضبان بحسب تعبيرها. واعتبر الناشط والإعلامي المصري أحمد البقري أن حادثي حلوان والإسكندرية يعكسان الفشل المستمر الذي يعيشه النظام المصري.
وأشار الناشط أبو بكر خلاف إلى أن نظام سكك الحديدية المتهالك في مصر يودي بحياة العشرات، في ظل انعدام المحاسبة، وأضاف "لك الله يا مصر". وتوقّف الناشط إسماعيل عبد الفتاح عند حوادث القطارات بالجملة التي تشهدها مصر، وأعاد التذكير بحوادث القطارات في سوهاج التي كانت تتكرّر مرّة كل ثلاثة أيام، وقال من باب التهكم أنه الإنجاز في مصر أصبح في وصول القطارات إلى محطاتها سالمة. وطالب الناشط خالد بأن تشمل التحقيقات في حادث قطار حلوان محافظ المدينة، ورئيس حي حلوان، بتهمة التقصير، فيما أشار الناشط أحمد عطوان إلى أن المصريين يدفعون حيواتهم ثمنًا للإهمال في السكك الحديدية، الإسفلت والطرقات.
وضمن السياق نفسه، نشرت الناشطة نور صبري رسمًا كاريكاتوريًا يظهر عبد الفتاح السيسي عاجزًا عن رفع قضيب الحديد الخاص برياضة رفع الأثقال، كُتب عليها "مش قد الشيلة ما تشلش" في مطالبة ضمنية له بالرحيل بسبب عجزه عن إدارة أمور البلاد وحماية المواطنين.
بينما أشار الناشط أحمد من جهته، إلى أن سبب حوادث القطارات في مصر هو غياب المتابعة وإجراءات الصيانة، فيما تسببّ بحادث قطار حلوان، غياب المزلقان الذي يمنع مرور السيارات أثناء مرور القطار، وفي تعليقها على حادث الإسكندرية، ذكّرت الناشطة هالة عبد الرازق بمطالبة الوزير كمال الوزير بهدم منازل في حلوان بعد حادثة قطار حلوان، وسألت بتهكّم "ماذا سيقترح اليوم بعد حادثة الإسكندرية".
بدورها قالت الناشطة سهى منصور إن وزير النقل كمال الوزير ضرب الرقم القياسي بعدد حوادث القطارات في عهده، ومن باب التهكّم والسخرية، قال الناشط سيف زيدان إنه لا يهم من يموت ومن يحيا في مصر، ولا يهم إن كان الموت بسبب الجوع، أو بحوادث القطارات، المهم هو أن الحكّام متمسّكين بالحكم، ويحكمون البلد، فيما رأى الناشط عماد حجازي أن المشكلة الكبرى تكمن في أن الحكومة المصرية، لا تعترف بفشلها، والهمّ الوحيد لأعضائها هو البقاء على الكرسي، فيما أرواح الناس لا تعنيهم، واستشهد بالفشل الذي ظهر في مجالات التعليم، الصحة، النقل وغيرها.
اقرأ/ي أيضًا:
حملة مصرية جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد سياسات النظام
تضامن عربي واسع مع معركة الأمعاء الخاوية في وجه الاعتقال الإداري