تُختتم مساء اليوم الأحد منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، وستشهد الجولة الثامنة والثلاثين والأخيرة إعلان بطل البريمير ليغ، فإما يحافظ مانشستر سيتي على اللقب، أو يحقّق ليفربول الحلم الذي طال انتظاره، فهو لم يحقّق البريميرليغ منذ بدء العمل بها في بدايات تسعينيات القرن الماضي، فهل ستفعلها كتيبة يورغن كلوب، أم سيكون المجد حليف مانشستر سيتي المتفوّق على ليفربول بفارق نقطة واحدة..؟
كم سيكون قاسيًا على الفريقين بعد أداء مبهر لكلّ منهما في هذا الموسم، أن يجد أحدهما نفسه وصيفًا لبطل الدوري الإنجليزي الممتاز، فصاحب المركز الثاني سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كبطل غير متوّج، لأنه أحرز عددًا هائلًا من النقاط دون أن يرفع كأس البطولة، فبأسوأ السيناريوهات إن هُزم ليفربول في مباراته الأخيرة أمام وولفرهامبتون، سيتجمّد رصيد صاحب المركز الثاني بأربعة وتسعين نقطة، وهو أمر لم يحدث في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى على الإطلاق، فلم يسبق لفريق جمع 94 نقطة أن فشل في نيل الدوري المحلّي، فكيف لو فاز ليفربول على الوولفز في المرحلة الأخيرة وحصد 97 نقطة، مقابل انتصار السيتيزينس على برايتون فينال السيتي 98 نقطة، ويظفر باللقب..!
لم يسبق في تاريخ البريميرليغ أن دخل فريقًا ما الجولة الأخيرة متصدّرًا للترتيب وخسر البطولة، فهل سيفرّط السيتيزينس باللقب لصالح ليفربول؟
تميّزت المنافسة على صدارة البريمير ليغ هذا الموسم بالشراسة البالغة والعديد من التقلّبات، ووصل الفارق بين الريدز وكتيبة غوارديولا إلى 7 نقاط، قبل أن ينتفض فريق المدرّب الإسباني ويحقّق العديد من الانتصارات المتتالية، فمنذ خسارته أمام نيوكاسل أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، حقّق مانشستر سيتي 13 انتصارًا متتاليًا حتّى الآن، سيل الانتصارات الأسطوري هذا لن يكون من المنطقي أن يوقفه برايتون الذي يلعب دون حافز خاص به، وإنما هدفه الأساسي سيكون تغيير مجريات الأحداث التاريخية عبر منح البطولة لليفربول، لكنّ مانشستر سيتي يعي كلّ ذلك فمن أنجز 13 انتصارًا على كبرى الفرق في البطولة، تخلّلها مشاركات خارجيّة وضغط رهيب للمباريات، حيث توّج السيتي بكأس الرابطة ووصل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وخاض غمار دوري أبطال أوروبا قبل أن يقصيه توتنهام من دور الثمانية، كلّ تلك الأحداث وزحمة المباريات لم تستطع أن توقف قطار انتصارات السيتي المتتالي، فهل يفعلها برايتون؟
اقرأ/ي أيضًا: السيتي يلامس لقب البريميرليغ.. واليونايتد يخيّب أمل ليفربول
من جهة أخرى يخوض ليفربول مباراته الختاميّة على ملعبه أمام وولفرهامبتون، منتشيًا بالعودة التاريخية التي حقّقها في الملعب نفسه أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا، لن يقبل الريدز إلا بتحقيق الفوز على فريق الذئاب بغضّ النظر عن نتيجة المتصدّر مانشستر سيتي لأسباب عديدة، فهزيمة السيتي إن تحقّقت في وقت فشل خلاله ليفربول بتحقيق الفوز، التعادل مثلًا سيعني حسم اللقب للسيتي بفارق الأهداف، كما ترغب كتيبة يورغن كلوب أن تودّع جماهيرها في آخر المباريات التي سيستضيفها الأنفيلد هذا الموسم بطريقة أكثر من رائعة، وحتى لو فاز السيتي بالبطولة بالتزامن مع انتصار ليفربول على الضيوف فستكون الجماهير راضية عن أداء الفريق، وستحشد نفسها لنهائي دوري أبطال أوروبا في مدريد بداية الشهر القادم، ولكن إن فقد ليفربول النقاط في هذا اللقاء، وتزامن ذلك مع عذرة السيتي سيعني ذلك تتويج الأخير باللقب، ولن تغفر الجماهير ذلك للاعبين على الإطلاق لسنوات كثيرة قادمة.
والمفارقة هنا أن مهمّة ليفربول صعبة للغاية أمام وولفرهامبتون بغضّ النظر عما يتوجّب على برايتون أن يفعله، لأن الضيوف جعلوا من نفسهم عثرة اعتيادية في وجه كبار الأندية المنافسة على البطولة، ففي هذا الموسم تعثّرت الفرق الست الكبرى 8 مرّات أمام كتيبة نونو سانتو، هُزمت 4 مرّات وتعادلت بمثلها، وكان ليفربول هو الناجي الوحيد بينها، ولم تنجح أندية تشيلسي ومانشستر يونايتد وآرسنال في الفوز هذا الموسم على وولفرهامبتون، تعادلت معه مرّة وخسرت في مرّة، كما فقد السيتي نقطتين مع الذئاب وخسر توتنهام ثلاث نقاط، ونجاة ليفربول من خسارة النقاط في موقعة اليوم إنجازٌ بحدّ ذاته.
اقرأ/ي أيضًا: تشيلسي يطيح بآمال اليونايتد الأوروبية.. والسيتي يقترب من رفع كأس البريميرليغ
كالعادة، ستُقام مباريات الجولة الأخيرة من البريمير ليغ العشر جميعها في وقت واحد، والاهتمام سيكون منصبًا في هذا الموسم على مواجهتي ليفربول ومانشستر سيتي مع وولفرهامبتون وبرايتون، لأن حسابات الوصول لدوري أبطال أوروبا والهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى انتهت منذ الجولة الماضية، حيث ضمن توتنهام وتشيلسي مرافقتهما لليفربول ومانشستر سيتي إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ويتوجّب على آرسنال الظفر بكأس الدوري الأوروبي ليحقّق لنفسه هذا المجد، وإلا سيرافق مانشستر يونايتد إلى الدوري الأوروبي الموسم المقبل، ومن ناحية الهبوط للدرجة الأولى حسمت الأمور تمامًا بعد تأكد هبوط كارديف وفولهام ووهيدرسفيلد تاون.
يعتبر الموسم الحالي من أكثر المواسم تنافسيًّة في تاريخ البريميرليغ، فكرسي الصدارة تبدّل سيّده 32 مرّة خلال الجولات الـ37 الماضية، وهو رقم قياسي لم يحدث من قبل، وينتظر ليفربول أن يحدث ذلك في الجولة الأخيرة، لكنّ تاريخ البطولة يرفض ذلك بشكل قطعي، وعلى الرغم من حسم البطولة 5 مرّات في الجولة الأخيرة، إلا أن البطل في المرّات جميعها دخل الجولة الثامنة والثلاثين وهو متصدّر للبطولة، ما يعني أن على ليفربول فعلها للمرّة الأولى في تاريخ البطولة، يدخل الجولة الأخيرة وهو صاحب المركز الثاني، ويخرج منها بطلًا، بكلّ الأحوال سيضع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم النسخة الأصلية من كأس البطولة في ملعب نادي برايتون حيث سيكون هنالك تتويج مانشستر سيتي المتوقّع، ونسخة مقلّدة من تلك الكأس في ملعب الآنفيلد، سيرفعها الريدز فيما لو حقّقوا المعجزة، وينالوا نسختها الأصليّة لاحقًا، قبل أن يذرف طرفا المنافسة دموعًا متباينة في أسبابها بين فرح وحزن.
اقرأ/ي أيضًا:
البريميرليغ.. آرسنال "شعلَلها" وأقدام صلاح تنقذ ليفربول من السقوط
ليفربول يصنع معجزة الموسم.. وميسي يمشي وحيدًا خارج دوري الأبطال