خديجة السويدي، اسم يتردد عند المغاربة هذه الأيام وخاصة الناشطين منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن انتشرت قصة خديجة، هذه الفتاة التي وضعت حدًا لحياتها عبر إضرام النار في جسدها، احتجاجًا على ما تعرضت له من ظلم بسبب وحشية البعض.
تعرضت خديجة السويدي إلى اغتصاب بطرق وحشية من أشخاص قاموا فيما بعد بابتزازها فأضرمت النار في جسدها احتجاجًا على ظلم المجتمع وغياب العدل
تفاصيل القصة كما تحكيها لنا والدتها، إذ تعرضت خديجة للاغتصاب في السنة الماضية من طرف ثمانية أشخاص، وذلك تحديدًا في نيسان/أبريل 2015، قاموا باغتصابها بطرق وحشية طوال ساعات، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتصوير العملية بهواتفهم النقالة ليوثقوا بشاعة تصرفاتهم. ومنذ فترة وجيزة تم إطلاق سراح المتهمين فأحست الفتاة خديجة بالظلم ولم تستطع أن تستوعب كيف يمكن إطلاق سراحهم بهذه السرعة.
تقول والدة الفتاة لـ"الترا صوت" إن "خديجة لم تتحمل قيام المجرمين بتهديدها بنشر مقاطع الفيديو التي توثق اغتصابهم لها في مواقع التواصل الاجتماعي"، وقد كان الأمن المغربي قد سبق واعتقلهم إلا أنهم قضوا مدة وجيزة في السجن وتم إطلاق سراحهم، هكذا "أحست الفتاة أنها وحيدة وأن لا أحد في استطاعته حمايتها، ما جعلها تضرم النار في جسدها ليلة الجمعة الماضية"، تضيف والدتها.
اقرأ/ي أيضًا: لبنان.. القانون شريكٌ في الاغتصاب
لم تستطع والدة خديجة تحمل ما حدث لابنتها، هذه الابنة التي تشتغل لإعالة والدتها أين انتقلت إلى مدينة "ابن جرير"، وسط المغرب، بعد وفاة والدها، فلا معيل لهما إذًا إلا هذه الفتاة القاصر التي لم تتجاوز 17 سنة. لكن هؤلاء "المجرمين" تربصوا بخديجة في غرفة كانت تكتريها وحولوا حياتها إلى جحيم. وحسب مقربين من الفتاة، من المنتظر أن يتم تقديم الفاعلين يوم الاثنين 8 آب/أغسطس إلى النيابة العامة.
ومن جهة أخرى، حسب بلاغ لمديرية الأمن أن "أوقفت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن بن جرير ستة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 24 و34 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالابتزاز والتهديد بنشر شريط فيديو يوثق لواقعة اغتصاب تعرضت لها فتاة قاصر سنة 2015".
اقرأ/ي أيضًا: موريتانيا.. الاعتداءات الجنسية في ارتفاع
وأفاد البلاغ ذاته: "تعود أطوار هذه الواقعة إلى قيام الضحية القاصر بإضرام النار عمدًا في نفسها بتاريخ 29 تموز/يوليو 2016، الأمر الذي تسبب في وفاتها بعد تعرضها لحروق من الدرجة الثالثة، في وقت مكنت الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الأمن من كشف تعرض الهالكة قيد حياتها للابتزاز من قبل المشتبه فيهم، والذين عملوا على تهديدها بنشر شريط فيديو يوثق لتعرضها للاغتصاب".
وكان التفاعل مع هذه القضية على مواقع التواصل الاجتماعي واسعًا وملفتًا للأنظار، ندد رواد هذه المواقع بما حدث للفتاة القاصر، وأطلقوا هاشتاغ #العدالة_لخديجة_السويدي. وتعرضت أبرز التدوينات إلى وحشية ما تعرضت له الفتاة مستنكرين إطلاق سراح المغتصبين في وقت وجيز، وداعين إلى تشديد العقوبات في قضايا الاغتصاب خاصة عندما يتعلق الأمر بالقصر.
اقرأ/ي أيضًا:
انتحار جامعي.. بوعزيزي آخر في تونس