صدمت مقدونيا الشمالية منتخب إيطاليا بطل أوروبا، حينما أطاحت به خارج تصفيات كأس العالم في عقر داره، حينما تفوّقت عليه بهدف وحيد أتى في الوقت بديل الضائع، ليفشل بطل العالم في أربع مناسبات في بلوغ المونديال للنسخة الثانية تواليًا، وهو أمر يحدث للمرّة الأولى في تاريخ المنتخب الإيطالي.
المنتخب المقدوني الشمالي سيواجه في المباراة الفاصلة فريق البرتغال، رفاق كريستيانو رونالدو تخطّوا تركيا بثلاثة أهداف لواحد، وهم على بعد خطوة واحدة من بلوغ كأس العالم، كما قاد غاريث بيل منتخب بلاده ويلز إلى المباراة الفاصلة، حينما سجّل هدفي فريقه في شباك النمسا، في لقاء انتهى بفوز الفريق البريطاني بهدفين لواحد.
حينما فشلت إيطاليا في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، أجرى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ثورة كبرى، بدأت بتعيين المدرّب روبيرتو مانشيني، وهنا قاد المدرّب المخضرم الآزوري للانتصارات واحدًا تلو الآخر، وحقّق إنجازًا غاليًا تمثّل في الظفر بكأس أمم أوروبا 2020.
كذلك حقّقت إيطاليا نتائج جيّدة في مجموعتها، ضمن تصفيات أوروبا لكأس العالم 2022، لكنّها فشلت في كسب النقاط الثلاث بالمباراتين الأخيرتين، منها واحدة كانت أمام المنافس المباشر منتخب سويسرا، حيث أهدر جورجينيو ركلة جزاء في الدقيقة 90، كانت كفيلة في ضمان مقعد للأزوري في كأس العالم 2022.
عانت إيطاليا من عقم هجومي واضح في آخر مباراتين بالتصفيات، فشلت في تسجيل أي هدف فيهما، واستمرّ هذا العقم أمام منتخب ضعيف على الورق اسمه مقدونيا الشماليّة، الفريق الضيف لعب بدفاع مطبق أمام بطل أوروبا، والذي أراد كسر النحس التهديفي، كونه يخوض مباراة أمام فريق ضعيف نسبيًا، مدعومًا بعاملي الأرض والجمهور، لكنّ مهاجمو الآزوري تسابقوا على إهدار الفرص واحدة تلو الأخرى، مع محاولات هجوميّة نادرة من المقدونيين الشماليين.
صدّق أو لا تصدّق، بطل أوروبا جرّب حظّه بالتسديد على مرمى مقدونيا الشماليّة 32 مرّة، بمعدّل أكثر من تسديدة كلّ ثلاث دقائق، فيما اكتفت مقدونيا بأربع تسديدات، ناهيك عن الركلات الركنيّة التي نفّذها الآزوري 16 مرّة دون جدوى، دون أي ركلة ركنيّة للمقدونيين، مع تفوّق واضح بالاستحواذ لأصحاب الأرض، الذين استحوذوا على الكرة بنسبة وصلت إلى 61%،مقابل 39% لمقدونيا الشمالية.
رغم كلّ هذا التفوّق، استمرّت لعنة التهديف أمام المنتخب الإيطالي، فوصلت المباراة لدقائقها الأخيرة، وأعلن الحكم عن خمس دقائق بديلة عن الضائع، ظنّ الفريقان أن اللقاء في طريقه لوقتين إضافيين، لكنّ مقدونيا فجّرت المفاجأة، حينما سجّلت هدف الفوز القاتل في الدقيقة الثانية من الوقت بديل الضائع، هدفٌ دوّنه الكسندر تراجكوفسكي بتسديدة بعيدة من خارج منطقة الجزاء، مطيحًا ببطل أوروبا خارج حسابات كأس العالم.
على الجانب الآخر، بلغت البرتغال نهائي الملحق الأوروبي، بفوزها على تركيا بثلاثة أهداف لواحد، ليضرب كريستيانو رونالدو ورفاقه موعدًا مع مقدونيا الشماليّة في لقاء فاصل، الفائز به سيبلغ نهائيات كأس العالم قطر 2022.
البرتغال أفصحت عن نواياها الهجوميّة منذ البداية، فأهدر جوتا فرصة تسجيل محقّقة، حينما أطاح بالكرة فوق العارضة، لكنّ الفرج لأصحاب الأرض أتى في الدقيقة 15 عبر أوتافيو، حينما سدّد بيرناردو سيلفا كرة قويّة ارتدّت من القائم، تابعها لاعب بورتو البرتغالي داخل الشباك.
حاولت تركيا أن تعود للقاء لكنّ الحارس البرتغالي كان بالموعد، كذلك مرّت رأسيّة كوتلو جانب المرمى، قبل أن تضيف البرتغال الهدف الثاني، هذه المرّة نجح دييغو جوتا في تحويل كرة رأسيّة داخل الشباك، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم برازيل أوروبا بهدفين دون رد.
وسط أفضليّة برتغاليّة نسبيّة في الشوط الثاني، أهدر جوتا فرصة قتل المباراة، حينما تقدّم الحارس التركي خارج مناطقه، لكنّ مهاجم ليفربول أطاح بالكرة بعيدًا عن المرمى الخالي، قبل أن يعود الأتراك للقاء، بعدما ختم بوراك يلماز لعبة جماعية جميلة، واستلم كرة من جنكيز أوندير وأودعها في الشباك، ليعود اللقاء لحرارته.
ذروة الإثارة في المباراة كانت قبل نهايتها بخمس دقائق فقط، حينما سنحت لتركيا ركلة جزاء، إثر مخالفة للمدافع البرتغالي داخل المنطقة المحرّمة، انبرى لها المتخصّص بوراك يلماز، وسدّدها عاليًا فوق المرمى، مهدرًا فرصة تعديل النتيجة، وفي أنفاس المباراة الأخيرة سجّلت البرتغال هدف تأكيد التأهّل للمباراة الفاصلة، دوّنه البديل ماتيوس نونيز بعد دخوله بدقائق، البطاقة المؤهّلة لمونديال قطر 2022 والمخصّصة للمسار الثالث من الملحق الأوروبي، انحصرت بين البرتغال ومقدونيا الشماليّة.
وفيما يخصّ المسار الأوّل من الملحق الأوروبي، تمّ تأجيل مواجهة أوكرانيا وأسكتلندا، الفائز بينهما سيلعب مع ويلز، والتي انتصرت على النمسا بهدفين لواحد، في لقاء كان نجمه الأوّل غاريث بايل، والذي سجّل هدفي منتخب بلاده، مقابل هدف للنمساويين دوّنه مارسيل سابيتسر، ويلز باتت على بعد خطوة واحدة فقط من بلوغ المونديال، للمرّة الثانية لها، والأولى منذ عام 1958.
كذلك بلغت السويد المباراة الفاصلة عن المسار الثاني في الملحق المؤهّل للمونديال، بعدما تخطّت بصعوبة منتخب التشيك، بهدف وحيد أتى في الوقت الإضافي، حيث انتهى الشوطان الأوّل والثاني بالتعادل السلبي، كذلك الحال بالنسبة للوقت الإضافي الأوّل.
لكنّ السويد مستضيفة اللقاء نجحت في تسجيل هدف الانتصار بالدقيقة 109، عبر روبين كايسون، لتضرب موعدًا مع بولندا في المباراة الفاصلة، البولنديون وصلوا للمباراة الفاصلة دون خوضهم لقاء الملحق مع روسيا، بسبب استبعاد الأخيرة من التصفيات إثر غزوها لأوكرانيا.