توجّهت أنظار الفرنسيين إلى الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، عند الساعة الثامنة بتوقيت فرنسا من مساء الإثنين الثاني عشر من تموز/يوليو 2021، على هامش لقاء المجموعة الصحيّة الأوروبية، الذي انعقد صباح الإثنين، في وقت تعاني فيه فرنسا العديد من الأزمات والتحدّيات على مختلف المستويات، في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، ووصول المتحور الهندي دلتا إلى القارة العجوز، ما ينبئ بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، خاصة مع فشل حملة التطعيم التي أطلقتها وزارة الصحة، بعد عزوف عدد كبير من المواطنين عن تناول جرعات اللقاح، بسبب عدم ثقتهم بالطعوم، وبالسياسة الصحية في البلاد.
انتقد الناشطون خطاب ماكرون واجتماع المجموعة الصحية الأوروبية، ورأوا أنه لم يحمل أية مشاريع وحلول جدّية لتفشي فيروس كورونا بمتحوّراته المتعدّدة في فرنسا
وقد بدا واضحًا من تغريدات الناشطين الفرنسيين، الذين استخدموا وسم Macron20h، عدم ثقتهم الواضحة برئيسهم، وبالوعود التي أطلقها خلال الخطاب، الذي تمحور بمعظمه حول جائحة كورونا، وتوجّه السلطات الفرنسية لفرض اللقاحات على المواطنين، كذلك انتقد الناشطون اجتماع المجموعة الصحية الأوروبية، ورأوا أنه لم يحمل أية مشاريع وحلول جدّية لتفشي فيروس كورونا بمتحوّراته المتعدّدة في فرنسا.
الناشط جيفري قال إن ماكرون يتّهم دائمًا التجمع الوطني بمحاولة تقسيم البلاد، لكن قراراته اليوم، وخاصة فيما يتعلّق بإلزامية التطعيم، ستقسّم البلاد بقوة أكثر بـ1000 مرّة. وانتقد الناشط إيوس مزاعم ماكرون حول مجانية الطعوم وفحوصات الـ pcr ، وقال إنها مموّلة من المساهمات الشهرية التي يدفعها المواطنون للضمان الاجتماعي. واعتبر الناشط ماكس، أن فرض تطعيم المواطنين هو تكريس لدكتاتورية ماكرون، وانتهاك للجسم البشري، وقال إنه مذهول من الأفكار التي تكلم عنها ماكرون في خطابه.
بينما عدّدت الناشطة صوفيا الأرقام السيئة التي تسجّلها فرنسا في عهد ماكرون، مع وصول عدد الفقراء إلى 11 مليون، والمشرّدين إلى 3 ملايين، بالإضافة إلى ستة ملايين عاطل عن العمل، ناهيك عن تسجيل أرقام كارثية بإصابات ووفيات كورونا، في الوقت الذي يهتم ماكرون بإعادة سن التقاعد، وتقليص حقوق العاطلين عن العمل، وقالت إنها تفضّل الخلود إلى النوم، على الاستماع إلى خطابه.
وقال الناشط فيتشنزو إن قرارات ماكرون تعني أن الممّرضين والممرّضات الذين سيرفضون تناول اللقاح، سيكون مصيرهم فقدان وظائفهم، بينما اقتبس الناشط ماتيو عبارة "أنا أثق بالفرنسيين" التي أوردها ماكرون في خطابه، ووصفها بنكتة العام، كما أشار إلى أنانية الشعب الفرنسي، الذي يهتم فقط بحقوقه، بدون تأدية واجباته تجاه المجتمع. وأبدى الناشط كريستوفر نونيز قلقة من الثورة المتصاعدة، ومن موجة غضب عميقة قادمة، بعد خطاب ماكرون الذي لا يرضي ملايين الفرنسيين، ودعا قادة فرنسا إلى الانتباه لما يفعلونه، فالشعب الفرنسي لاتيني يغضب بسرعة، ويمكن لكلّ شيء أن ينفجر.
وأشار أحد الناشطين إلى أن الاستمرار في منح الحكومة الفرنسية، الصلاحيات للقيام بالإجراءات الاستثنائية خلال الأزمات، يؤدي إلى خلق أزمات جديدة تظهر بسبب هذه الصلاحيات الممنوحة لها، فيما وصف ناشط آخر ماكرون بـ"الدكتاتور، وقال أن قراراته الجديدة ستفجّر الوضع، حيث ستعود مجموعة السترات الصفراء إلى الشوارع، فيما سيدفع الأغنياء تكاليف عالية في العيادات"، بينما رأى الناشط إدفارد، أن الخُطب التي اعتاد الفرنسيون إلقاءها في الرابع عشر من تموز/ يوليو في كلّ عام، إحياءً لذكرى يوم الباستيل، والتي تتركّز عادةً حول وحدة الفرنسيين وتطّلعهم للمستقبل، ستكون هذا العام أداة للتقسيم الاستبدادي بحسب وصفه، بسبب السياسة التي ينتهجها ماكرون وحكومته.
اقرأ/ي أيضًا:
"إجراءات كورونا" تهدد الصحة العقلية للمهاجرين المحتجزين في السجون البريطانية
تصاعد دور السوشيال ميديا في مواجهة عنف القوى الأمنية في نيجيريا