06-أبريل-2023
getty

تضارب المعلومات حول السيطرة على باخموت مع تقدم قوات فاغنر (Getty)

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بولندا أمس الأربعاء، في زيارة تتمحور على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا. مع الأنباء حول هجوم أوكراني معاكس في شرق وجنوب البلاد.

زيارة الرئيس الأوكراني لبولندا تمحورت حول زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا

وتوجه زيلينسكي بالشكر لبولندا  على مساعدتها التي وصفها بـ"التاريخية"، مؤكدًا أن بولندا ستصبح "شريكًا رئيسيًا في جهود إعادة الإعمار الكبيرة بمجرد انتهاء الغزو الروسي".

تعتبر بولندا أحد أبرز حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، ولعبت دورًا مهمًا في إقناع الحلفاء  بتزويد كييف بالأسلحة الثقيلة التي تمر عبر أراضيها، إذ تعتبر بولندا المنفذ الرئيسي لمرور الكثير من الأسلحة للأراضي الأوكرانية، كما أنها لم تتوانى بتقديم الدعم العسكري اللازم.

وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، يوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الأوكراني أن بلاده ستزود أوكرانيا بنحو 14 طائرة مقاتلة من طراز ميغ-29، مؤكدًا استعداد بلاده مستقبلًا لتسليم أوكرانيا كامل أسطولها من مقاتلات ميغ-29 والبالغ عددها 30 طائرة، لكنه قال إن هذا الأمر "رهن باتفاق مع حلفاء بولندا في حلف شمال الأطلسي". 

getty

وأضاف أن بلاده "ستظل بحاجة لمقاتلات ميغ-29 في المدى المنظور، لكن مع تسلمها قريبًا مقاتلات من طرازي إف إيه-50 الكورية الجنوبية الجديدة وإف-35 الأمريكية، سنتمكن من تزويد كييف بالمقاتلات القديمة".

ومن المتوقع أن تتسلم بولندا أول طائرة مقاتلة من أصل 50 طائرة من طراز إف إيه-50 قبل نهاية العام الجاري، بينما تتوقع أن تتسلم أول طائرة مقاتلة من طراز إف-35 الأمريكية مطلع العام المقبل.

وأشار الرئيس البولندي، إلى أن هناك "طريق لا يزال طويل علينا أن نقطعه قبل أن تنتهي الحرب"، وتابع "نحن مدينون لضحايا العدوان".

من جهته، أثنى الرئيس الأوكراني على الدعم البولندي، مؤكدًا على ضرورة الدعم الغربي بالطائرات الحربية، مثلما فعلت بخصوص الدبابات القتالية.

getty

وقال زيلينسكي، "عندما تتطلب المعركة استخدام المدفعية، ينبغي توفيرها. وعندما يحتاج النصر إلى دبابات، ينبغي سماع صوتها في الخطوط الأمامية، لأن هذه معركة من أجل الحرية ومن المستحيل تحقيق نصر جزئي فيها".

وفي ختام الاجتماع وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، خطاب نوايا لنقل عتاد إلى أوكرانيا يضم 150 مركبة مدرعة من طراز روسوماك.

الوضع في باخموت 

في إشارة هى الأولى، ألمح الرئيس الأوكراني إلى إمكانية انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة باخموت، متحدثًا عن أن القوات داخل مدينة باخموت تواجه موقفًا عصيبًا للغاية، لكن بلاده ستتخذ قرارات "متناسبة لحمايتها، إذا خاطرت بالتعرض للتطويق بالكامل من قبل القوات الروسية". 

وأضاف زيلينسكي أن "القوات الأوكرانية تتقدم قليلًا في بعض الأحيان في باخموت، لكن سرعان ما تجبرها القوات الروسية على التقهقر، لكنها ما زالت داخل المدينة، والعدو لا يسيطر عليها". 

وتابع "بالنسبة لي الأمر الأكثر أهمية هو عدم خسارة جنودنا، وبالطبع إذا اشتعلت الأحداث أكثر من ذلك في وقت من الأوقات وهناك خطر من أننا سنخسر جنودنا بسبب الحصار، بالطبع سيقوم القادة العسكريون هناك باتخاذ القرارات المتناسبة الصائبة".

ويسود الغموض داخل مدينة باخموت التي تشهد أعنف المعارك منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد أعلنت مجموعات "فاغنر" سيطرتها الكاملة عن وسط باخموت بعد بث شريط مصور لقائدها وهو يلوح بعلم "فاغنر" والعلم الروسي على أنقاض المجلس البلدي لباخموت في وسط المدينة، مؤكدًا أن قواته باتت تسيطر على كامل المدينة، وأن جيوب للمقاومة الاوكرانية بقيت فقط في غربها، في حين تنفي القوات الاوكرانية تلك الأخبار مؤكدة على ثباتها داخل المدينة رغم صعوبة الوضع.

getty

اتهامات روسية 

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجهزة استخبارات غربية بالضلوع في "هجمات إرهابية" في بلاده، وقال بوتين خلال ترأسه اجتماعًا لمجلس الأمن القومي، أمس الأربعاء، إن "هناك كل الأسباب للاعتقاد أن دولًا ثالثة وأجهزة استخبارات غربية متورطة في التحضير لأعمال تخريبية وإرهابية في روسيا".

وخلال الاجتماع الذي شارك فيه قادة المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا العام الماضي، اتهم بوتين السلطات الأوكرانية بأنها ارتكبت في هذه المناطق "جرائم خطيرة ضد المدنيين الذين يعيشون هناك". 

وأضاف "القوات الأوكرانية لا تستثني أحدًا في هجماتها على هذه المناطق، من قصفها بالمدفعية إلى تنفيذ هجمات إرهابية فيها تستهدف مسؤولين عينتهم روسيا وشخصيات عامة أخرى".

اتهامات الرئيس الروسي تأتي بعد ثلاثة أيام من مقتل المدون العسكري الروسي الشهير فلادلين تاتارسكي، القريب من الكرملين والمعروف بأنه من الصقور المؤيدين للحرب في أوكرانيا، وذلك في انفجار عبوة ناسفة داخل مقهى في مدينة سانت بطرسبورغ. 

أصوات من تحت الركام

واتهمت السلطات الروسية، أجهزة المخابرات الاوكرانية بأنها رتبت هذا الهجوم بالتواطؤ مع أنصار المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني. وأعلنت السلطات الروسية مباشرة بعد الحادث توقيف المتهمة الرئيسية في الهجوم الذي أودى بحياة المدون العسكري الروسي.

وقالت السلطات الروسية أن المتهمة داريا تريبوفا وهى مواطنة روسية، سبق وأن وضعت قيد الاحتجاز لمدة 10 أيام، لمشاركتها في مظاهرة غير مصرح بها في شباط/ فبراير من العام الماضي، مع بداية عملية غزو روسيا لأوكرانيا، كما تم اعتقالها في السابق مرتين في مسيرات معارضة في سان بطرسبورغ، كما لفتت السلطات إلى اعتقال زوجها عدة مرات في السابق، فيما تواصل أجهزة الأمن الروسية البحث عنه في الوقت الحالي، حيث "يشتبه بضلوعه في تنسيق العملية الإرهابية".

وقد أظهرت مقاطع مصورة داخل المقهى، لحظة دخول المشتبه بها إلى المقهى وبحوزتها العلبة التي قدمتها لتاتارسكي كأحد متابعيه، وتحوي تمثالًا قيل إنه محشو بعبوة ناسفة انفجرت لاحقًا، وأدت إلى مقتله وإصابة 32 آخرين، من بينهم 10 بحالة خطيرة.

في حين تنفي سلطات كييف هذه الاتهامات، وقالت إن عملية الاغتيال ما هى إلا "عملية تصفية حسابات داخل الدوائر الروسية المؤيدة للحرب في أوكرانيا".