حجز ريال مدريد الإسباني إذًا مقعده في كييف الأوكرانية التي ستستضيف المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. جاء ذلك بعد لقاء دراماتيكي مع بايرن ميونيخ الألماني في قلعة السانتياغو برنابيو، عندما حقق الميرينغي التعادل 2-2 مستفيداً من فوزه ذهاباً 2-1. وبذلك وصل النادي الملكي إلى المباراة النهائية لهذه البطولة للمرة 16 في تاريخه، والثالثة على التوالي بقيادة زين الدين زيدان، ليصبح نجم الكرة الفرنسي السابق أول مدرّب يفعل ذلك منذ عام 1998، عندما وصل الإيطالي مارتشيللو ليبي إلى النهائي مع ناديه يوفنتوس 3 مرّات أعوام 1996، 1997، 1998.
كسر زيدان كل الأقلام التي انتقدته عندما أجرى تبديلين قبل نهاية مباراته مع باريس سان جيرمان بعشر دقائق قلبا المباراة لصالحه
لم يكن طريق النادي الملكي مفروشاً بالورود، فهو أكثر من واجه أندية كبرى في هذه البطولة، إذ لعب في مجموعة صعبة ضمّت بوروسيا دورتموند الألماني وأبويل القبرصي وتوتنهام الإنجليزي، هذا الأخير تصدّر المجموعة وألحق بالريال أولى خساراته الأوروبية هذا الموسم.
مع نهاية العام الفائت وضعت قرعة دور الـ16 من البطولة ريال مدريد مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وهو الفريق الذي كان تعطّشه للبطولة الأوروبيّة مفضوحاً، فدفع مئات الملايين من الدولارات كي يجلب لاعبين من طينة نيمار ومبابي، وأكمل بهؤلاء فريقاً مرشّحاً بقوّة للظفر بالكأس ذات الأذنين الطويلتين. ومع بداية العام الحالي ابتعد ريال مدريد عن المنافسة في الليغا الإسبانية، وزاد الطين بلّة خروجه المدوّي من كأس إسبانيا أمام ليغانيس. وهنا طالبت الكثير من الأقلام بطرد المدرّب زين الدين زيدان وفسخ عقده مع الريال، لأن فريقًا كهذا لن يجاري باريس سان جيرمان، وبات الكثيرون يفكرون بهوّية المدرّب الجديد الذي سيحضّر فريقاً جيّداً من أجل المنافسة على دوري أبطال أوروبا في العام التالي، فالبطولة الحاليّة أصبح الظفر بلقبها من ضرب الخيال..
اقرأ/ي أيضًا: ثمار زيدان لم تنضج بعد.. لكن موسم الحصاد ليس ببعيد
كسر زيدان كلّ الأقلام التي انتقدته قبل نهاية مباراة الذهاب أمام النادي الفرنسي بعشر دقائق، حينما أجرى تبديلين في وقت واحد قلبا المباراة رأساً على عقب، ففاز باللقاء 3-1، قبل أن يفوز إياباً على الفريق الفرنسي ويخرجه من البطولة. وفي الدور التالي قهر زيدان وصيفه في نهائي البطولة السابقة نادي يوفنتوس، وتغلّب على لاعبي أليغري في عقر دارهم، ونجا من الخروج الذي لو حصل لكان كارثيّاً في مباراة الإياب عندما خسر 3-1، وحجز مكاناً في الدور نصف النهائي، وهنا تخطّى بايرن ميونيخ عندما فاز ذهاباً 2-1، وتعادل أخيراً في أرضه 2-2 بلقاء الإياب، وهذا يعني أن زيزو أقصى بطريقه إلى كييف 3 مرشّحين بقوّة لنيل اللقب وهم يوفنتوس وباريس سان جيرمان وبايرين ميونيخ، ومن يفعل ذلك لن يجرؤ أحد من خصومه على انتقاده بعد الآن.
تلعب التفاصيل دور البطولة في أكثر الأحداث العظيمة بتاريخ كرة القدم
في أكثر الأحداث العظيمة بتاريخ كرة القدم، تلعب التفاصيل الصغيرة دور البطولة، فإصابة نجمين أساسيّين من بايرن ميونيخ في مباراة الذهاب بالدقائق الأولى للمباراة، وهم آرين روبن و بواتينغ أثّرت بشكل كبير على الفريق الذي خسر اللقاء 2-1 رغم أفضليّته بأغلب مراحل المباراة، وفي لقاء الإياب دخل النادي البافاري أرضيّة الملعب بقوّة وتقدّم بهدف مبكّر وأهدر لاعبوه العديد من الفرص. وعادل بنزيما الكفّة بهدف أتى من 28 تمريرة، لكن الخطأ الكارثيّ من الحارس أولريش الذي افتقد لسرعة البداهة كلّف البايرن الخروج من البطولة، إذ أعاد المدافع الكرة لأولريش فنسي الحارس للحظات أن عليه تسديد الكرة لا أن يمسكها، وعندما أراد تسديدها مرّت من تحته فاستغلّ بنزيما ذلك مودعاً الكرة في الشباك الخالية.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أبطال أوروبا.. ريال مدريد ينجو من فخّ بايرن ميونيخ
على الطرف المقابل كان حارس ريال مدريد كيلور نافاس أفضل لاعب في المباراة، بما فيهم الفرنسي كريم بنزيما الذي أحرز هدفي فريقه، لأن نافاس أنقذ مرمى فريقه بأعجوبة من عدّة كرات محقّقة، وأكمل تألقه الذي حضر بقوّة في مباراة الذّهاب، ورغم أفضليّة بايرن ميونيخ في لقائي الذهاب والإياب من استحواذ وصناعة للفرص، إلّا أن البطولة تحبّ ريال مدريد الذي ترك كل شيء من أجلها هذا الموسم وجعلها أمله الوحيد، وهي لم تخيّب ظنّه حتى الآن.
هي شخصيّة ريال مدريد وهيبة اسمه، والرهبة التي يزرعها في قلوب خصومه، كلّها أسباب حقيقية ساهمت بها تفاصيل صغيرة جعلته أول المتأهلين لنهائي دوري أبطال أوروبا، وبذلك اقترب الحلم بالتتويج بكأس دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي والثالثة عشر في تاريخ النادي، بإدارة عبقريّ اسمه زين الدين زيدان.
اقرأ/ي أيضًا: