حسم التعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكلّ فريق موقعة كامب نو ببين برشلونة وإنتر ميلان، ليصبح النادي الكاتالوني قاب قوسين أو أدنى من وداع التشامبيونزليغ، فيما ضمن كلّ من كلوب بروج وبايرن ميونيخ ونابولي تواجدهم في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ووضع ليفربول قدمًا له في الدور الثاني بسبعة أهداف في شباك رينجرز، كان نصيب محمد صلاح منها ثلاثة أهداف هي الأسرع في تاريخ المسابقة.
المجموعة الأولى: نابولي إلى ثمن النهائي وهاتريك تاريخي لصلاح
بعد عروضه الرائعة في الجولات الثلاث الماضية، استقبل نابولي ضيفه أياكس أمستردام، من أجل ضمان بلوغ دور الستّة عشر، النادي الإيطالي واصل هيجانه التهديفي، وهزّ شباك منافسه الهولندي بأربعة أهداف، لينتصر برباعيّة لهدفين، محقّقًا العلامة الكاملة، وضامنًا التواجد في دور الستّة عشر.
على الجانب الآخر، تمادى غلاسكو رينجرز وتقدّم على ليفربول بهدف، ليردّ عليه الريدز بسبعة أهداف، ستّة منها أتت في الشوط الثاني، كان نصيب محمد صلاح ثلاثة أهداف منها، سجّلها النجم المصري الذي حلّ بديلًا بظرف ستّ دقائق و12 ثانية فقط، وهو أسرع هاتريك في تاريخ دوري أبطال أوروبا، وهنا أصبح في رصيد نابولي 12 نقطة، وليفربول 9، وأياكس 3، دون أي نقطة لغلاسكو رينجرز.
يحتاج ليفربول لنقطة واحدة من أجل بلوغ دور الستّة عشر، فيما ينتظر أياكس خسارة ليفربول أمام نابولي، وفوزه هو على غلاسكو رينجرز، وعلى ليفربول بفارق أكثر من هدف، كي يلحق بالنادي الإيطالي إلى ثمن النهائي.
المجموعة الثانية: كلوب بروج يصنع المعجزة
حينما وضعت قرعة دوري أبطال أوروبا كلوب بروج بجوار بايرليفركوزن وأتلتيكو مدريد وبورتو، اختلف الكثيرون فيما يخصّ هوية الفريقين المتأهّلين إلى هذه المجموعة، لكنّهم اتّفقوا أن بروج لن يكون هو المتأهّل، وهنا كشّر النادي البلجيكي عن أنيابه، وأبهر الجميع بالعلامة الكاملة في أوّل ثلاث جولات، وفي الرابعة اقتنص تعادلًا سلبيًا مع أتلتيكو مدريد، ليبلغ دور الستّة عشر عن جدارة، بل هو الوحيد في البطولة الذي لم تهتزّ شباكه بعد.
من جهة أخرى، ألحق بورتو البرتغالي خسارة قاسية بضيفه بايرليفركوزن الألماني بثلاثة أهداف دون رد، خسارة هي الأولى في أولى مباريات المدرّب الجديد للنادي الألماني، اللاعب الدولي الإسباني السابق تشابي ألونسو، وهنا تعقّدت الحسابات المرتبطة بالفريق الذي سيرافق كلوب بروج إلى ثمن النهائي، لبروج 10 نقاط، يليه بورتو 6، ثمّ أتلتيكو مدريد 4، وأخيرًا بايرليفركوزن 3.
المجموعة الثالثة: ملحمة كرويّة تقرّب الإنتر من ثمن النهائي
اتّجهت الأنظار أمسية الأربعاء إلى ملعب الكامب نو، والذي طمح فيه برشلونة لتحقيق فوز يعزّز حظوظه في بلوغ دور الستّة عشر، أيّ نتيجة غير ذلك تقرّبه كثيرًا من خوض مباريات الدوري الأوروبي، تبعات الخروج من مرحلة المجموعات ستكون كارثيّة بحقّ النادي الكاتالوني.
خسائر ماليّة جمّة ستلحق به، خصوصًا بعد لعب رئيس النادي أغلب ما يملكه من أوراق تنقذ الفريق من كارثة ماليّة، زد على ذلك مشروع النادي بقيادة تشافي هيرنانديز، والذي منح بارقة أمل للمشجّعين في عودة بعض من الزمن الجميل، كلّ ذلك كان مرهونًا بمواجهة الكامب نو أمسية الأربعاء، والتي ازدحمت مجرياتها بالكثير من الإثارة، وابتسمت أخيرًا للنادي الإيطالي الضيف، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق انتصار يكفل له بلوغ دور الـ16.
منذ بداية المباراة، أحكم إنتر ميلان إطباق دفاعاته، واعتمد على الهجمات المرتدّة، والتي شكّلت خطورة بالغة، فلولا تألّق الحارس تيرشتيغن لنجح الضيوف في التقدّم بالنتيجة. الدفاع المحكم شهد سهوة من أحد لاعبي الإنتر، فاستثمر البارسا ذلك وسجّل هدف التقدّم بالدقيقة 40 عبر عثمان ديمبلي، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم أصحاب الأرض 1-0.
في الشوط الثاني زاد الإنتر من قبضته الدفاعيّة، وتحسّن كثيرًا هجوميًا، وشنّ هجمات خطرة للغاية أنقذها غير مرّة الحارس تيرشتيغن، لكنّ هفوة قاتلة من القائد بيكيه كانت سببًا في تسجيل الإنتر هدف التعادل عبر باريلا.
لم يستفق البارسا من صدمته بعد، حتّى عالجه الأرجنتيني مارتينيز بهدف التقدّم للإنتر، لكنّ أحد أفضل لاعبي برشلونة في المباراة ليفاندوفسكي أعاد فريقه للقاء بتسجيل هدف التعديل، الإثارة استمرّت في الدقائق الأخيرة، فسجّل الإنتر هدف التقدّم الثالث عبر البديل جوسينس قبل النهاية بدقيقة واحدة، احتفل لاعبو الإنتر بالتأهّل المباشر إلى ثمن النهائي، هنا ظهر ليفاندوفسكي مجدّدًا وسجّل هدف التعادل، ليحيي بها آمال البارسا، لكنّ الوقت لم يكن كافيًا لتسجيل هدف الفوز، بل كاد الإنتر أن يفعلها، لكنّ الحارس تيرشتيغن تألّق كعادته وأنقذ فريقه من هدف محقّق.
وهنا خسر الإنتر فرصة بلوغ دور الستّة عشر في أمسية اليوم، لكنّه يدرك أن ذلك يمثّل بالنسبة له مسألة وقت لا أكثر، فمع فوز بايرن ميونيخ على فيكتوريا بلزن التشيكي4-2، تأهّل البايرن إلى الدور التالي وفي رصيده 12 نقطة، يليه الإنتر بسبع نقاط، ثمّ برشلونة 4، وأخيرًا فيكتوريا بلزن دون نقاط، الإنتر يحتاج إلى ثلاث نقاط فقط من أجل بلوغ دور الستّة عشر، وقد لا يحتاج أي نقطة فيما لو خسر برشلونة إحدى مباراتيه المتبقّيتين.
المجموعة الرابعة: عودة مارسيليا وصحوة توتنهام
تمثّل المجموعة الرابعة أكثر المجموعات تعقيدًا من ناحية حظوظ الفرق، فلا يفصل عن صاحبي المركزين الأوّل والرابع سوى ثلاث نقاط. مارسيليا الذي مُني بخسارتين أوّل جولتين، حقّق انتصارًا في الجولة الماضية على سبورتينغ لشبونة، النادي البرتغالي استضاف الفرنسيين في أمسية الأربعاء، وعينه على ردّ دين الهزيمة الثقيلة برباعيّة لهدف، هزيمة كان سببها الأساسي خوض الفريق البرتغالي أكثر مجريات اللقاء ناقص الصفوف بسبب طرد تعرّض له لاعبه في الدقيقة 23.
المحيّر في هذه المباراة أن سبورتينغ تعرّض لظروف أسوأ من مواجهة الذهاب، حيث تعرّض مدافعه للطرد بالدقيقة الـ19، أتبعه لاعب خطّ الوسط بطرد آخر أسفر عن خوض الفريق المباراة ناقصًا لاعبين اثنين، مارسيليا اكتفى هنا بهدفين دون مقابل.
على الجانب الآخر حقّق توتنهام هوتسبيرز فوزًا غاليًا بثلاثة أهداف لاثنين على ضيفه آينتراخت فرانكفورت، وفقًا لهذه المعطيات بات النادي الإنجليزي في المركز الأوّل بسبع نقاط، يليه مارسيليا وسبورتينغ لشبونة، ولكلّ منهما ستّ نقاط، وأخيرًا آينتراخت فرانكفورت بأربع نقاط، قبل جولتين من ختام مرحلة المجموعات.