حقّقت فرنسا فوزًا صعبًا على ألمانيا ضمن الجولة الثالثة من دوري أمم أوروبا، عندما قلب أبطال العالم تأخّرهم أمام المانشافت بهدف، إلى فوز بهدفين لواحد، الأمر الذي زاد محنة الألمان الذين يعيشون أسوأ أيّامهم تاريخياً. فبعد أيّام من خسارتهم التاريخية أمام هولندا بثلاثة أهداف دون رد، وصيامهم عن التسجيل للمباراة الرسمية الثالثة على التوالي في رقم سلبي لم يحدث من قبل، تعرّضوا لخسارة هي السادسة في سنة ميلادية واحدة، وهو أمر بالغ السوء في تاريخ من حمل كأس العالم 4 مرّات، ولم يسبق أن وصل الحال إلى ما هو عليه الآن، لتتعالى الأصوات المنادية بإقالة المدرّب يواكيم لوف، والذي استلم دفّة القيادة سنة 2006 خلفاً لسلفه يورغن كلينسمان.
اقرأ/ي أيضًا: دوري أمم أوروبا.. إنجلترا تكسب الرهان على حساب إسبانيا
دخلت فرنسا المباراة التي أقيمت على ملعب ستاد دو فرانس بباريس وعينها على النقاط الثلاث، فهي متصدّرة للمجموعة الأولى التي تضمّ بجانبها ألمانيا وهولندا بأربع نقاط، بينما تملك ألمانيا نقطة يتيمة حصدتها بعد التعادل السلبي مع فرنسا في الجولة الأولى، وهي في وقت قريب تعرّضت لخسارة مهينة أمام هولندا 3-0. فالنصر هو حليف الألمان الوحيد لاستمرار المنافسة على صدارة المجموعة، وغير ذلك سيعني اقتراب المانشافت كثيراً من تذيّل المجموعة، وبالتالي الهبوط للمستوى الثاني في دوري أمم أوروبا.
خسرت ألمانيا 6 مباريات في سنة ميلادية واحدة، وهو ما لم يحدث في تاريخ بطل العالم 4 مرّات على الإطلاق
مع بداية المباراة فاجأ الألمان أصحاب الأرض بضغط كثيف على مرماهم، إذ شكّلت تحرّكات ليروي ساني خطورة كبيرة على الدفاع الفرنسي ومن خلفه الحارس هوغو لوريس، حيث أنقذ الأخير فريقه من عرضيّة ساني، قبل أن يمنح الحكم الضيوف ركلة جزاء، عندما اصطدمت كرة عرضيّة من ساني بيد المدافع الفرنسي بريسنال كيمبيمب، فانبرى لها توني كروس على يسار لوريس بالدقيقة 15. هدفٌ أنهى به الألمان صياماً تاريخياً عن التهديف لازمهم في 3 مباريات رسمية متتالية، وهي أمام كوريا الجنوبية في الجولة الثالثة من دور المجموعات في كأس العالم، وأمام فرنسا وهولندا في دوري أمم أوروبا.
لم يهدأ ليروي ساني بعد الهدف، فعاود شنّ هجماته التي أقلقت دفاعات الديوك، وكادوا أن يخرجوا من الشوط الأوّل متأخّرين بأكثر من هدف لولا براعة الحارس لوريس. بالمقابل اقتصرت محاولات أصحاب الأرض الخجولة في الشوط الأوّل على تسديدة ضعيفة من بول بوغبا، وعلى محاولة من كيليان مبابي الذي لم تسعفه سرعته في الوصول للكرة العرضية التي منحه إياها زميله أنطوان غريزمان.
اقرأ/ي أيضًا: "المانشافت" يقهر المستحيل ويخرج لأول مرّة مبكّرًا من المونديال!
كشفت فرنسا عن وجهها الحقيقي في الشوط الثاني، وعاود المدرّب الألماني يواكيم لوف اعتماده بشكل كبير في الشوط الأوّل على ليروي ساني، إلا أن اللاعب أُرهق في نصف المباراة الثاني، فخفت هدير الماكينات الألمانية، على حساب صحوة الفرنسيين الذين شنّوا هجمات خطرة على الحارس نوير، والذي أنقذ بقدمه انفرادة كيليان مبابي، عندما مرر لوكاس هيرنانديز كرة عرضية لمهاجم باريس سان جيرمان، فسبق مبابي مدافعي ألمانيا إليها وسدّدها بوجه قدمه، قبل أن ينقذ نوير مرماه ببراعة. واستمرّ الضغط الفرنسي إلى أن ولّد هدف التعادل عبر أنطوان غريزمان، عندما منحه زميله هيرنانديز كرة عرضيّة قويّة نفّذها غريزمان برأسيّة رائعة داخل الشباك في الدقيقة 62.
أيقن لوف أن اعتماده على ساني لم يعد مجدياً بسبب إرهاق اللاعب، فقرّر تبديله وإدخال دراكسلر بدلاً عنه، وما هي إلا دقيقتين حتّى حصلت فرنسا على ركلة جزاء، خُدع حكم اللقاء بها، عندما اعتقد أن ماتس هوملس عرقل المهاجم الفرنسي، فسددها بنجاح أنطوان غريزمان في الدقيقة 78. بذلك دخل المهاجم الفرنسي قائمة أفضل 10 مهاجمين بتاريخ الديوك، فبات برصيده 26 هدفاً مع بلاده، كما أكّد أنّه يعشق هزّ شباك مانويل نوير، فهو من سجّل آخر 4 أهداف لفرنسا في مرمى ألمانيا بعد هدفيه الأخيرين، لأنّه هو من سجّل هدفين في شباك نوير بنصف نهائي يورو 2016.
بعد هذه الخسارة أصبح مصير ألمانيا في الهبوط إلى المستوى الأدنى معلّقاً بأقدام لاعبي هولندا، لأن ألمانيا وفرنسا لم يبقَ لهما سوى مباراة واحدة مع هولندا، والتي تملك 4 نقاط وستلعب بهما مع الفريقين اللذين يملك أحدهما 7 نقاط والآخر نقطة واحدة.
اقرأ/ي أيضًا:
دوري أمم أوروبا .. عصر جديد في تاريخ كرة القدم
"ألماني حين أفوز ومهاجر حين أخسر".. أوزيل يعتزل دوليًا بسبب العنصرية