يشهد مساء الأربعاء مبارتين من العيار الثقيل في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا فملعب سانتياغو برنابيو في مدريد سيكون مسرحاً لمباراة خمس نجوم بين ريال مدريد، بطل المسابقة 12 مرة وحامل اللقب في العامين الأخيرين، وباريس سان جيرمان المدجج بالنجوم العالميين، والطامح لمعانقة اللقب الأوروبي للمرة الأولى.
عودة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو للتسجيل في المباريات الأخيرة أعطى المشجعين نوعاً من الطمأنينة لكنها مشوبة بالحذر مع تراجع الثقة بأداء الفريق بشكل عام
فيما يستقبل بورتو البرتغالي بطل المسابقة مرتين، 1986 و2003، على ملعبه الدراغاو، ليفربول الإنكليزي المتوج خمس مرات بالمسابقة، آخرها كان في النهائي الدراماتيكي في اسطنبول بعد العودة من تأخر أمام ميلان بثلاثية نظيفة.
نقدم فيما يلي قراءة للمعطيات والمؤشرات التي تحيط بكلتا المباراتين، مع أهم الملاحظات والمفارقات.
ريال مدريد vs باريس سان جرمان
بعد الخروج من ربع نهائي كأس الملك، وتلاشي الفرص بالمنافسة على لقب الدوري، لم يتبقَ أمام كتيبة الفرنسي زيدان سوى مسابقة دوري الأبطال لإنقاذ الموسم، المسابقة المفضلّة للفريق الملكي. عودة نجم الفريق كريستيانو رونالدو للتسجيل في المباريات الأخيرة، تعطي المشجعين نوعاً من الطمأنينة، طمأنينة مشوبة بالحذر، مع تراجع الثقة بأداء الفريق منذ انطلاقة الموسم.
في المقابل، ورغم انتزاعه صدارة مجموعته في الدور السابق من العملاق البافاري بايرن ميونيخ، فإن القرعة لم ترحم الفريق الفرنسي ووضعته في وجه المارد الإسباني. لكن من يريد الفوز باللقب فعليه الفوز على الجميع، حقيقة يدركها جيداً رئيس النادي، ناصر الخليفي، وهو الذي استقدم النجم البرازيلي نيمار، بهدف اعتلاء عرش الكرة الأوروبي.
اقرأ/ي أيضًا: زين الدين زيدان.. النائم في العسل
بالعودة إلى مستوى الفريقين خلال الموسم الحالي، فإن الفريق الفرنسي يمر بفترة زاهية. فالفريق يتصدر الدوري الفرنسي بفارق مريح نسبياً ، ثلاثي الهجوم نيمار – مبابي – كافاني يفتك بكل الخصوم التي تقف في وجهه. فيما يقدم دفاع ريال مدريد موسماً هو الأسوأ له منذ سنوات طويلة. ويفاقم المشكلة غياب الظهير الأيمن داني كارفاخال عن مباراة الذهاب، الأمر الذي سيترك ثغرة كبيرة في الجبهة اليسرى للدفاع الملكي سينفذ منها نيمار ويظهر كل مهاراته.
كريستيانو رونالدو الذي عوّدنا في السنوات الأخيرة، على العودة إلى قمة مستواه من بوابة دوري الأبطال، مسكتاً كل الأصوات المنتقدة، يدرك جيداً أن العبور من باريس، هو بارقة الأمل الأخيرة له، إذا أراد المنافسة على الكرة الذهبية. في الوقت نفسه، فإن نيمار، الذي كان أحد أسباب مغادرته الكامب نو، رغبته بالظفر بالكرة الذهبية، يدرك بدوره أن لا سبيل لذلك بدون تخطي ريال مدريد بالحد الأدنى.
باريس سان جرمان يمر بفترة زاهية، فهو يتصدر الدوري بفارق مريح نسبياً وثلاثي الهجوم نيمار – مبابي – كافاني يفتك بكل الخصوم التي تقف في وجهه
التفوّق المرحلي لباريس على صعيد النتائج وتألق اللاعبين، يقابله خبرة وتاريخ وحساسية الألقاب لدى نجوم الريال. في الغالب لا يركن هذا النوع من المباريات للحسابات الورقية. ما يحدد غالباً هوية المتأهل هو عطاء اللاعبين في الملعب، وحضورهم البدني، الذهني والتكتيكي. ما هو مؤكد أننا أمام واحدة من أقوى وأمتع المباريات وأكثرها تعقيداً. وهي مباريات ستشخص إليها أنظار الملايين من عشاق الكرة حول العالم، ولن يدخر أي لاعب ذرة جهد خلالها. الرابح الأكيد فيها هو المتابع في الملعب أو خلف الشاشة.
اقرأ/ي أيضًا: صفقة نيمار.. بث الروح في الكرة الفرنسية
بورتو vs ليفربول
انتظر بورتو حتى اللحظات الأخيرة، قبل أن يخطف بطاقة التأهل من أمام لايبزيغ الألماني، بشكل دراماتيكي، وفي مجموعة معقدة تصدرها بشيكتاش التركي. يتصدر بورتو حالياً الدوري البرتغالي بفارق نقطتين عن بنفيكا. وقد استعد الفريق جيداً لسهرة اليوم الأربعاء من خلال الفوز السبت الفائت على شافيز برباعية نظيفة.
في المقلب الآخر، يبدو أن ليفربول قد تجاوز مرحلة فيليب كوتينيو، والفريق بدأ يستعيد الثبات الدفاعي، المفقود عند بداية الموسم، خاصة بعد التعاقد مع الهولندي فان ديك. قوة ليفربول بالأساس تكمن بالأساس، بنجمه المصري محمد صلاح، الذي يقدم أداءً بطولياً في موسمه الأول في انفيلد رود، حيث سجل 22 هدفاً جعلته ثانياً على سلم ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد عن هاري كاين. يعتمد ليفربول كذلك على مهاجمه روبرتو فيرمينيو، الذي يقدم مستوى مذهلاً في الفترة الأخيرة.
رغم قلة مشاركاته الأوروبية في العقود الأخيرة، فإن ليفربول يمتلك شخصية كبيرة أوروبيًا. إضافةً إلى التتويج الشهير في اسطنبول قبل 13 سنة، وصل ليفربول لنهائي المسابقة 2007، كما بلغ نهائي الدوري الأوروبي 2016 وخسر أمام إشبيلية.
يبدو أن ليفربول قد تجاوز مرحلة فيليب كوتينيو والفريق بدأ يستعيد الثبات الدفاعي وقوته بالأساس تكمن بنجمه المصري محمد صلاح
مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب يجيد لعب المباريات الإقصائية، وقد بلغ نهائي المسابقة مع بوروسيا في ويمبلي 2013 وخسر أمام بايرن ميونيخ.
من جهته، سيحاول بورتو، الممثل الوحيد للكرة البرتغالية في المسابقة هذا الموسم، محو الصورة السيئة التي ظهرت عليها فرق البرتغال في السنوات الأخيرة. سيلعب رجال المدرب سيرجي كونسيساو، مسجّل الهاتريك في مرمى ألمانيا في يورو 2000، بكبريائهم وتاريخهم، وسيحرصون على استغلال أبسط الفرص للانقضاض على رجال يورغن كلوب وإقصائهم من المسابقة. سيقاتل أبناء الدراغاو بأسنانهم وأظافرهم للدفاع عن فرصتهم في المضي قدماً في المسابقات.
قد يرى البعض أن ليفربول هو المرشح الأقرب للظفر ببطاقة التأهل، لكن بورتو سيفعل المستحيل ليحول دون ذلك. مباراة قوية تنتظر عشاق الفريقين، قد لا تخلو من الإثارة والمفاجآت.
اقرأ/ي أيضًا: