تعيد قناة "المرّ" اللبنانية صياغة أداء مقدمَي البرامج رجا ناصرالدين ورودولف هلال في برنامج جديد دون أن تقدّم أي جديد في ظهورهما على الشاشة. الثنائية الإعلامية الإستثنائية والمستمرة منذ سنوات أثارت هذه المرّة إعجاب "MTV"، دون أن يعني الإستثناء هنا أمرًا إيجابيًا بالضرورة. ملفت ربما، لكن للمشاهدين والنقاد حكمهم على مدى "جودة" هذه الشراكة المستمرة منذ أعوام بين ناصرالدين وهلال في تقديم إذاعي وتلفزيوني مكرر إلى حدّ التطابق في الشكل والمضمون.
تعيد قناة "أم تي في" صياغة أداء رودولف ورجا في برنامجهما "الحلقة الأخيرة" من دون جديد يذكر فهما غارقين في السخافة
"الحلقة الأخيرة" هو عنوان البرنامج ـ الحدث، الذي يُفترض به أن "يُزلزل" الأرض تحت أقدام المشاهير وبدأت القناة اللبنانية عرضه مع مطلع العام الجاري بعد أن انتقل الثنائي إليها. فعلى النجوم إلى أي مستوى أو مضمار انتموا أن يتنبّهوا إلى نقد المذاعَين اللاذع والساخر إلى حدّ التهكّم.
تفسير العنوان قد يتطلب بعض الإجتهاد بالنظر إلى مضمون الحلقات، إلا أنه قابل للإستنتاج عند كل حلقة يقع عليها المشاهد متعمّدًا أو بالصدفة ومفاده أنها ستكون الأخيرة في متابعته لهذا البرنامج الذي لا لون له ولا طعم. ليس في كونه واحد من البرامج الفنية العديدة على الـ "أم. تي. في" فحسب، ولا لأنه قاصر عن استضافة مشاهير من الصفوف الأولى فيستعين بمن قد تتردد عنهن الأقاويل والفضائح كليال عبود أو طَرَأن على الفن من دون وجه حق ككريستينا صوايا أو من نسيهن الجمهور ولا يكترث لأخبارهن كنورهان أو من يثرن الجدل العقيم كمريم نور فحسب أيضًا، بل لأنه صورة "غير منقّحة" عن كل ما تشتمله سيرة رجا ورودولف من برامج مشتركة بينها ما يُبثّ حاليًا على إحدى الإذاعات اللبنانية وأخرى انتهى عرضها منذ فترة على قنوات أخرى.
أقرأ/ي أيضًا: "#الأخبار_من_عندك".. نشرة النسخ واللصق
إن كان دافع المذيعَين في الإنضمام إلى قناة "المر" مبرّرًا كونها تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة وبالتالي فرصة "ذهبية" لكل منهما "معًا"، إلا أن ما لا يُفهم هو حاجة القناة نفسها إلى نسخة "أصلية" أخرى من رجا ورودولف وبرامجهما "المحروقة" التي لا تحمل أي "لمعة" أو حنكة في محاورة الضيوف أو التعليق على الأحداث والتصريحات ذات العيارات المختلفة لمشاهير في الفن والإعلام.. إذ لن يكون عصيًّا على المشاهدين التنبه إلى تجديف كل من رجا ورودولف كل في اتجاه عند السخرية من هذه الفنانة أو تلك ما يعني غرق نكاتهما في بحر السماجة.
ولن يكون خافيًا لمن يشاهد مقاطع الفيديو لمتفرقات من الحلقات التي صوّرت وبُثت حتى الساعة وَهَن لعبة "شد الحبال" بينهما عند تواتر طرح الأسئلة من قبلهما على الضيف. وإزاء مكيال السخرية "الطافح" من ناصرالدين ورودولف على ما هو غريب ومستفّز في آن من تصريحات وأداء بعض المشاهير، تظهر أكثر إستفزازًا عبارة رجا لكل من أحلام وحليمة بولند على سبيل المثال وبعد "برشهما" ـ أي السخرية منهما بالمصطلح المتداول لبنانيًاـ “I love u ahlam” و”I love u Halima". ففي العبارة وباللبناني الدارج إن ناصرالدين "يكسرها ثم يجبرها"، دون أن يبرّر للمشاهد لمَ يُطيّب خاطر من سخر منها، أو يوضح له إن كان في ما يقوله مزيد من السخرية.
هل يزمع "الحلقة الأخيرة" الذي يعرض مساء السبت على "أم. تي. في" ويتناوب على "الكلام" فيه كل من رجا ناصرالدين ورودولف هلال، منافسة ما يُبث في التوقيت نفسه على القنوات الأخرى، أم هل يريد كل من المقدمَين منافسة نفسيهما في النسخ السابقة من البرنامج نفسه لكن على قنوات أخرى وبعناوين مختلفة، أم أنه سيُنافس ربما البرامج الفنية "الزميلة" التي تبثّها قناة "المر" خلال بقية أيام الأسبوع كـ "منا وجرّ"، "هيدا حكي"، وقريباً "حديث البلد"؟. الإجابة على كل ما تقدّم تكمن في مادة البرنامج وأسلوب مقدمّيه اللذان يضعانه حتى كتابة هذه السطور خارج أي منافسة وخارج اهتمام المشاهدين.
أقرأ/ي أيضًا: