غادر عالمنا أمس، الاثنين 4 من تموز/يوليو، الروائي السوري خيري الذهبي (1946 - 2022) في منفاه في العاصمة الفرنسية باريس، بعد تجربة طويلة من الكتابة والعمل في مختلف الحقول الأدبية والفكرية.
ولد خيري الذهبي في حي القنوات الدمشقي عام 1946، ودرس الابتدائية في حي النوفرة، حارة أبيه الأصلية التي أصر الوالد على أن يدرس فيها، وقد درس في مدرسة اسمها "التجارية العلمية"، وهي من المدارس العربية التي أنشئت في عهد الانتداب الفرنسي بهدف الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية. ونتيجة لبعد المسافة بين المدرسة والبيت، وضرورة المشي بشكل يوميّ لمسافات طويلة في ظل تعذر المواصلات، تشكّلت لديه منذ زمن الطفولة علاقة خاصة مع مدينته دمشق.
وقع الروائي السوري خيري الذهبي أسيرًا لدى العدو الإسرائيلي عام 1973، وعن هذه التجربة وضع كتابه "من دمشق إلى حيفا 300 يوم في الأسر الإسرائيلي"
سافر الذهبي إلى مصر، بداية عقد الستينيات من القرن الماضي، وهناك تلقى تعليمه الجامعي في جامعة القاهرة، وتخرج فيها حاملًا إجازة في اللغة العربية، ليعود إلى ويعمل مدرّسًا لمادة اللغة العربية في دمشق وغيرها من المدن السورية، إلى أن التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، حيث فُرز كضابط ارتباط مع قوات الطوارئ الدولية على خط الهدنة مع إسرائيل في الجولان المحتل، ووقع أسيرًا لدى جيش العدو الإسرائيلي، خلال حرب تشرين الأول/أوكتوبر 1973. واستمرت مدة أسره 300 يوم، ليعود بعد تحرره من الأسر إلى دمشق كي يسهم في حركتها الثقافية والفنية. وقد أصدر عام 2019 كتابه "من دمشق إلى حيفا 300 يوم في الأسر الإسرائيلي"، الذي توقف فيه وقفة طويلة مع هذه التجربة ومرارتها.
بدأ الذهبي كتابة الرواية في مرحلة مبكرة، وكانت أولى رواياته التي لم ينشرها عن الانفصال السوري عن الجمهورية العربية المتحدة، أما الرواية الأولى من حيث النشر فهي "ملكوت البسطاء" التي صدرت عام 1975، ثم حولت إلى مسلسل تلفزيوني في عام 1977، وتتالت بعدها الروايات والكتب البحثية.
من الروايات التي كتبها: "ثلاثية التحوّلات" التي ضمّت "حسيبة" عام 1987، و"فياض" عام 1989، و"هشام أو الدوران في المكان" عام 1997، بالإضافة إلى "لو لم يكن اسمها فاطمة" عام 2005، و"صبوات ياسين" عام 2006، و"رقصة البهلوان الأخيرة" عام 2008، و"الإصبع السادسة" عام 2013، و"المكتبة السرية والجنرال" عام 2018.
إلى جانب ذلك كتب العديد من الأعمال الدرامية، منها: "ملكوت البسطاء"، و"الشطار"، و"وردة لخريف العمر".
