14-فبراير-2018

هناك مفاصل ينتفي فيها الفرق بين الواقعي والافتراضي (دادو روفيتش/ رويترز)

صديقي الفيسبوكي: أقسمت عليك بحقّ الشّاشة الزّرقاء، أن تحذفني من قائمتك إذا ارتكبتُ إحدى هذه التصرّفات، ولا تأخذنّك بي رحمة أو حشمة، فهناك مفاصل ينتفي فيها الفرق بين الواقعيّ والافتراضيّ، إذ تصبح خاضعة للاعتبارات الإنسانية، وما تفرضه من أصول:

ثمة مفاصل ينتفي فيها الفرق بين الواقعي والافتراضي كفيسبوك مثلًا، إذ تصبح هذه المفاصل خاضعة للاعتبارات الإنسانية

1. أن ترسل لي طلب صداقة، أو أرسل لك، وحين تقبلني، أبادرك مباشرة برابط من روابطي لأحظى بـ"لايك" منك، من غير تحية حتى، يعني أنني رأيتك رقمًا جديدًا في قائمتي لا إنسانًا له وجود.

اقرأ/ي أيضًا: معتقدات خاطئة عن فيسبوك

2. أن أبادرك بالدردشة مباشرة بعد أن تخضرّ خانتك، من غير أن أمهلك وقتًا قصيرًا، تطّلع فيه على ما وصلك من رسائل، وتردّ على من علّق على منشوراتك، وتضع فيه منشورًا أملى عليك نفسَه قبل الدخول، من خلال احتكاكك بواقعك. وحين تأخذ حقك ذاك بنفسك، فتؤجل الردّ علي، أبادر إلى اتهامك بالتكبّر والعجرفة، وكأنك خادم عندي، لا تملك الحق في تأجيل التفاعل مع رغباتي.

3. أن أنقطع عن التفاعل معك، أيامًا وأسابيعَ وشهورًا، بما في ذلك أوقات فرحك العميق، كأن تتزوج أو تفتك جائزة وازنة أو تحقق إنجازًا، وأوقات حزنك العميق، كأن تفقد عزيزًا أو تحلّ بك كارثة ما، ثم أقتحم عليك خانة الدردشة، فأسألك حاجة من حاجاتي، من غير أن أضمن لك حقك في التحية حتى.

4. أن تضع تفاصيل يومك وجديدك الإنساني والمهني، في صفحتك، حتى أنك تكاد تعلن عن نشاطك في السّرير، من غير أن أتفاعل مع شيء من ذلك، ثم أطلع عليك في خانة الدردشة، مفخخًا رأسك بهذا السؤال: "هل من جديد؟".

5. أن أضع منشورًا ما، في صفحتي، بغض النظر عن "أهميته"، ثم أنسخ رابطه وأقذفه في خانة دردشتك، إشارة مني على رغبتي في أن تعلق عليه، وكأني أشركتك حميميًا في تفاصيله، قبل أن أنشره.

6. أن أكون مترشحًا لمسابقة ما، أكون محتاجًا فيها إلى تصويتك الإلكتروني، فأدسّ لك الرّابط مباشرة، من غير أن أحييك، أو أتفاعل معك، علمًا أنني قد أكون مطالبًا حينها بأن أعزّيك أو أهنّيك أوّلًا.

7. أن تبادرني بتحية حارّة، وتعبير جميل عن شوقك إلي، لكنني أغلظ لك القول، بحجة أنني غارق في وضع ما، أو أتجاهلك حينها، من غير الاعتذار والتفاعل بعدها.

8. أن تنشر رأيًا تؤمن به، على جدارك الخاص، من غير أن تشخّص، فأصادر حقك في ذلك، وكأنك مطالب بأن ترى بعيني.

9. أن تنشر موضوعًا طويلًا، يستغرق اطلاعي عليه خمس دقائق على الأقلّ، لكني أضغط على خانة الإعجاب، في الثانية الخامسة بعد نشره، وأكرّر هذا معك في المنشورات الشبيهة كلها.

10. أن أتجاهلك، أنت الصديق والزميل في الواقع، في منشوراتك معظمها، بما فيها تلك التي تعلن فيها عن أفراحك وأحزانك العميقة، بينما لا أفوت فرصة للتفاعل مع فتاة باسم وصورة مستعارين، تضع منشورات عابرة في كلام عابر، من قبيل: "قط يُرضع فيلة".

11. أن تخوض نقاشًا أو خصومة مع أحدهم، فأمنح إعجابي لكليكما، وقد يرقى بي الأمر إلى فعل ذلك على الخاص معكما.