مع إعلان لجنة الانتخابات المركزية أسماء القوائم والمرشحين للانتخابات المحلية الفلسطينية، تتوالى الشكاوى من تعرض مرشحين مستقلين أو حزبيين بمحافظات الضفة الغربية لتهديدات وابتزازات من عناصر وضباط في الأجهزة الأمنية ومجهولين، لثنيهم عن المشاركة في الانتخابات، وهو ما ينفيه الأمن بالمقابل ويصر على حياديته.
وتحدث صلاح حميده الناطق باسم قائمة بيتونيا المستقلة (بلدة بيتونيا غرب رام الله) عن تعرض أعضاء في القائمة للتهديد من قبل أطراف عديدة قبل تسجيل القائمة وبعدها، ما دفع أحد الأعضاء للانسحاب، فيما تدرس القائمة إمكانية عدم المشاركة وستتخذ قرارا بذلك خلال ساعات.
اقرأ/ي أيضا: الانتخابات البلدية الفلسطينية.. كلّ هؤلاء مرشحون!
وأفاد حميده لـ "ألترا صوت"، بأن مسؤولا في حركة فتح ويعمل في الأجهزة الأمنية قال في اللحظات الأخيرة قبل تسجيل القائمة إنها ليست مستقلة بل تابعة لحركة حماس، وهدد باعتقال ثلاثة أشخاص في حال عدم انسحابهم، وذلك بعد أن كان قد اتصل بزوج إحدى المرشحات وطلب منه عدم السماح بترشح زوجته.
ممثل عن الجبهة الشعبية تحالف مع حماس في الانتخابات المحلية فتعرضت مطبعته لإطلاق نار
وقال حميده، إن موظفا بلجنة الانتخابات توجه للشخص المذكور بالسؤال عن التهديد فأجاب بأنه يمازحهم، إلا أن أحد الأعضاء أصر على الانسحاب، قبل أن يتم "ترطيب الأجواء والسيطرة على الموقف لمنع أي تبعات تضر بالبلدة وسكانها"، حسب حميده.
وأضاف، أنه وخلال اجتماع أعضاء القائمة أمس، اتصل شخص مجهول بأحد الأعضاء مستخدما رقما إسرائيليا وطلب منه الانسحاب من القائمة حفاظا على نفسه ومصدر رزقه، ثم اتصل الشخص ذاته بعضو آخر أثناء الاجتماع ووجه له التهديد ذاته، موضحا، أن القائمة قررت إثر ذلك الاجتماع خلال ساعات لاتخاذ قرار جوهري بالانسحاب أو المشاركة.
وفي بيرزيت شمال رام الله، أفادت مصادر بأن مرشحًا عن الجبهة الشعبية في قائمة مشتركة مع حماس، تعرضت مطبعته لإطلاق نار إثر رفضه عرضا بالتحالف مع حركة فتح، وإصراره على خوض الانتخابات في القائمة المشتركة بين الشعبية وحماس.
وأعلنت قائمة "التحالف الديمقراطي" المكونة من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وفدا (أحزاب يسارية) انسحابها من انتخابات بلدية الخليل، رغم دفعها كافة الاستحقاقات المالية المطلوبة منها، وتسجيلها بشكل رسمي لدى لجنة الانتخابات المركزية، وقد عزت القائمة قرارها إلى "استمرار مسلسل التهديد والتحريض من قبل اجهزة الامن".
أما المبادرة الوطنية التي كانت ضمن هذا التحالف، فقد أكدت عزمها المشاركة في الانتخابات من خلال مرشحيها، بصرف النظر عن ما أعلنته بقية الفصائل في الخليل.
القيادي في الجبهة الشعبية والأسير الُمحرر بدران جابر قال لـ"الترا صوت"، إن شخصيات وازنة هددت بعض مرشحي القائمة، وان "السلطويين أوصلونا إلى ساحة مواجهة معهم، ونحن لا نريد افتعال ازمات ومشاكل وللحفاظ على السلم الأهلي والمجتمعي ولا نقبل بنقل حالة التوتر السائدة في مدينة نابلس إلى الخليل".
وتحدث جابر أيضا عن "ارتفاع وتيرة الاحتقان الداخلي الناتجة عن السباق غير الصحي في تشكيل القوائم، وما رافق ذلك من تحريضات واساءات وتدخلات عشائرية متعمدة ضد مرشحين وقوائم، وتحريض بنبرة التهديد لتوجيه الأصوات الانتخابية لصالح قوائم معينة، مما شكل مناخًا غير ديمقراطي لممارسة العملية الانتخابية"، وفق قوله.
من جانبها تحدثت حركة حماس عن "تعرض القوائم لحملات ضغط وتهديد ممنهجة ومركزة من قبل الأجهزة الأمنية وجهات معروفة الانتماء، هدفت لمنع تسجيل أكبر عدد ممكن من القوائم المنافسة لحركة فتح"، مضيفة أن هذه الحملة نجحت في منع ترشح وانسحاب كثير من القوائم في مختلف محافظات الضفة.
وقالت الحركة في بيان لها، إنها لن ترضخ لتلك الحملات الساعية لإفشال الانتخابات، مؤكدة أنها "ستستخدم عناصر القوة التي تمتلكها من أجل إنجاح الانتخابات". ودعت "كافة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة تلك التعديات، والعمل على ضمان استكمال مراحل العملية الانتخابية في أجواء من النزاهة والديمقراطية".
مدير هيئة حقوقية فلسطينية أكد ورود شكاوى من مرشحين للانتخابات المحلية بتهديدات والناطق باسم الأمن ينفي
وتحدث فريد طعم الله المنسق الإعلامي للجنة الانتخابات المركزية عن إقامة تعاون مشترك مع الهيئة المستقلة لحقوق الانسان لتوثيق الانتهاكات الخاصة بالانتخابات، مبينا أنه لم يتم تقديم أي جهة شكاوى حتى اللحظة، "إذ يجب أن تكون الشكاوى خطية لمتابعتها مع الجهات المعنية".
اقرأ/ي أيضا: مرشحات في الانتخابات المحلية.. أخت وزوجة بدون اسم!
وحول بيان حركة حماس بالضفة وانسحاب قائمة اليسار من الخليل والتهديدات بحق المرشحين، قال طعم الله لـ "الترا صوت": "قرأنا تلك البيانات وسمعنا عنها من خلال وسائل الاعلام، وكنا نتمنى تقديم الشكاوى للجنة الانتخابات المركزية لوقف الضغط والتهديد بالطرق القانونية".
لكن مدير الهيئة الفلسطينية لحقوق الإنسان عمار دويك أكد تلقي الهيئة شكاوى من مرشحين في الانتخابات البلدية في الضفة الغربية حول تعرضهم للتهديد من قبل أجهزة أمنية، إضافة لتهديدات من مصادر مجهولة تطلب منهم الانسحاب من الترشح للانتخابات.
وقال دويك في تصريح صحفي: "هذه التهديدات تعد مخالفة دستورية وقانونية، فوفق القانون يجب أن تقف أجهزة الدولة موقف الحياد في كافة مراحل العملية الديمقراطية"، مضيفا أن الهيئة طالبت بالتحقيق في هذه الحوادث.
في المقابل، نفى الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري هذه الاتهامات، مؤكدا عدم ورود أي شكوى بهذا الخصوص من أي طرف.
وقال الضميري لـ "ألترا صوت": "هناك بعض الأطراف تعمل على كسب مواقف سياسية من وراء بياناتها وتصريحاتها"، مضيفا أن أجهزة الأمن الفلسطينية أخذت دور الحياد ولا تتدخل بالعملية الانتخابية إلا لأغراض قانونية ولتأمين مراكز الاقتراع من التعدي عليها، وفق قوله.
يشار إلى أن الانتخابات المحلية ستجري في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر المقبل في الضفة والقطاع، وقد وافقت كافة الفصائل باستثناء الجهاد الإسلامي على المشاركة فيها.
اقرأ/ي أيضا: