توّج ريال بيتيس بكأس ملك إسبانيا للمرة الثالثة في تاريخه، عندما هزم فالنسيا بركلات الترجيح 5-4، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1، في المباراة النهائية التي استضافها ملعب لاكارتوخا في مدينة إشبيلية.
لم تشهد المباراة الكثير من الفرص، وانحصر اللعب بمعظمه في منتصف الملعب، في ظل تخوف الفريقين من قبول أهداف، ما انعكس سلبًا على جمالية المباراة. ريال بيتيس افتتح التسجيل مبكرًا، وعادل فالنسيا في الدقيقة 30 من الشوط الأول، ولم تشهد الدقائق المتبقية من الوقتين الأصلي والإضافي الكثير من الفرص، ليحتكم الفريقان إلى الركلات الترجيحية التي ابتسمت للفريق الأندلسي، بعدما أهدر الخفافيش الركلة الرابعة ليسجل ميراندا الركلة الخامسة ويهدي فريقه اللقب الغالي.
فالنسيا لإنقاذ موسمه وبيتيس لتأكيد تألقه مع بيليغريني
يمر فالنسيا بمرحلة صعبة في الفترة الحالية، حيث فشل في تحقيق الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري، ما جعله يتراجع إلى المركز العاشر الذي يبعده عن التأهل إلى أي من المسابقات الأوروبية، وبالتالي فإن الفوز بكأس الملك ستكون الطريقة الوحيدة أمام الخفافيش لإنقاذ موسمهم، مع الإشارة إلى أن آخر ألقاب الفريق كانت في كأس الملك تحديدًا، عندما فاز بنسخة 2018-2019 على حساب برشلونة في المباراة النهائية بنتيجة 2-1.
في المقابل فإن ريال بيتيس يقدّم موسمًا كبيرًا تحت قيادة المدرب مانويل بيليغريني، حيث يحتل الفريق المركز الخامس في الدوري، ولا تزال لديه الفرصة للقتال على أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري الأبطال، وهو يأمل أن يتوّج جهوده هذا الموسم بالظفر بكأس الملك.
دخل خوسيه بورتاليس مدرب فالنسيا المباراة بالرسم التكتيكي 3-4-3، وتشكّل خط المقدمة من نجم الفريق كارلوس سولار، وهيوغو دورا، خلف المهاجم البرتغالي غيديس، مع تواصل اعتماد الفريق على قوة الأظهرة الهجومية كارلوس غايا قائد الفريق، وديميتري فولكييه، في ظل استمرار غياب مهاجم الفريق المتألق ماكسيميليانو غوميز بداعي الإصابة.
في المقابل لجأ بيليغريني مدرب بيتيس إلى الرسم المعتاد 4-2-3-1، فتوسط نجم الفريق نبيل الفريق خط الوسط الهجومي الذي ضمّ الجناحين خوانمي وسيرجيو كاناليس، مع وضع بورخا إيغليسياس هدّاف الفريق في مركز رأس الحربة. مع الإشارة إلى أن مدربي الفريقين يخوضان نهائي كأس الملك للمرة الأولى في مسيرتهما.
شوط أول قليل الفرص ينتهي بالتعادل الإيجابي
بدأ ريال بيتيس المباراة مهاجمًا باحثًا عن تسجيل هدف التقدّم مبكّرًا، وكان له ما أراد في الدقيقة 11، بواسطة مهاجمه بورخا إيغليسياس، الذي أرتقى برأسه لعرضية هيكتور بيليرين، وأودعها في شباك الحارس ماماردا شفجيلي.
تواصلت أفضلية بيتيس في الدقائق التالية، ونجح الفريق في السيطرة على منتصف الملعب، وسنحت له بعض الفرص غير المؤثرة، بينما انتظر فالنسيا حتى الدقيقة 30 ليصنع أولى محاولاته الهجومية، فحالفه الحظ بها، حيث استفاد الجناح هيوغو دورو من تمريرة لاعب برشلونة السابق أليكس موريبا، وسدّد الكرة بقدمه اليسرى من داخل منطقة الجزاء لتستقر في شباك الحارس كلاوديو برافو، وتعود المباراة إلى نقطة البداية، ولم يشهد ربع الساعة الأخير من الشوط الأول فرصًا خطيرة من الجانبين، ليعلن الحكم عن نهايته بالتعادل الإيجابي 1-1.
شوط ثانٍ ممل ينتهي كما بدأ
اتّسمت انطلاقة الشوط الثاني بالحذر من الجانبين، خوفًا من تلقي هدف مباغت قد يكون من الصعب تعويضه، ولاحت أولى الفرص لفالنسيا في الدقيقة 51، عندما سدد هيوغو دورو برعونة كرة قريبة من المرمى فوق العارضة، كذلك فعل غابرييل باوليستا في الدقيقة 58 وسدّد كرة نحو السماء، ردّ ريال بيتيس ببعض المحاولات المتقطّعة وغير المؤثرة، أبرزها كان بواسطة خوانمي الذي سدّد كرة من داخل منطقة الجزاء، لكنها ذهبت إلى منتصف المرمى مكانً وجود الحارس.
زاد الفريق الأندلسي من ضغطه في ربع الساعة الأخير، بهدف خطف هدف الفوز القاتل، فجرّب إيغليسياس حظه بتسديدة من داخل منطقة الجزاء ضلّت طريق المرمى، ثم تصدّى حارس فالنسيا لتصويبة خطيرة من نبيل فقير وأبعدها إلى ركلة ركنية، وأشرك بيليغريني لاعب الخبرة المخضرم خواكين في الدقيقة 88، فيما زجّ بورتاليس بكل من راسيتش وبريان جيل في التوقيت نفسه، دون أن تحمل الدقائق المتبقية أي جديد، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل ويحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين.
اللعب الممل وندرة الفرص الخطيرة تواصل في الشوط الإضافي الأول، الذي لم يشهد سوى تسديدة واحدة كانت لصالح فالنسيا عن طريق البديل تييري كوريا، تعامل معها الحارس كلاوديو برافو ومنعها من الدخول، ولم يختلف الشوط الإضافي الثاني عن سابقه، واتضح أن الفريقين رضيا بالاحتكام لركلات الحظ لتكون الفيصل بينهما، وتحدد هوية الفائز بكأس الملك.
نجح كل فريق في تسجيل الركلات الثلاث الأولى، ثم أهدر موساه الركلة الرابعة لفالنسيا، ليسجل كريستان تيلو ويتقدم بيتيس 4-3 مع تبقي تسديدة واحدة لكل فريق. سجل غايا وعادل النتيجة لفالنسيا، لكن ميراندا سجل الركلة الاخيرة بنجاح ومنح ريال بيتيس الفوز الغالي بلقب كأس الملك.