في أسلوب إنشائي لا يخلو من خطاب أجوف، تستمر زينة فياض في الظهور على قناة "أ.ن.بي". يبدو أن "نجمة" القناة غير المتابعة في لبنان، تجاهد في استمالة محور الممانعة ليكون معها على نفس الخط. لكن في النتيجة توحي كل الأرقام أن الجهود تبوء بالفشل.
تعد زينة فياض من الإعلاميات المدافعات بشراسة عن مجازر بشار الأسد
فلا الجمهور يزداد حجمه ولا البرنامج يؤكد مصداقيته، لا سيما أنه يستضيف على الدوام وجهة نظر واحدة. ضيوف لا يزال بعضهم يعيش على ركام العروبة وأمجاد المقاومة، ويرى في "البوط العسكري" السوري مخلصًا. فتعمل فياض على إضافة شيء من "البهرجة" على منطق الممانعة. بهرجة كلامية مليئة بعصب قومي وبعبارات إعلامية لا تزال تستخدم في التعبئة الإعلامية للأنظمة البائدة. فتمجيد الحاكم - الديكتاتور، لم يعد يصدق. نحن في عصر الـ"سوشيال ميديا"، ويبدو أن فياض لا تتذكر هذا الأمر، أو تتعامى عنه. وتتعاطى مع منبرها على أنه مكرّس للقتلة من محبي إيران و"حزب الله" والحشد الشعبي. فكل حلقاتها تمرر رأيًا واحدًا: كيف يفكر العقل الممانعجي في لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر وتونس، وكيف يستميت لإبداء إعجابه بقتل الأطفال على أنهم إرهابيون مفترضون، وترى في الربيع العربي، مؤامرة "صهيو-أمريكية".
برنامج يبدو أن بوصلته وهو يسأل "إلى أين؟"، في عنوانه، تتجه إلى الوراء، إلى خطاب ممجوج لا يعلو فيه إلا صوت واحد: المكابرة. فزمن المكابرة وعدم الاعتراف بالواقع صفة ملاصقة للبرنامج، الذي قليلًا ما تسأل اللبنانيون عنه فيعرفونه. ربما يتذكرون فياض نفسها التي كانت مقدمة للأخبار في قناة المستقبل لـ14 عامًا.
اقرأ/ي أيضًا: العراق.. فضائيات التناحر السياسي
الزمن الذي يتجه إليه البرنامج، هو زمن لم يعد يؤمن به العربي الجديد. ولا يصدق فيه إعلامًا يطبّل للديكتاتوريات ولم تعد الخطابات المليئة بالجمل المجيدة والفخر والخارجة لتوها من معاجم بائسة، تغوي هذا المشاهد. فما تعمل عليه فياض على الدوام، تركيب جمل تفخر بمجازر بشار الأسد وآلته العسكرية، خصوصًا حين استقبلت وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، وهي تتفوه أمامه في دمشق، بأكثر الجمل تملقًا وتفاخرًا بأنها تقابله، لنظن أنه ربما من دعاة السلام الذين يستحقون كل هذا الثناء. وهي بدت أمامه في هذه الحلقة بالذات أقل من "مخبرة" تؤكد معلومات ضيفها "المغلوطة" وتثبتها، وتجمل جرائم نظامه وهي تحيلها إلى كونها عمليات "نوعية" ضد الإرهاب.
لغة فياض، لا تخلو من توجه طائفي ومذهبي، فهي على الرغم من محاولتها عدم الظهور بهذا المنطق، إلا انها تقع مرارًا فيه. فهي بالطبع ترى المؤامرة من وجهة نظرها، تصب ضد الشيعة في المنطقة والأقليات، وترى في شعبوية إيران على أنها منفذ للعرب. لا بل تمجد "حزب الله" وأفعاله المقيتة في سوريا. نظرة أحادية يبدو أن فياض تؤدي دورها فقط، لمشاهد معزولة عن الحقيقة.
اقرأ/ي أيضًا: