أنامل ساحرة تعزف برقّة لحن نشيد مانشستر يونايتد الأسطوري "Glory Glory Man United". يلبس هذا الفنان قميصًا أحمر اللون؛ إنه فتى تشيلي المدلل أليكسيس سانشيز، يمشي بشغف منقطع النظير إلى مسرح الأحلام. لقد فعلها مانشستر يونايتد وتعاقد مع نجم آرسنال وقدّمه للجمهور بطريقة عاطفية رائعة اقشعرّت لها الأبدان، وحازت بساعات قليلة فقط على ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
انتقل التشيلي أليكسس سانشير إلى مانشستر يونايتد بصفقة سيتقاضى منها على 25.5 مليون جنيه إسترليني سنويًا
ولد أليكسيس سانشيز يتيمًا في مدينة توكوبيلا التشيلية، التي يقطنها 25 ألف نسمة فقط، وعانت أسرته من الفقر الشديد، حيث كانت أمه تكافح من أجل إتمام دراسته. وكان هذا الطفل المدلل يتبادل أدواته المدرسية مع رفاقه، ويعمل في غسل السيارات وحمل الحطب قبل أن يعود منهكًا لمنزله بجانب مقبرة المدينة.
اقرأ/ي أيضًا: مانشستر يونايتد الأكثر تحقيقًا للأرباح في العالم
وكي يتحقق الحلم، سيتجاوز راتب أليكسيس سانشيز السنوي 25.5 مليون جنيه إسترليني، أي 490 ألف في الأسبوع. وإن لعب 90 دقيقة في الأسبوع كمعدل سنوي، سيجني في الثانية الواحدة أكثر من 90 جنيه، أي في كل ثانية يلعب بها يستطيع أن يحقق ما عجز عنه في طفولته، وهو شراء حذاء خاص بلعب كرة القدم، الأمر الذي أحرج والدته كثيرًا عندما كانت تستعير من جيرانها حذاءً ليلعب به ابنها.
بين ليلة وضحاها بدا مانشستر يونايتد فريقًا متكاملًا بصفقة أتقنت فيها الإدارة تحريك أحجار رقعتها دون أن تدفع لأرسنال جنيهًا واحدًا، فبادلت سانشيز بالأرميني هينريخ مخيتاريان، الذي ستشتاق له دكة احتياط الشياطين الحمر.
وعلى الجانب الآخر فقد أرسنال أفضل لاعب عنده لصالح نادٍ منافس بحكم عادة فينغر المتواطئ مع إدارة النادي الفاشلة في البخل والتفريط بالنجوم، مقابل حيازة فُتات لاعبي هذا النادي، حيث فرّط فينغر بأشلي كول لصالح تشيلسي، وفابريغاس لصالح برشلونة، وفان بيرسي لصالح مانشستر يونايتد، إضافة إلى إيمانويل أديبايور وسمير نصري.. والقائمة تطول. واكتفى الغانرز بلاعبين ليسوا "سوبر ستار".
سياسة إدارة الأرسنال ومدربه فينغر، دفعت الجميع للمطالبة برحيل فينغر الملقب بـ"العجوز البخيل" الذي أفقد النادي عددًا من أهم نجومه
سياسة إدارة الأرسنال ومدربه، جعلت الجميع يطالب بتنحية "العجوز البخيل" الذي خسر رهاناته الثانوية التي اعتاد أن يفخر بالنجاح بها؛ وهي تحقيق مركز في البريمير ليغ، يؤهل لدوري أبطال أوروبا، وأن يكون هذا المركز أعلى بدرجة على الأقل من جاره اللدود توتنهام.
اقرأ/ي أيضًا: فيديو: لغة جسد لاعبي أرسنال المستسلمين أمام ميونيخ
هذه الرهانات التي كانت أكثر ما يكرهه عشاق الأرسنال نفسهم، فما فائدة تأهل أرسنال لدوري الأبطال دون وجود لاعبين متميزين، وإلى متى ستبقى جماهير برشلونة وبايرن ميونيخ تنتظر لقاء أرسنال كي تستعرض عضلاتها وإمكانياتها في دكّ شباكٍ اعتادت على تمزيقها؟! ليصبح الأرسنال رمزًا للرقم 4، وهو المركز الذي اعتاد أن يحصّله في البريمير ليغ، ومثالًا حيًا على الإدارة الفاشلة والمدرّب البخيل. أضف إلى ذلك أنه افتقد الرقم 4، وضاع فخره باللعب في سيّدة البطولات وأجملها.
الأمر المثير للشفقة أن أبرز لاعبَين للغانرز، وهما أليكسيس سانشيز وأوزيل، طالبا قبل عامين بتحسين رواتبهم من أجل تمديد عقودهم، لكن عروض الإدارة لم تستطع أن تفعل ذلك، في وقت اشترى فيه مانشستر يونايتد، الدولي بوغبا، برقم فلكي، رغم عدم تأهله لدوري أبطال أوروبا آنذاك، الأمر الذي جعل من ملعب الإمارات مسرحًا للكوابيس التي يخشاها اللاعبون، فدموع مخيتاريان الذي غادر الأولد ترافورد في الصفقة التبادلية الأخيرة، تؤكّد ذلك.
"نصيحتي لسانشيز، هي أن يحرص على حدوث صفقة انتقاله لمانشستر يونايتد. كل شيء أفضل هناك: التاريخ والبطولات، وأهم من ذلك الجماهير"، كان هذا كلام فان بيرسي الذي ترعرع في صفوف الأرسنال ورحل إلى اليونايتد، بعد أن يأس من فينغر وإدارته التي لن تحقق البطولات وفق سياساتها الأزلية.
فيما كان ردّ فعل جماهير آرسنال اليائسة، غريبًا، فدافعت عن قرار أليكسيس سانشيز بالرحيل، عندما قال أحدهم في لقاء تلفزيوني: "أتفهم قرار رحيل أليكسيس سانشيز، لم يرحل من أجل المال، رحل لأكبر نادٍ في إنجلترا. ناد يمتلك الطموح، ويمتلك نجومًا رائعين، الأمر مشابه لما حدث مع فان بيرسي عندما قال الجميع إنه رحل من أجل المال، لكنه قادهم للقب الدوري في عامه الأول".
كان رد فعل جماهير أرسنال على رحيل سانشيز إلى مانشستر يونايتد غريبًا، فقد دافعت عن قراره ما يبدو إدراكًا منها لموقف ناديها الضعيف
سيرتدي أليكسيس سانشيز القميص رقم 7. يملك هذا العدد الفردي دلالات عدّة في تاريخ اليونايتد، فقد ارتداه العديد من نجوم الفريق التاريخيين كجورج بيست وإيريك كانتونا وديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو. وتعلم إدارة اليونايتد جيّدًا أن مبيعات قمصان اللاعب في العالم ستحقق أرباحًا خيالية، لا سيّما أنه أول لاعب من تشيلي يلعب للشياطين الحمر.
اقرأ/ي أيضًا: