كانت البداية قبل 19 عامًا، بست ساعات بث كفقرة أطفال، قبل أن تتحول لقناة مستقلة بساعات بث متواصلة، ومقرها الأساسي في العاصمة السورية دمشق.
سنوات طويلة من بث سبيستون، شكلت وعي جيل لا يشبهه أحد، إذ كانت قناة "شباب المستقبل" بوابة لعالم من الشغف تملأه الأحلام الوردية
لاستحضار المشهد كاملًا: في بداية القرن الـ21، كانت التكنولوجيا تتحسس طريقها إلى البلاد العربية، بعض الأطفال يملكون جهاز الألعاب المنقرض "الأتاري" وأكثرهم لا يملكونه. لا توجد آية وسائل للترفيه، قد يحنو الزمان فقط باللعب مع أبناء الأقارب والمعارف والجيران، لتظهر سبيستون فيتبدل هذا المشهد الأبيض والأسود، إلى الألوان الزاهية.
اقرأ/ي أيضًا: "زمان وأيام زمان".. تجليات النوستالجيا في حياتنا اليوم
سنوات طويلة من البث شكّلت وعي جيل لا يشبهه أحد، أخيرًا وجد الوحيدون متنفسًا يقضون فيه أوقاتهم، ووجد من لديهم أصدقاء من يعلمهم حب الأصدقاء، ولقي الجميع من يعلمهم حب العائلة عبر كارتون يحبونه وليس عبر نصائح جامدة ترفضها عقول الأطفال. كانت سبيستون بوابة لعالم من الشغف تملأه رايات النصر والأحلام الوردية.
من كونان للقناص.. خطاب مسجل بعلم الوصول للكابتن ماجد
حظيت بعض مسلسلات سبيستون بالشهرة أكثر من غيرها؛ في مقدمة كل شيء يأتي الكابتن ماجد، اللاعب الشهير الذي خاطب شغف الأطفال بكرة القدم فنجح في أن يكون صاحب الشعبية الأكبر على الإطلاق، قصة من الأمل بطلها لا تخطئ قدمه المرمى.
القناص قصة أخرى، ذلك الطفل الصغير الذي يطمح لأن يكون صيادًا ليجد والده. ليست فقط قصة ملهمة لكل أطفال الماضي الذين أصبحوا شباب اليوم، بل هو أيضًا صاحب الأغنية الأشهر في تاريخ مسلسلات الكارتون المدبلجة، وكذلك أشهر أغاني المغنية السورية رشا رزق، بكلمات: "قد لمعت عيناه.. بالعزم انتفضت يمناه"، التي كانت فارقة في حياتها وحياة كل من كانوا أطفالًا حين سمعوها أول مرة.
كونان، محقق عقله الكبير في جسد صغير، يحل القضايا المعقدة، ويفكك تفاصيلها ويبعثر أوراقها بحثًا غن الحل السحري بمساعدة "توجو"، عبر حلقات طويلة ومشوقة ظلت عالقة في أذهان كل من شاهدوها.
مسلسلات أخرى كثيرة مثل "هزيم الرعد" و"سابق لاحق" حققت نجاحًا لافتًا في حينها. أبطال سبيستون بما حملوا من صفات خارقة ورسائل خفية عن قدرة الخير على هزيمة الشر؛ عرفوا طريقهم إلى قلوب الصغار.
قناة شباب المستقبل.. أثر سبيستون لا يزول!
في الآونة الأخيرة انتشر الحديث عن سبيستون على مواقع التواصل الاجتماعي، الكل يتحدث عما فعلته الأيام وقسوتها بـ"شباب المستقبل"، وهو الشعار الذي اتخذته القناة: "قناة شباب المستقبل". قد تتغير الأيام ويتغير كل شيء إلا أن أثر سبيستون لا يمكن إنكاره.
كانت سبيستون النافذة الوحيدة لجيل التسعينيات على عالم آخر غير الذى رأته عيونهم في البيوت والشوارع، فلا وجود للهواتف الذكية وما يشبهها.
كانت سبيستون النافذة الوحيدة لجيل التسعينيات على عالم آخر غير الذى رأته عيونهم في البيوت والشوارع
وقد ساعد ذلك قناة سبيستون على أن يكون مزيجها من المسلسلات عالقًا فى أذهان جيل كامل يبدو أنه لن ينسى محبوبته الأولى، مهما قست عليه الحياة.
اقرأ/ي أيضًا: