استفاق اللبنانيون صباح الخميس الماضي على خبر دخول العميل عامر إلياس الفاخوري، إلى لبنان، عن طريق مطار بيروت، يرافقه أحد عمداء الجيش.
تفاجأ اللبنانيون بخبر دخول الفاخوري، أحد أبرز العملاء الذين تعاملوا مع إسرائيل خلال احتلالها للبنان، إلى لبنان عبر مطار بيروت
وكان أحد عناصرالأمن العام في المطار، قد لاحظ خلال تدقيق جواز سفر الفاخوري، أنه مطلوب للتوقيف، قبل أن يتبين له أنه تمت تسوية ملفه وسُحبت الدعاوى ضده بطريقة غامضة ومثيرة للريبة، علمًا بأن الفاخور دخل لبنان بجواز سفر أميركي.
اقرأ/ي أيضًا: أشرف مروان.. كيف تجاهلت إسرائيل جاسوسها الأثمن؟
ويُعد الفاخوري أحد أبر العملاء الذين تعاملو مع الجيش الإسرائيلي الذي احتل لبنان حتى عام 2000. وخلال الفترة ما بين عامي 1985 و1996، أوكلت للفاخوري إدارة سجن الخيام الشهير، الذي زُجّ فيه مئات الشباب اللبنانيين الذين كان قد أُلقي القبض عليهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
مطالبات شعبية بمحاكمة الفاخوري
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان على إثر انتشار الخبر، إذ أعرب العديد من النشطاء من كافة الانتماءات والاتجاهات عن سخطهم الشديد، كما نشر معتقلون سابقون في سجن الخيام تجاربهم الشخصية مع الفاخوري، وما وصفوه بـ"وحشيته" في التعذيب لنزع الاعترافات منهم.
من جانبها، أصدرت هيئة ممثلي الأسرى والمحررين، بيانًا شددت فيه على أن "الخيانة والعمالة لاتسقطان مع مرور الوقت"، داعيةً إلى الاعتصام ظهر غدٍ الأحد، 15 أيلول/سبتمبر 2019، في باحة معتقل الخيام، تنديدًا بعودة الفاخوري إلى لبنان.
كما خرج عشرات الشباب اللبنانيين في مسيرة نحو محيط قصر العدل بالعاصمة بيروت، مطالبين باعتقال الفاخوري. وشارك في هذه المسيرة أسرى محررون، ونشطاء وحقوقيون.
هذا وكان الأمن العام اللبناني، قد أصدر بيانًا، أوضح فيه أن الفاخوري اعترف في التحقيق معه، أنه تعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وأقر بحصوله على جواز سفر إسرائيلي وهوية إسرائيلية بعد فراره من الأراضي اللبنانية في عام 2000، قبل أن يتوجه للولايات المتحدة الأمريكية.
صور للفاخوري تثير الجدل
انتشرت صور للفاخوري مع النائب سامي الجميل، وأخرى مع قائد الجيش جوزيف عون، وقد بدا واضحًا أن نشرها أتى في سياق التصويب عليهما من خصومهما.
وزعم سامي الجميل، أنه لم يكن يعرف هوية الفاخور عندما طلب منه التقاط صورة معه، كما صدر بيان عن قيادة الجيش، جاء فيه أن الصورة التي جمعت الفاخوري مع عون، تعود لحفل استقبال أقيم لعون في السفارة اللبنانية بواشنطن عام 2017، حيث كان الفاخوري ضمن عدد كبير التقطوا صورًا مع قائد الجيش اللبناني.
واعتبر كثيرون أن الهدف من تسريب صورة الفاخوري مع قائد الجيش تهدف إلى قطع أي طريق أمامه في معركة الرئاسة المقبلة. ولمح البعض إلى احتمالية وقوف وزير الداخلية، جبران باسيل وراء هذا التسريب، مطالبين بمساءلة غابي عيسى، السفير اللبناني في واشنطن، والمقرب من باسيل.
وتوقف البعض عند صورة للفاخوري وهو يدلي بصوته في الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة. وأبدت الإعلامية ديما صادق تعجبها من ذلك، بسبب كونه متهمًا بالعمالة للاحتلال الإسرائيلي.
يُذكر في هذا السياق، أن جبران باسيل، كان أشد المتحمسين لمشاركة المغتربين في التصويت، وقد وضعه بنفسه الخطوات الإجرائية لتنفيذها.
ورغم حالة الإجماع الشعبي في لبنان حول ضرورة اعتقال الفاخوري ومحاكمته، إلا أن الحديث عن معالجة قضية أسر العملاء الذي فروا عام 2000 إلى إسرائيل، شكل مسألة خلافية على الدوام.
وعندما وقع التفاهم الشهير بين حزب الله والتيار الوطني الحر عام 2006، ورد في اتفاقية التفاهم مادة تتحدث عن متابعة ملف أسر العملاء وحثهم على العودة للبنان. وإن كان في هذا الأمر ما قد يُحرج قيادة حزب الله مع أتباعها، فإن التيار الوطني ورئيسه يستخدمه بطريقة شعبوية في الشارع المسيحي كما يبدو.
هذا وقد أشار البعض في خضم الحديث عن الفاخوري، إلى فايز كرم، القيادي في التيار الوطني الحر، الذي أُدين عام 2010 بتهمة التخابر مع إسرائيل بتقديم معلومات استخباراتية لها، قبل أن تنتهي محكوميته ويخرج من السجن عام 2012.
يُشير البعض إلى وقوف جبران باسيل وراء عودة الفاخوري، بالإشارة إلى عدة علامات على استغلال باسيل لقضية العملاء خارج لبنان
وكان فايز كرم قد ظهر عدة مرات مع جبران باسيل، رئيس التيار الوطني، في جولاته الانتخابية والمناطقية مؤخرًا، في ظل صمت مريب من قبل حلفائه، الأمر الذي أثار غضبًا عليه، انعكس على السوشيال ميديا.
اقرأ/ي أيضًا:
الحلقة 5 من "بوليغراف".. التزييف الممنهج وتلاقي جبران باسيل مع الصهيونية