ألترا صوت - فريق التحرير
عام على حصار قطر من قبل جيرانها، وعام، يسبقه بأيام قليلة، على انطلاق شرارة الأزمة بحملة إعلامية قائمة على فبركة تصريحات منسوبة لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تكشّف زيفها، وكُشف الغطاء عن الفاعل الحقيقي، لا بتخمين أو ادعاء، إنما بأصابع الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) التي أشارت إلى أبوظبي على أنها الفاعل ومن اخترقت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، إضافة لما تحدثت به كوابل ويكيليكس وتسريباتها عن المراسلات الإماراتية تجاه واشنطن بهدف التحريض ضد قطر، ناهيك عن عشرات الاجتماعات واللقاءات وملايين الدولارات التي أنفقت بهذا الصدد، بما فيها لقاءات حضرها إسرائيليون وصهاينة في واشنطن.
بعد عام من الحصار استطاعت قطر تجاوز الصعوبات وازداد التفاف الشعب حول قيادته بطريقة أغاظت الذين أرادوا إحداث انقلاب في البلاد
عام تبدّلت على مداره الاتهامات الموجهة من دول الحصار إلى قطر، مع كل اتهام يثبت أنه واهٍ، أو أنّه داء في بعض الدول الحصار ترمي به غيرها؛ إلا واستبدلته بآخر، حفاظًا على الصورة المتوهمة للحصار على أنه "قطع للعلاقات الدبلوماسية مع دولة مارقة"، لولا أن المروق المزعوم لقطر هو بالفعل كذلك، فقط بالنسبة لدول الحصار التي يتصادف أنها دول الرجعية في المنطقة، الأعداء الأُوائل لثورات الشعب العربي: السعودية والإمارات والبحرين، ومعهم مصر.
اقرأ/ي أيضًا: سنة على حصار قطر.. نقلة دبلوماسية وقفزات تنموية
لاشك أن قطر واجهت على مدار العام صعوبات بسبب الحصار الجوي والبحري والبري، لولا أنّها صمدت، وتجاوزت كل ما فرض عليها، وازداد التفاف الشعب حول قيادته بالطريقة التي أغاظت الذين أرادوا إحداث انقلاب في الأسرة الحاكمة، وفشلوا.
وبعد مرور هذا العام، ولا يزال الحصار مفروضًا على قطر، ولا تزال الأزمة قائمة، لكن مع ارتفاعٍ في أسهم قطر السياسية والدبلوماسية، تفاعل القطريون والعرب الرافضون لحصار قطر، مع ذكراه، وذكرى اختراق قنا وذكرى الفبركة والحملة الدعائية ضد قطر، بعدة وسوم على تويتر.
"#حصار_قطر" لا يزال مُستمرًا منذ بدء قطع العلاقات مع قطر وما استتبعها من حصار لها، في الخامس من حزيران/يونيو 2017. وازداد التفاعل عليه على مدار الأيام القليلة الماضية مع قرب الذكرى السنوية للحصار الذي لم ينتهي رغم الإدانات الدولية له.
ودُشنت أيضًا وسوم "#قطر_تمضي_قدماً" بعد عام من حصار تبين أنه لم يُؤتِ أكله بالنسبة لدول الحصار التي أرادت ضرب الاقتصاد القطري، كما كشفت تسريبات. وكذلك "#عام_على_قرصنة_قنا" و"#ذكرى_فبركات_منتصف_الليل".
وأشار الكاتب أحمد السليطي في تغريدة له، إلى ما قيل إنه مربط فرس الأزمة المفتعلة والحصار المفروض؛ أي تنظيم قطر لكأس العام 2022.
وفي الـ23 من أيار/مايو الجاري، غرد الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الشرق، صادق محمد العمادي، على هاشتاغ "#عام_على_قرصنة_قنا"، مذكرًا بـ"الجريمة" التي ارتكبتها أبوظبي.
فيما غردت الإعلامية سلمى الجمل بـ"خطى أحكمت حلقاتها ليلًا، ووزعت الأدوار فيها، وبذلت لأجلها الكثير من الدولارات. لكن جاءت نتائجها مغايرة لما اشتهت رياح السفن".
وكانت عديد التقارير والتحقيقات قد كشفت أن الحملة ضد قطر وما استتبعها من قطع العلاقات الدبلوماسية وحصار قطر برًا وبحرًا وجوًا، هي أمور مدبرة بليل، وكلّفت لأجلها الإمارات رجالها، وحاولت السعودية في سبيلها شراء الولاء الأمريكي بحوالي 400 مليار دولار تسلمها دونالد ترامب في زيارته للرياض، لولا أن ضغوط المؤسسات الأمريكية أفشلت مساعي شراء ولاء البيت الأبيض.
كما أن الحساب الرسمي لمكتب الاتصال الحكومي القطري، غرّد على هاشتاغ "قطر_تمضي_قدماً"، بالإشارة إلى مطلب إغلاق قناة الجزيرة، ليؤكد أنّها "ستظل متاحة لمتابعيها في شتى أنحاء العالم".
أشار المكتب أيضًا إلى الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار على مدار الأشهر الماضية من أجل "زعزعة استقرار البلاد".
لا يزال الحصار قائمًا منذ عام، لكن أسهم قطر السياسية والدبلوماسية في ارتفاع، والإحراج مستمر لدول الحصار
تفاعل المغردون كذلك مع الوسوم، في الذكرى السنوية لحصار قطر، فغرد أحمد درغام قائلًا: "الأخوة في قطر أذكركم أن نصرتكم لقضايا العدالة، وللشعوب المظلومة، كانت سببًا في حصاركم الجائر، فلا تنسيكم المناكفات مع دول الحصار أن تبقوا مناصرين للحق". وقال صاحب حساب "سياسي خليجي": "عام كامل على الأزمة، وإلى الآن لم تثبت التهمة!"، في إشارة إلى كذب الادعاءات التي روجت لها دول الحصار. فيما أشار محمد السويدي إلى قضية أن حصار قطر جعل منها "دولة تعتمد على نفسها اعتمادًا كليًا، في مأكلها ومشربها واحتياجاتها الأساسية".
اقرأ/ي أيضًا: