في هذا الزمن، تراجعت قيمة الكتاب الجامعي في سوريا، وحلت مكانه الملخصات وشروحات المحاضرات، هذه المطبوعات التعليمية الجديدة التي تباع في سوق كبير له طقوسه، وتباع حتى داخل الحرم الجامعي. ويرى قسم من الطلاب أن الغاية من الملخصات وشروحات المحاضرات الاختصار ومساعدة الطالب الذي لا تسمح ظروفه بمتابعة الدوام الجامعي يوميًا، ويقول البعض الآخر إن "الكتاب الجامعي صار موضة قديمة!".
تراجعت قيمة الكتاب الجامعي في سوريا، وحلت مكانه الملخصات وشروحات المحاضرات، التي تباع في سوق كبير له طقوسه، وحتى داخل الحرم الجامعي
ثمة اتجاهان في سياسة المناهج التعليمية والكتب الجامعية في سوريا، الاتجاه الأول يرى أن الكتاب الجامعي ضروري لأنه يحتوي المواد التعليمية الرئيسية وهي المطلوبة ومن الضروري اتباعها في الجامعات. أما الاتجاه الثاني فيعتبر أن الكتاب الجامعي يمثل قيدًا أمام تطور التعليم الجامعي وأمام الطلاب.
وهناك رأي ثالث وسطي بين الاتجاهين يعتبر الكتاب الجامعي، أساسًا للتعليم في الجامعات، مع إضافة محاضرات وملخصات وشروحات جديدة غير موجودة في الكتب، وخاصة في تلك الكتب المرجعية القديمة جدًا التي لا تزال تدرس حتى الآن.
وحسب دراسة أجرتها مديرية الكتب والمطبوعات في جامعة دمشق، تناولت واقع الكتاب الجامعي والتحديات والمشكلات التي يعاني منها، تبين أن من أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف الطلاب عن اقتناء الكتاب الجامعي وتحولهم إلى مصادر أخرى ضعف مضمون بعض الكتب التي تؤلف بشكل متسرع إلى جانب وجود بعض الأخطاء فيها وعدم إيلاء الاهتمام الكافي من المؤلف.
واعتبر البعض، حسب نفس الدراسة، أن "الكتاب الجامعي صار شيئًا كماليًا يمكن الاستغناء عنه من المدرس والطالب". في المقابل يرون في الملخصات وسيلة سهلة ومختصرة، تؤدي إلى النجاح وأحيانًا التفوق كما أنها تمثل مصدر دخل مادي إضافي للمدرسين، ما دفع بعضهم إلى الإقبال على التأليف وتعديل الكتب وتلخيصها.
من جانب آخر، يتأخر صدور وطبع بعض الكتب المقررة ولا تتوفر لدى الطلاب مع بداية العام الدراسي وهذا يعود في معظم الحالات إلى الأقسام المختصة التي لا تراعي إنجاز وتأليف الكتب في الوقت المناسب، وأحيانًا تترك بعض المقررات من دون تحديد الكتب التي تغطيها. ويساهم تخلف القوانين التنفيذية والبيروقراطية وعدم تقيد الجامعات والكليات ببرنامج واضح لطلب الكتب في تأخر توفر الكتب الجامعية.
ونشأت خلال العامين الأخيرين لجان طلابية غير رسمية تقوم بعملية نسخ ملخصات المحاضرات إلكترونيًا وتوزيعها مجانًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما أدى إلى انخفاض بيع الملخصات والشروحات في المراكز المعتمدة وهجران الكتاب الجامعي بشكل شبه كلي، فكلية الآداب في جامعة دمشق مثلًا لا تبيع سوى 10% من مجموع الكتب على الرغم من أن عدد طلابها أكثر من سبعين ألف طالب لهذا العام.
اقرأ/ي أيضًا: