لأول مرة في معرض النقل التجاري IAA Commercial Vehicles 2014
كانت قد كشفت مرسيدس عن شاحنتها المستقبلية لعام 2025، منذ حوالي عقد من الزمن حيث قدمت عرضًا لتفاصيلها في بدايات عام 2014. وأعلنت عنها رسميًا خلال معرض النقل التجاري IAA Commercial Vehicles 2014، في مدينة هانوفر خلال الفترة من 25 سبتمبر إلى 2 أكتوبر. هذا المعرض يعد النسخة التجارية من معرض فرانكفورت للسيارات، الذي عمد لتقسيمه منذ عام 1991 إلى قسمين، أحدهما في هانوفر للشاحنات والسيارات التجارية ويقام في الأعوام الزوجية، والآخر في فرانكفورت لسيارات الركوب ويقام في الأعوام الفردية.
استندت شاحنة المستقبل 2025 في تصميمها ومزاياه على شاحنة مرسيدس-بنز أكتروس لعام 1845.
شاحنة المستقبل مرسيدس اكتروس 2025.. ذاتية القيادة
انطلاقً امن الرغبة العالمية والإنسانية الملحة في الحد من وفيات حوادث الطرق، بدأ السعي الدؤوب لتطبيق تقنيات القيادة الذاتية على الشاحنات ومركبات النقل والتحميل التجارية الثقيلة. وفعليًا بدأ التطبيق في نماذج معارض السيارات المستقبلية، إلا أن هناك عدد من العوائق التي يجب التغلب عليها قبل وجودها على الحقيقة وأرض الواقع. ويشمل ذلك النواحي القانونية وتطوير أنظمة القيادة الذاتية بالفعل، لتؤدي دورها بأكثر من أن تنبه وتحذر السائق، وأن تتخذ إجراءً ما لم يستجب. إضافةً لكل هذا تحدي جديد يدفع نحو التحول للقيادة الذاتية في عالم الشاحنات؛ إذ يواجه قطاع النقل البري العديد من التحديات والمشكلات؛ فتراجع الاستثمار في البنى التحتية مع زيادة الازدحام والكثافة المرورية، وضغوطات التكلفة المتزايدة على مشغلي النقل والنقص الحاد في عدد السائقين. وتقدم شاحنة المستقبل 2025 من مرسيدس تراكز حلاً لكل هذه التحديات والصعوبات لأنها ببساطة آمنة جدًا ولديها كفاء عالية وذاتية القيادة.
وكانت قد قدمت مرسيدس-بنز شاحنة المستقبل 2025 كأول شاحنة تعمد لقيادة نفسها ذاتيًا في العالم، حيث تسير على الطريق السريع بسرعة 80 كم/س، ولها القدرة على التواصل مع محيطها مما يضمن السلامة على الطريق والأمان وتخفيف الإجهاد والتعب على السائق في ظروف عمله الروتينية لساعات طويلة خلف مقود القيادة.
ميزات مرسيدس اكتروس كما عرضت عام 2014
استندت شاحنة المستقبل 2025 في تصميمها ومزاياه على شاحنة مرسيدس-بنز أكتروس لعام 1845. وتعد الميزات التقنية فيها والتكنولوجيا المتقدمة حاسمة للقدرات الاستثنائية في عالم القيادة الذاتية، ولعل أكثر ما يميزها جمعها بين الاتصال بين المركبة والأنظمة والكفاءة والأمان فهي مزودة بنظام "هاي بايلوت" Highway Pilot، الأمر الذي يجعلها ككل استجابة ذكية وأكثر واقعية للتطورات الحالية.
نظام القيادة الذاتية ورادار المراقبة
من أبرز ما يميز هذه الشاحنة نظام القيادة الآلي المتكامل الذي تم اختباره بسرعات مناسبة تصل لحوالي 80 كم/س. وقد أثبت نظام القيادة الذاتية فيها قدرته على التعامل مع ظروف الكثافة المرورية العالية، حيث أجريت عليها عدة اختبارات على الطريق السريع A14 في مدينة ماغدبورغ بألمانيا، ويعتمد نظام القيادة هذا على مجموعة واسعة من المستشعرات، وكاميرتين مثبتتين أسفل الزجاج الأمامي لكشف الطريق وتبيين العوائق طوال الطريق إضافةً للرادار الذي يراقب حركة السيارات أمام الشاحنة.
تصميم انسيابي ومواد خفيفة
استخدمت مرسيدس المستقبلية 2025 المنحنيات المميزة في مقدمة الشاحنة، وقد أتت بشكل أكثر نعومة وسلاسة مقارنة بالطرز السابقة. ووظفت فيها مواد خفيفة الوزن تسمح بحركة انسيابية لها. كما أتت بتصميم أضواء مخفية بذكاء، وعند تشغيل نظام القيادة الذاتية تتحول الأضواء للون الأزرق، كما زودت الشاحة بوحدتي استقبال للأقمار الصناعية فوق سقفها.
مقصورة داخلية فاخرة
تميزت شاحنة مرسيدس بمقصورة داخلية غاية في الفخامة فسيحة وعصرية، بأرضية خشبية ومقاعد مريحة للغاية، و4 شاشات عرض للسائق اثنتان منها تعرض الكاميرات الجانبية وجهاز لوحي للتحكم في الإعدادات إضافةً لشاشة تعرض المعلومات الرئيسية وشاشتين أخريات للترفيه والتسلية للمرافق.
تكنولوجيا متطورة
تعد التكنولوجيا المتطورة في شاحنة المستقبل شاملة لمنظومة المستشعرات في الشاحنة ومع 4 كاميرات إضافية مثبتة بدلاً من المرايا التقليدية. الأمر الذي يساعد في تقديم معلومات دقيقة حول النقطة العمياء والمركبات الموجودة خلف الشاحنة. كما لها القدرة على إرسال بيانات حالة الطريق والمرور ضمن دائرة قطرها 500 متر لأي سيارة أخرى وتنقل هذه البيانات إلى قاعدة بيانات مركزية طوال الرحلة.
مميزات شاحنة المستقبل مرسيدس اكتروس 2025
من أبرز ميزات شاحنة المستقبل مرسيدس اكتروس 2025 كما ستأتي في عام 2024:
الاتصال بين مركبة ومركبة V2V
تتمكن الشاحنة من التواصل الفعال بين المركبات حيث يمكنها الانسحاب من مسرب بسبب ما تعرفه مسبقًا عن وجود حادث فيه أو سيارة معطلة وبالتالي تكون لها القدرة على التعامل مع المواقف الخاصة وتتوقف الشاحنة يمينًا قليلاً لإفساح المجال أمام سيارة طوارئ قد تقترب من الخلف، والتي يمكنها الإعلان عن وجودها واقترابها من خلال تبادل البيانات مع الشاحنة .
المزيد من الأمان من خلال أنظمة مساعدة السائق
تعمل شاحنة المستقبل 2025 على تقديم لمحة عن التطورات في تكنولوجيا المركبات التجارية في المستقبل القريب. وما هذا إلا تمهيد للمنافسة الكبيرة التي ستكون حاضرة، وما سيكون لهذه الابتكارات من تأثير على نماذج الأعمال في صناعة النقل وكذلك على الوظيفة الصعبة لسائق الشاحنة. مع وجود عوامل تدفع نحو هذه الحاجة من اهتمام مستمر وجداول زمنية ضيقة وكثافة مرورية عالية، فإن المهام اليومية خلف عجلة القيادة في منصة كبيرة تضع متطلبات شديدة على سائقي الشاحنات. ويعد الربط الذكي بين أنظمة مساعدة السائق وصولاً إلى القيادة الآلية نفسها يساهم بشكل كبير في سلامة السيارة وركابها والسيارات من حولها على الطريق..
الشاحنة قد تصبح مكتبًا لإنجاز المهام
تعكس شاحنة المستقبل 2025 تأثير التكنولوجيا الحديثة وتجعله ملموسًا. وأكثر واقعية تحديدًا على الطرق الطويلة المملة والرتيبة، ومن الأهداف التي تحققها شاحنة مرسيدس جعل تلك الرحلات الطويلة أسهل باستخدام الشاحنات ذاتية القيادة، وتمكن السائقين من أداء مهام أخرى تفيد مصلحة الشركة مثل التخطيط للرحلة القادمة ومسك الدفاتر، إذ يمكن للسائق الاعتماد على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالشاحنة، والتي تتجه بكل أمان وكفاءة نحو وجهتها بفضل أجهزة الاستشعار الخاصة وتبادل البيانات مع بيئتها من سيارات محيطة.
كانت مرسيدس بنز قد كشفت لأول مرة عن شاحنتها المستقبلية لعام 2025 في 2014، مما جعلها حديث الساعة حينها. وقد قدمت مرسيدس لمحة عن مستقبل النقل البري، مع التركيز على الابتكار في القيادة الذاتية والتكنولوجيا المتقدمة التي تهدف إلى تعزيز السلامة وتقليل الإجهاد والمشقة على السائقين خاصة في الرحلات الطويلة. وتعد شاحنة مرسيدس المستقبلية 2025 حلًا ذكيًا للتحديات المتزايدة في قطاع النقل، فهي تجمع بين الأمان والكفاءة والقدرة على القيادة الذاتية. ومع وجود نظام "Highway Pilot،" والتكنولوجيا المتطورة التي تتضمن مستشعرات ورادارات وكاميرات، تكون هذه الشاحنة قادرة على التعامل مع حركة المرور بكفاءة عالية وتوفر تجربة قيادة سلسة وآمنة.
بفضل التصميم الانسيابي والمواد الخفيفة المستخدمة في بناء الشاحنة، فضلاً عن المقصورة الفاخرة والمريحة، تقدم مرسيدس أكتروس 2025 رؤية متقدمة لمستقبل النقل البري. هذه الشاحنة ليست مجرد مركبة، بل هي مكتب متنقل يتيح للسائقين إنجاز مهامهم بكفاءة أثناء التنقل، مما يساهم في تحسين إنتاجيتهم وتخفيف العبء عنهم. لذا فهي تمثل خطوة جريئة نحو مستقبل واعد في عالم النقل، حيث تتضافر التكنولوجيا مع الراحة والأمان لتقديم تجربة فريدة لا مثيل لها على الطرقات.