يشارك منتخب إنجلترا في بطولة أمم أوروبا 2020 للمرة العاشرة في تاريخه، من أجل الظفر باللقب الأوروبي الأول له وكسر حاجز النصف نهائي، مستعينًا في ذلك بكتيبة من المواهب الشابة.
قصة المشاركات
شارك منتخب إنجلترا في بطولات اليورو 9 مرات سابقًا، حيث سجل أول ظهور له بالنسخة الثالثة للبطولة، وبالتحديد سنة 1968، وذلك بعد أن رفض الإنجليز المشاركة في الطبعة الأولى من بطولة أمم أوروبا عام 1960، وفشلهم في التأهل لدورة الثانية من البطولة عام 1964، مشاركة الأسود الثلاثة بيورو 1968 الذي أقيم بإيطاليا، حقق خلالها المنتخب الإنجليزي أفضل إنجاز له بالبطولة، بظفره بالمركز الثالث، إثر فوزه على الاتحاد السوفييتي بنتيجة 2-0، بعدما سقط في نصف النهائي أمام يوغوسلافيا بهدف دون رد.
بعد ذلك غاب الإنجليز عن نسخ عامي 1972 و 1976، قبل أن يعودوا مجدد في دورة 1980 التي استضافتها إيطاليا، وشهدت لأول مرة مشاركة 8 منتخبات، وكانت مشاركة المنتخب الإنجليزي دون المأمول وقتها، حيث ودع من دور المجموعات بانتصار وحيد على إسبانيا وهزيمة وتعادل أمام كل من إيطاليا وبلجيكا، ليتجدد غيابه عن يورو 1984، بعد فشله في التأهل، وبعودته سنة 1988، لم يتغير حاله كثيرا وحكم عليه بالمغادرة من دور المجموعات بدون انتصار ولا حتى تعادل، ليواجه المصير نفسه في الدورة اللاحقة بالسويد سنة 1992، غير أن هذه المرة تمكن بالخروج بتعادلين أمام كل من الدنمارك وفرنسا وخسارة من السويد.
اقرأ/ي أيضًا: إنجلترا بالريادة.. أعلى 5 منتخبات قيمة في يورو 2020
في يورو 1996 الذي أقيم على أرضهم، حقق خلاله الإنجليز ثاني أفضل مشاركة لهم في بطولة أوروبا، حينما نجحوا في بلوغ النصف نهائي، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من الصعود للنهائي، لولا أن لعبة الحظ حكمت عليهم بالخسارة أمام ألمانيا البطلة حينها، بركلات الترجيح إثر التعادل 1-1، بعدما أهدر مدربه الحالي جاريث ساوثجيت ركلة الترجيح السادسة، قبل أن يعود الأسود الثلاثة مجددا للانسحاب من دور المجموعات سنة 2000.
في دورة 2004 بالبرتغال، تمكنت إنجلترا من عبور دور المجموعات لتصطدم في الربع نهائي البرتغال وتودع بركلات الترجيح، في نسخة 2008 بالنمسا وسويسرا لم يستطع المنتخب الإنجليزي اللحاق بالبطولة بعد فشله في التأهل للمرة الرابعة في تاريخ المسابقة، قبل أن يعودوا للتأهل مجددا بدورة بولندا- أوكرانيا سنة 2012، لكن عروضهم لم تحد عن سابقاتها وكانت مخيبة لتطلعات الجماهير، وذلك بعجزهم عن تخطي عتبة الربع نهائي اثر خسارتهم أمام إيطاليا بركلات الترجيح، لكي لا يختلف مصيرهم كثيرا في الدورة الأخيرة 2016، التي شهدت لأول مرة مشاركة 24 منتخبا، فودع الإنجليز من الدور ثمن نهائي أمام آيسلندا.
التشكيل والمدرب
التشكيل
حراسة المرمى: دين هندرسون، جوردان بيكفورد، سام جونستون
خط الدفاع: كونور كودي، بن وايت، كايل ووكر، بن تشيلويل، جون ستونز، هاري ماجواير، تيرون مينجز، لوك شاو، كيران تريبيير، ريس جيمس
خط الوسط: جوردان هندرسون، ميسون ماونت، فيل فودين، جودي بيلنجهام، كالفين فيليبس، ديكلان رايس
خط الهجوم: دومينيك كالفيرت لوين، هاري كين، جاك جريليش، بوكايو ساكا، ماركوس راشفورد، رحيم ستيرلينج جادون سانشو
المدرب:
يقود مهمة تدريب المنتخب الإنجليزي المدرب الشاب جاريث ساوثجيت، وذلك منذ عام 2016 بعدما حل كمعوض مؤقت للمدرب سام ألاردايس وقتها، قبل أن يثبت في مكانه كمدرب أول للأسود الثلاثة، فصاحب الـ50 عاما استهل مشواره التدريبي في 2006 مع فريق ميدلزبره، قبل أن يتولى المقاليد الفنية لمنتخب شباب آنجلترا سنة 2013، وقاد ساوثجيت زملاء هاري كين لتحقيق المركز الرابع في مونديال روسيا 2018، والمركز الثالث في دوري الأمم الأوربية 2019، وإجمالا لعب المنتخب تحت امرته 52 مباراة حقق خلالها 34 فوزا و8 تعادلات و10 هزائم.
الحظوظ
يتطلع الأسود الثلاثة لنيل مرادهم هذه المرة، إذ يدخلون البطولة بحظوظ وفيرة للمراهنة الجدية على اللقب، نظرًا لما يملكونه من أسلحة وأدوات، إن كان على مستوى اللاعبين أو الخطط.
الأسلحة
عمق الرصيد البشري
يملك المنتخب الإنجليزي أحد أقوى الأجيال من اللاعبين الشباب واليافعين والمطلوبين في معظم الفرق الكبرى، والذين يلعبون في الفرق المتنافسة على الألقاب الكبرى، وتضم تشكيلة الأسود الثلاثة نجومًا واعدين مثل ماسون ماونت لاعب تشيلسي، وجودي بيلينجهام وجادون سانشو لاعبَي بوروسيا دورتموند، وفيل فودين لاعب مانشستر سيتي وباكايو ساكا لاعب أرسنال، اضافة ماركوس راشفورد مهاجم مانشستر يونايتد، وجاك جريليش لاعب أستون فيلا، ورحيم سترلينج نجم السيتي..
ويتميز المنتخب الإنجليزي بوجود لاعبين بجودة عالية في كافة المراكز، حيث يمتلك قلوب دفاع أقوياء على غرار ماغواير وجون ستونز وكودي، وكذلك يتمتع بلاعبين فنيين في وسط الملعب ككلفين فيلبس ودكلين رايس وماسون ماونت، بالإضافة لأجنحة سريعة ومهاجم فذ مثل هاري كين..
مرونة تكتيكية
من أبرز مميزات وخصائص المنتخب الإنجليزي التكتيكية هي المرونة الخططية، وذلك حسب متطلبات المنافسين، فالمدرب ساوثجيت يراوح بين هياكل وقوالب تكتيكية مختلفة، فتارة يلعب ب4-3-3، وأخرى 3-4-3 عند مجابهة منافسين يمتلكون أظهرة وأجنحة سريعة يستغلون عرض الملعب، فيكون شكلهم في مرحلة الضغط الأولى عند بناء الخصم للهجمة 5-2-3، مع غلق زوايا التمرير الأفقية والتحرك في شكل كتلة تحافظ على تلاحم خطوطها، من أجل تطويق المساحة 14 بثنائي الارتكاز، وغلق أنصاف المساحات بالخط الخماسي الخلفي.
كذلك يعتمد ساوثجيت على 4-3-3 أمام الخصوم التي تبحث عن التمرير العمودي، وتحاول الاختراق من العمق، فيكون شكل ضغطهم أقرب ل4-4-2، مع ضغط شرس على قلوب الدفاع عبر الخط الثالث، لمنعهم من ايصال الكرة للاعبين الوسط، وعند الاستحواذ يتحول شكلهم إلى 3-1-2-4، بسقوط أحد الظهرين في الغالب كايل والكر مع قلوب الدفاع، وصعود الظهير الآخر مكان الجناح مع دخول الأجنحة في أنصاف المساحات، من أجل الهجوم عبر الممرات الخمس والتغطية العكسية والوقائية من قبل ثلاثي الوسط.
شراسة هجومية وصلابة دفاعية
سجل المنتخب الإنجليزي 37 هدفًا خلال مشواره في التصفيات من أصل 8 مباريات، وبلغ متوسط أهدافه 4.6 هدفاً في المباراة الواحدة، ما يعكس شراسة وقوة هجومية، حيث لم يتفوق عليه في ذلك الا منتخب بلجيكا بـ40 هدفًا لكن من10 مباريات، بينما تلقت شباكه 6 أهداف فقط خلال الـ8 مباريات، وذلك لمتانة وصلابة منظومته الدفاعية.
اقرأ/ي أيضًا:
حادثة إيريكسن تفزع أوروبا.. وبلجيكا تستعرض قوّتها أمام روسيا في يورو 2020
بلجيكا في يورو 2020.. تاريخ أسير وحاضر ينشد المجد