11-نوفمبر-2024
سجن النقب

سجن النقب الصحراوي (الأناضول)

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين، حيث كشفت تقارير عن ظروف صعبة للغاية يعيشها المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وزادت معاناتهم وسط انتشار كبير لمرض السكايبوس "الجرب" ضمنهم.

هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني نشرا شهادات مفزعة حول أوضاع المعتقلين في سجون الاحتلال، حيث أجرت الطواقم القانونية مؤخرًا زيارات لنحو 30 معتقلًا من غزة، في سجني النقب وعوفر، وتم الكشف من خلال هذه الزيارات عن أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المعتقلون، بدءًا من الإخفاء القسري ومرورًا بالتعذيب، وصولًا إلى انتشار الأمراض.

وأظهرت الزيارات الأخيرة، والتي تمت بظروف مشددة، أن مرض "السكايبوس" أو الجرب بات يشكل كارثة صحية حقيقية داخل السجون، حيث يعاني مئات الأسرى من هذا المرض الجلدي المعدي، دون أن تقدم إدارة السجون العلاج اللازم للحد من تفشيه. حيث تتركز حالات الإصابة بشكل أساسي في سجن "النقب"، ويعاني الأسرى من الإهمال الطبي المتعمد، ما يفاقم من أوضاعهم الصحية ويجعلهم في مواجهة يومية مع الألم الجسدي والنفسي.

أوضاع إنسانية صعبة يعيشها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، بدءًا من الإخفاء القسري ومرورًا بالتعذيب، وصولًا إلى انتشار الأمراض.

 وعكست إفادات المعتقلين مستوى التّوحش الذي مارسته قوات الاحتلال بحقّهم، تحديدًا خلال عملية اعتقالهم، وفي الفترة الأولى من الاعتقال داخل المعسكرات، والتي أكّدت على جملة الجرائم الممنهجة والثّابتة التي تشكّل الأساس لكافة شهادات غزة، خاصة فيما يتعلق بأساليب التّعذيب الجسدي والنفسي، والإذلال الممنهج.

ومن بين شهادات الأسرى كانت شهادة الأسير (د.و)، والذي اعتُقل خلال مداهمة لمستشفى الشفاء في غزة بشهر آذار/مارس 2024، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب خلال احتجازه، وقضى عدة أشهر في معسكرات الاعتقال وسط ظروف غير إنسانية، فكان معصوب العينين ومقيد اليدين طوال الوقت، وتعرض للضرب المبرح الذي تسبب له بكسور في الأضلاع. ولا تزال آثار التعذيب تؤلمه، خاصة مع إصابته بمرض الجرب، ما يجعله يعاني من آلام جسدية ونفسية مضاعفة.

وتناولت شهادات الأسرى أيضًا الحرمان المتواصل من أبسط مقومات الحياة، فوفقًا لما ذكره الأسير (ل.ر)، فإن ما يزيد عن 100 من بين 145 أسيرًا في قسمه مصابون بمرض الجرب، ويعانون من الإهمال المتعمد من قبل إدارة السجن. وذكر الأسير أن سلطات السجون تتعمد سحب الأغطية والفرشات بشكل يومي، وتجميعها سويًة، وتعيدها في وقت متأخر من الليل، مما يزيد من معاناتهم في البرد القارس من جهة، ويساهم بانتشار "الجرب" بين الأسرى من جهة أخرى، كما يتعرض الأسرى للإهانة والضرب حتى خلال تنقلاتهم للعيادة أو المحكمة.

وكان من بين المعتقلين الذين تمت زيارتهم معتقل يُعاني من ضعف في السّمع، ومصاب بالسكري، وبكسور نتيجة لعمليات التّعذيب، وآلام في أنحاء جسده كافة، وقد وجّه للمحامي رسالة مؤلمة قال فيها: "لا أستطيع النوم، من البرد، والجوع، وأنا أموت كل لحظة ولا أعرف ما الذي يريدونه مني، فلم أعد أتحمل هذا العذاب".

كما وجّه المعتقلون نداءً بضرورة توفير ملابس شتوية وأغطية إضافية تقيهم من البرد القارس، إذ لا تتوفر لديهم سوى ملابس خفيفة، ومنهم من لم يغير ملابسه منذ ستة أشهر، كما طالب المعتقلون بتوفير العناية الطبية اللازمة للحد من انتشار مرض الجرب، وتحسين إجراءات النظافة للحفاظ على صحتهم.

ومنذ بداية العدوان على غزة، لا يوجد تقدير واضح لعدد المعتقلين من غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال، والمعطى الوحيد المتوفر هو ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، والذي يفيد بتواجد 1627 معتقلًا من غزة.

 وشكلت مراكز الاحتجاز والمعتقلات الإسرائيلية عنوانًا بارزًا لجرائم التّعذيب، والجرائم الطبيّة المروعة بحقّ معتقلي غزة، وأدت هذه الجرائم إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، هذا عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نُفّذت بحق آخرين، علمًا أنّ المؤسسات المختصة أعلنت فقط عن 24شهيدًا من معتقلي غزة، وهم من بين 41 معتقلًا وأسيرًا استشهدوا منذ بدء حرب الإبادة، فيما يواصل الاحتلال إخفاء بقية أسماء معتقلين استشهدوا في المعسكرات والسّجون، في وقت يستمر به الاحتلال بمنع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارتهم، كما الأسرى والمعتقلين كافة.