04-أكتوبر-2024
عاد الطبيب سادس جيلبرت إلى لبنان مع بدء إسرائيل عدوانها الشامل (GETTY)

(Getty) عاد الطبيب مادس جيلبرت إلى لبنان مع بدء إسرائيل عدوانها الشامل

يعتبر الطبيب النرويجي، مادس جيلبرت، من أبرز من وثق الجرائم الإسرائيلية في غزة، في كتابه "عيون غزة"، لكنه قبل ذلك كان في لبنان، حيث شهد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ومجازر صبرا وشاتيلا.

وبعد بدء إسرائيل عدوانها الشامل على لبنان، عاد الطبيب النرويجي بعد انقطاع دام 42 عامًا. وخرج في تسجيل مصور قائلًا: "أنا الآن في النبطية بجنوب لبنان على بعد كيلومتر ونصف من نهر الليطاني".

موضحًا ما يجري: "نفس القصة، نفس الإفلات من العقاب الذي لا ينتهي: إسرائيل تهاجم لبنان مرة أخرى وتدمره وتقتل أبناءه، بعد 42 عامًا عن غزو عام 1982، والحصار والقصف العشوائي على بيروت، والمذابح المروعة في صبرا وشاتيلا. كنت هناك. والآن أنا هنا في النبطية".

مادس جيلبرت: نفس القصة، نفس الإفلات من العقاب الذي لا ينتهي: إسرائيل تهاجم لبنان مرة أخرى وتدمره وتقتل أبناءه

وتساءل: لماذا لم يتم إيقاف إسرائيل؟"، وأضاف: "لأن لا أحد أوقف إسرائيل ولا أحد طلب أن يكون هناك حظر أسلحة على هذا المستعمر القمعي الوحشي المهاجم على الدول الأخرى.. هذه هي نتيجة 75 عامًا من التمتع بالحماية الكاملة لمشروع الاستعمار الصهيوني الإسرائيلي".

وأشار الطبيب النروجي، إلى أن القصف في لبنان "يستهدف كل شيء، الأطفال في مدارسهم، والأطباء في مستشفياتهم". معتبرًا: أن "لا شيء تغير، فقط الوجوه".

وفي تسجيل أخر، تحدث جيلبرت، عن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار التي تحلق فوق رؤوس الناس الخائفين، الذين يحاولون النوم. مشيرًا إلى أن أسلوب حرمان الناس من النوم هو أسلوب تعذيب. والتعذيب محظور. لقد مارسه الإسرائيليون لعقود من الزمن في غزة، والآن يمارسونه في لبنان. مشددًا على ضرورة معاقبة إسرائيل، من خلال العمل التضامني، ورفع الوعي والحملات المستمرة. مطالبًا بسحب الأموال النرويجية من الشركات الإسرائيلية والشركات التي تدعم الاحتلال والسياسات الاستعمارية.

يذكر أن جليلبرت تنقل بين عدة مناطق تعاني من ويلات الحروب، من لبنان إلى غزة، مرورًا بأفغانستان وكمبوديا. وقضى في العمل التطوعي بقطاع غزة فترة تجاوزت 15 عامًا. إذ عمل في مستشفى الشفاء خلال الحروب التي شهدتها غزة منذ عام 2008 إلى غاية 2014، وأجرى آلاف العمليات الجراحية، وأنقذ حياة آلاف الفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي. وكان يزور القطاع في فترة ما بين الحروب للاطمئنان على وضع الكوادر الطبية هناك. فأصبح يلقب بـ"الملاك"، وكتب اسمه على إحدى غرف مستشفى الشفاء، تكريمًا له.

قاد جيلبرت مجموعة من المشاريع في فلسطين وإيران وأفغانستان ولبنان وكمبوديا وغيرها. ويعتبر أحد مؤسسي مؤسسة "رعاية الصدمات"، ومركز "موارد ضحايا الألغام" في ترومسو، وهو عضو في العديد من الجمعيات الدولية البارزة وعمل محكمًا للعديد من المجلات العلمية.

وفي عام 2023، خرج في بث مباشر من غزة، موجّهًا رسالته للرئيس الأميركي جو بايدن، واليوم، عاد ليطرح السؤال نفسه، ولكن هذه المرة من النبطية جنوب لبنان، قائلًا: "هل تسمعون صرخات المستشفيات؟".