تعهّد زعيم الأغلبية عن الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، بتمرير مشروع قانون يهدف إلى "الحد من معاداة السامية" في الجامعات الأميركية.
يأتي ذلك في ظل تصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية في الجامعات الأميركية، والمنددة بمجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وسط مطالب بوصف هذه الاحتجاجات السلمية بأنشطة "معادية للسامية".
وبحسب موقع "أكسيوس"، فقد أعلن شومر عن تعهده بتمرير مشروع قانون يهدف إلى "الحد من معاداة السامية" في الحرم الجامعي. ويأتي مشروع القانون الذي يسعى شومر لتمريره كجزء من جهود أوسع لمواجهة ما يزعم أنه "قلقًا متزايدًا بشأن معاداة السامية"، وخاصة في الأوساط الأكاديمية.
يرى منتقدو المشروع أن تعريف معاداة السامية المقدم واسع للغاية، مما يثير مخاوف بشأن إمكانية استخدامه كأداة لفرض قيود على حرية التعبير
ومع ذلك، وبحسب "أكسيوس"، يواجه هذا التشريع انتقادات من بعض الأوساط، والتي ترى أن تعريف معاداة السامية المقدم في المشروع واسع للغاية، مما يثير مخاوف بشأن إمكانية استخدامه كأداة لفرض قيود على حرية التعبير.
وسبق أن أنفقت مجموعة "غير ربحية" نحو 5 ملايين دولار لدعم حملة تهاجم شومر نفسه، بدعوى "تقاعسه" عن تمرير مشروع قانون "الحد من معاداة السامية"، وقد أبدت هذه المجموعة، المسماة "مبادرة فلورنسا أفينيو"، استياءها من عدم تحرك شومر الفوري، على الرغم من أن مشروع القانون مرّ في مجلس النواب بأغلبية ساحقة.
وصرح شومر بأنه يعتزم ربط مشروع قانون "التوعية بمعاداة السامية" بمشروع قانون دفاعي، من المقرر تمريره بعد الانتخابات، وهي خطوة تُعتبر ضرورية، بحسب "أكسيوس"، من أجل كسب دعم أكبر لمشروعه في مجلس الشيوخ. لكن مصادر مطلعة خاصة بالموقع لا تزال تشكك في إمكانية تحقيق هذا الهدف، مشيرة إلى أن هناك انقسامات داخل الحزب الديمقراطي بشأن الموضوع.
🎥حصاد المقاطعة.. هبوط مبيعات شركات كبرى داعمة لإسرائيل. pic.twitter.com/tc5FmvYChu
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 24, 2024
ولفت "أكسيوس" إلى الأبعاد السياسية لهذا القانون، وتأثيره على الانتخابات الأميركية المقبلة، حيث استخدم مرشح مجلس الشيوخ الجمهوري في ولاية بنسلفانيا، ديف ماكورميك، تأخير مجلس الشيوخ في تمرير المشروع لمهاجمة السناتور بوب كيسي.
وأشار الموقع إلى تزايد الضغوطات على "شومر" من قبل الجماعات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، فهي تطالبه بتمرير القانون بشكل عاجل، ما يبرز التوترات المتزايدة في الأوساط السياسية والأكاديمية حول مسألة "معاداة السامية وحرية التعبير".
ووفقًا لـ"أكسيوس"، يعكس هذا الجدل التحديات الكبيرة التي تواجهها القوانين المعنية بالتمييز في سياقات معقدة كالتعليم العالي، حيث "تتداخل القضايا العرقية والدينية مع الديناميات السياسية الحالية".