تعاقد مانشستر يونايتد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ليقود الشياطين الحمر، ابتداءً من موسم 2016-2017، خلفًا للهولندي لويس فان غال، بهدف إعادة أمجاد الفريق الأحمر، بعد التعثر في السنوات الأخيرة.
انقسمت جماهير مانشتسر يونايتد حول تقييم الموسم الأول لمورينيو، بين من رأى أنه ممتاز كبداية، ومن انتقده، ومن قرر أنه من المبكر الحكم عليه
وتزامن وصول مورينيو إلى مانشستر، مع وصول بيب غوارديولا إلى فريق المدينة الآخر مانشستر سيتي. وعاد إلى الواجهة الحديث عن المواجهات المرتقبة بين المدربين صاحبي الشعبية الجارفة، والذين يلعبان بأسلوبين مختلفين تمامًا، ولكل أسلوب أتباع وأنصار. وفي الفترة نفسها، كان ليفربول يستكمل خطواته للعودة إلى طريق المجد بقيادة يورغون كلوب، فيما تشيلسي وتوتنهام يعززان مكانتيهما كمنافسين جديين على الألقاب.
اقرأ/ي أيضًا: هل سيعيد مورينيو الأمجاد لليونايتد أم سيكتفي بتصريحاته الناريّة؟
لم تكن مهمة مورينيو سهلة إذًا في مسرح الأحلام؛ فجمهور مانشستر معتاد على البطولات والألقاب، والمدرب الجديد عليه أن يحمل تركة مجد وعظمة السير أليكس فيرغسون الثقيلة على كتفيه، والمركز الأول هو طموح النادي الدائم وإدارته وجماهيره.
في السنة التدريبية الأولى، فتحت الإدارة خزائنها لمورينيو، فتعاقد الفريق مع بول بوغبا بصفقة قياسية آنذاك، كذلك اشترى الفريق إيريك بايلي، وهنريك ميختاريان، وزلاتان إبراهيموفيتش. وبالفعل استطاع الفريق تحقيق ثلاثة ألقاب في سنته الأولى، هي: كأس الرابطة والدرع الخيرية والدوري الأوروبي. واحتل الفريق آنذاك المركز السادس في بطولة الدوري الإنجليزي.
انقسمت جماهير مانشستر يوناتيد فيما بينها حول تقييم السنة الأولى للمدرب البرتغالي، فالبعض رأى أنه موسم ممتاز كبداية، ففيه ثلاث ألقاب. والبعض الآخر رأى أن المركز السادس في الدوري الإنجليزي لا يليق أبدًا بنادي مانشستر يوناتيد، خاصة بعد التعاقد مع لاعبين بمستوى عالمي، وأن الألقاب الثلاثة غير ذات أهمية، والأهم هو بطولة الدوري، ودوري الأبطال الأوروبي. أما القسم الثالث فرأى أنه من المبكر الحكم على مورينيو، وأنه ينتظر السنة القادمة لتحديد موقفه.
في الموسم الثاني لمورينيو، تعاقد النادي مع لوكاكو، وماتيتش وليندلوف، ثم مع أليكسيس سانشيز في الميركاتو الشتوي. لكن الفريق، وبالرغم من ذلك، لم ينجح في تحقيق أي لقب، بل إنه خرج من الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا بعد خسارة 2-1 أمام إشبيلية.
ولتزداد الطين بلة، خرج مورينيو بتصريح استفز به جمهور الفريق، عندما قال، إنه معتاد على إخراج مانشستر من الدور الثاني للبطولة، وتحديدًا في الأولد ترافورد، عندما هزمهم رفقة بورتو ورفقة ريال مدريد. كذلك كثرت المشادات الكلامية بين مورينيو وبعض المدربين ككلوب وفينغر، لكن أبرزها كانت مع أنطونيو كونتي، حيث بات التراشق الكلامي بينهما سمة لمؤتمراتهما الصحفية.
وإذا كانت بعض الجماهير قد وقفت في صف مورينيو في حربه هذه، فإن الغالبية استنكرت ما يقوم به مورينيو، وطالبته بالتركيز مع الفريق ومحاولة تحسين الأداء والنتائج. فيما خرجت على العلن تصريحات من لاعبين سابقين في النادي، كبول سكولز وغاري نيفيل، انتقدت أداء مورينيو الفني والتكتيكي، وكذلك طالت الانتقادات تصريحاته وعلاقته باللاعبين وما إلى ذلك.
وفي مطلع العام الحالي، كان مورينيو قد طلب التعاقد مع خمسة لاعبين جدد، ليصبح الفريق قادرًا على المنافسة على الألقاب، الأمر الذي رفضته الإدارة بشدة، حيث اعتبرت أن مورينيو يُجهز الفريق منذ عامين، وأنه من غير المنطقي أن يعود ليتحدث الآن عن عدم جاهزية الفريق للمنافسة. واحتدم الصراع خاصة مع مدير النادي إد ودوورد، وحدث الانقسام مجددًا بين الجماهير وبين نجوم النادي.
زاد التوتر داخل الفريق، فمثلًا، قدم بول بوغبا مستوى مدهشًا في المونديال، وقد بدا أنه راغب في اللعب لبرشلونة، غير أن مورينيو استطاع إقناعه بالبقاء وأغراه بشارة نائب قائد الفريق، وأعطاه حرية أكبر في الملعب. لكن الفريق خسر على أرضه أمام برايتون في الجولة الثانية، وتلقى بعدها خسارة كبيرة أمام توتنهام في الأولد ترافورد بثلاثة أهداف نظيفة.
بعد ذلك سرت إشاعات عن رغبة الشياطين الحمر بالتعاقد مع زين الدين زيدان، ثم صفق عدد من الجماهير لمورينيو بعد مباراة توتنهام، ما أعطاه حقنة مسكنة، حيث ظهر أن هناك من لا يزال يؤمن به في مانشستر، ليدافع عن نفسه في المؤتمر الصحفي.
فاز الفريق في ثلاث مباريات متتالية، آخرها كان في دوري الأبطال خارج أرضه، ولاحت بوادر انفراجة، لكن التعادل مع وولفرهامبتون 1-1 على أرضه، بعدما تقدم بالنتيجة، أعاد الشكوك مجددًا، ثم أتت الضربة القاصمة في كأس الرابطة، حيث خرج الفريق مبكرًا من البطولة، بعد الخسارة أمام ديربي كاونتي، فريق الشامبيونشيب الذي يدربه فرانك لامبارد.
طفح كيل جماهير الفريق، وبدا أن المدرب يعيش أسوأ أيامه، فالأصوات التي كانت تدافع عنه خفتت تمامًا، بل إن معظمها انقلب عليه، فيما الأصوات المطالبة بإقالة مورينيو صدحت أكثر فأكثر في كل مكان بمدينة مانشستر. وبول بوغبا الذي وافق على البقاء حتى آخر الموسم، يبدو أنه فقد صبره، وأصبح يطالب بالرحيل.
طفح كيل جماهير مانشستر يونايتد من مورينيو الذي يعيش الآن أسوأ أيامه، وقد انقلبت الأصوات التي كانت تدافع عنه، وزاد صدى الأصوات المعارضة له
إذًا، الرجل الذي يقول أنه "سبيشيال وان" لم يكن كذلك أبدًا مع مانشستر، بل إن صحفيين ومحللين ذهبوا لأبعد من ذلك بقولهم إن الرجل أفلس تكتيكيًا، وأنه انتهى منذ مدة طويلة.
اقرأ/ي أيضًا: