أعلن مانشستر يونايتد رسميًا إقالة مدرّبه أولي غونار سولشاير، وتعيين أحد مساعديه مايكل كاريك بديلًا عنه بشكل مؤقّت، ريثما يتم إيجاد بديل للمدرّب النرويجي، النادي الإنجليزي شكر سولشاير على سنواته الثلاث التي قضاها مدربًا للفريق الأوّل، في بيان رسمي صدر اليوم الأحد، وأكد أن سولشاير سيبقى أسطورة في مانشستر يونايتد، وأحد أفراد عائلة النادي.
مثّل سولشاير أحد أساطير النادي في زمنها الجميل، خلال حقبة السير أليكس فيرغسون التي ملأ خلالها النادي خزائنه بكلّ ما هو ممكن من ألقاب، سولشاير نفسه سجّل هدف الفوز في نهائي الكامب نو الشهير، حينما قلب اليونايتد تأخّره أمام بايرن بهدف، وسجّل هدفين تاريخيين في الوقت بديل الضائع، الهدف الثاني كان من نصيب سولشاير، فأصبح هدفه في نهائي التشامبيونز ليغ موسم 1999 كفيلًا بحفظ مكان أزلي له في قلوب أنصار الشياطين الحمر.
بعد رحيل فيرغسون عن مانشستر يونايتد في صيف 2013، كان على إدارة اليونايتد إيجاد البديل، فدخلت نفقًا مظلمًا لم تخرج منه حتّى الآن، لم يكمل ديفيد مويس موسمه الأول إلى أن تمّت إقالته، فحلّ محلّه الهولندي لويس فان خال لموسمين متتاليين، حيث انتهت تلك التجربة بالفشل الذريع بالنسبة للطرفين، فلم يحقّق الفريق الحدّ الأدنى من الألقاب التي اعتاد عليها في حقبة فيرغسون، وأعلن المدرّب الهولندي المخضرم اعتزاله التدريب نهائيّاً عقب هذه الكارثة، لكنّه عدل عن قراره قبل أسابيع، حينما تولّى قيادة المنتخب الهولندي.
اقرأ/ي أيضًا: إقالة مورينيو.. هذا ما جناه "السبيشال ون" على نفسه!
أراد النادي صاحب الرقم القياسي بعدد مرّات الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أن يجلب شخصاً تمرّس على حصد الألقاب المحلّية والأوروبيّة، ووجد ضالّته في مورينيو صاحب الإنجازات القارّية مع إنتر ميلان الإيطالي وبورتو البرتغالي، وصاحب البطولات الثلاث في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي.
افتتح مورينيو ألقابه مع اليونايتد بإحراز كأس الدرع الخيرية على حساب ليستر سيتي، وهنا استبشرت جماهير اليونايتد خيراً، سيعود النادي لمكانه الطبيعي ، وعلى الرغم من فشل الفريق في المنافسة على الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2016/2017، إلا أن الفريق حاز على لقب الدوري الأوروبي لأوّل مرّة في تاريخه، كذلك نال كأس رابطة المحترفين، ولكن مورينيو خرج خالي الوفاض من موسمه الثاني 2017/2018 دون إحراز أي لقب، ومع انتصاف الموسم التالي تمّت إقالة مورينيو بسبب سوء النتائج، الفريق كان يحتل المركز السادس بفارق 19 نقطة عن ليفربول المتصدّر، أتت الإقالة في تاريخ 18 كانون الأوّل/ديسمبر 2018، وتمّ تعيين سولشاير بديلًا عنه بشكل مؤقّت في اليوم التالي.
نتائج المدرّب النرويجي المؤقّت كانت مذهلة للغاية، ومع مرور الوقت أصبح تثبيته في منصبه كمدرّب دائم مطلبًا جماهيريًا، كذلك فتحت الإدارة خزائنها أمام سولشاير ولم تبخل عليه بصفقات اللاعبين، لكنّ ذلك لم يؤت ثماره في المواسم التالية، سولشاير لم يتوّج بأي لقب مع الشياطين الحمر، بلغ نصف نهائي كأس الرابطة مرّتين، ونصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ونصف نهائي الدوري الأوروبي، ثمّ نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي، والذي خسره أمام فياريال بركلات الترجيح.
على صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز أنهى سولشاير النصف الثاني من موسمه الأوّل في المركز السادس، وأحرز المركز الثالث في موسمه التالي، وفي الموسم الماضي نال المركز الثاني، وهو ما جعل الجماهير تطالبه بالمركز الأوّل هذا الموسم، هو يملك تشكيلة رائعة من اللاعبين، يقودهم نجم متمرّس اسمه كريستيانو رونالدو، فانصبّت الترشيحات من المنافسين قبل المناصرين، مانشستر يونايتد هو المرشّح الأبرز لنيل لقب البريميرليغ لهذا الموسم، أو هكذا ظنّ الكثيرون.
بداية اليونايتد في الدوري كانت جيّدة نسبيًا هذا الموسم، أربع انتصارات وتعادل في الجولات الخمس الأولى، لكنّ مسلسل الهزائم بدأ مع مواجهة أستون فيلا في الجولة السادسة، حينما انتصر الفيلاز على اليونايتد في عقر دارهم، اللقاء التالي كان في الأولد ترافورد أيضًا، لكنّه تعثّر بالتعادل أمام إيفرتون، هزيمة بعد ذلك أمام ليستر سيتي بأربعة أهداف لاثنين، اليونايتد أصبح في خطر، وبات بعيدًا عن المنافسة على الدوري الإنجليزي، وثمّة أصوات تتعالى، تنادي بإقالة المدرّب النرويجي، لما يملكه من نجوم لم ينجح في إيجاد بعض من الانسجام بينهم، وصفقات خياليّة لم يستغلّ وجودها في تشكيلته، أمثال سانشو وفان دي بيك.
كانت مواجهة ليفربول في الأولد ترافورد فرصة مثاليّة لسولشاير من أجل مصالحة جماهيره، لكنّ مشجّعي ليفربول أنفسهم لم يتوقّعوا ما حدث، ليفربول أهان اليونايتد في عقر داره بخمسة أهداف كاملة مع الرأفة، جاء أربعة منها في شوط واحد فقط، هنا ظنّ الكثيرون أن سولشاير لن يكمل مع الفريق، لكنّ الإدارة منحته بغرابة فرصة جديدة.
بعد خماسيّة ليفربول، أصبح سولشاير يسير على جسر مهترئ معلّق فوق واد عميق، رياح النتائج ستودي به بالتأكيد، وتسقطه عن منصبه، استعاد بعضًا من صلابته إثر الفوز على توتنهام بثلاثيّة، ولكنّه تعرّض لهزيمة بالأداء والنتيجة أمام مانشستر سيتي في ديربي المدينة، ورغم ذلك لم تزيحه الإدارة عن منصبه، مع أن تلك الفترة كانت مناسبة للإقالة بسبب التوقّف الدولي الذي دام قرابة 14 يومًا، وهي فرصة لمنح المدرّب الجديد الوقت للتحضير مع فريقه.
اقرأ/ي أيضًا: سولشاير يقترب من التمديد مع اليونايتد.. قائمة المدرّبين الأعلى أجرًا في العالم
لكنّ إصرار إدارة اليونايتد على إبقاء سولشاير دفعت ثمنه أمس السبت، هزيمة مدوّية أمام واتفورد أحد متذيّلي ترتيب البريميرليغ، هي الأقسى أمام فريق صاعد من الدرجة الأولى، الخسارة كانت بالأداء والنتيجة، ولولا تواجد الحارس لفاقت النتيجة فارق الأهداف الذي حدث، واللافت في هذه المباراة كان تسجيل اليونايتد لهدف وحيد من إمضاء فان دي بيك، والذي حرمه سولشاير من التواجد أساسيًا، وساهم بما يشبه التدمير لمسيرته الكروية، لكنّ الهولندي كان الأفضل في عناصر اليونايتد أمام واتفورد، وهو ما أكّد سوء خيارات سولشاير فيما يخصّ الاستفادة من ترسانة النجوم التي يملكها.
قرار الإقالة نشره مانشستر يونايتد بشكل رسمي اليوم الأحد، في بيان يظهر مدى احترام النادي لمدرّبه السابق سولشاير، فلم يذكر كلمة إقالة بالأصل، بل ذكر أن سولشاير ترك منصبه كمدير فنّي، مؤكّدًا أن النرويجي "سيظل دائمًا أسطورة في مانشستر يونايتد"، وأضاف البيان أن النادي يشكر سولشاير على ما قدّمه، "خالص شكرنا لسولشاير على جهوده الدؤوبة كمدير وأطيب تمنياتنا للمستقبل، سيظل مكانه في تاريخ النادي آمنًا دائمًا ، ليس فقط لقصته كلاعب ، ولكن كرجل عظيم ومدير قدم لنا العديد من اللحظات الرائعة، سيتم الترحيب به إلى الأبد في أولد ترافورد كجزء من عائلة مانشستر يونايتد"، وأكّدت إدارة اليونايتد في بيانها أن أحد مساعدي سولشاير مايكل كاريك نجم اليونايتد السابق، سيستلم إدارة المباريات القادمة للنادي، ريثما يتم العثور على مدرّب مؤقّت.
اقرأ/ي أيضًا:
ليفربول يكتسح آرسنال برباعيّة.. وفضيحة جديدة جعلت سولشاير ينتظر قرار الإقالة
صلاح يتسبّب بفضيحة كرويّة.. ليفربول يهين اليونايتد في عقر داره بخمسة أهداف