حلق أكثر من 30 طالبًا جامعيًا من كوريا الجنوبية رؤوسهم أمام السفارة اليابانية في سيئول احتجاجًا على قرار اليابان ضخ المياه من محطة فوكوشيما النووية المعطلة في البحر، وسط هتافات منددة بقرار اليابان، كما رفعوا اللافتات للتعبير عن سخطهم من الإجراء الياباني الذي لم يأخذ في الاعتبار المخاطر الممكنة لهكذا عملية. ولف المتظاهرون أجسادهم بأغطية طبع عليها رسائل تدين الخطة اليابانية وتطالب بالتخلي عنها. ونصت إحدى اللافتات على عبارة "يجب على الحكومة اليابانية أن تلغي على الفور خطة ضخ المياه الملوثة إلى البحر"، حسب ما أظهرت الصور التي نشرتها وكالة رويترز في تقريرها بهذا الخصوص، ونقل الخبر عبر عدة وكالات أنباء ومواقع إخبارية.
يعد حلق الرأس بمثابة أكثر أشكال الاحتجاج شيوعًا في كوريا الجنوبية على مدار العقود القليلة الماضية
وعلى الرغم من وجود حظر تجول على التجمعات التي يزيد عدد أفرادها عن 10 أشخاص، إلا أن الشرطة الكورية لم تمنع التجمع بشكل مطلق وتساهلت مع المحتجين واكتفت بمحاولات لتفريق الحشود. وكانت الحكومة اليابانية قد صرحت الأسبوع الماضي بأنها ستضخ إلى البحر أكثر من مليون طن من المياه المعالجة الملوثة من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية على مراحل، تبدأ في غضون عامين تقريبًا، فيما تستغرق عمليات التفريغ أكثر من 30 عامًا. وعلى الرغم من مخاوف الدول المجاورة، علقت اليابان مرارًا بأنه لن يكون هناك تأثيرات سلبية على البيئة أو على صحة الإنسان، وكانت الحكومة اليابانية قد أقرت خطة الضخ قائلة أن العملية آمنة لأن المياه تمت معالجتها لإزالة جميع العناصر المشعة تقريبًا وسيتم العمل على تخفيف الرواسب المضرة فيها.
اقرأ/ي أيضًا: اليونسكو: 100 مليون طفل لن يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة بسبب الجائحة
فيما انتقدت سيئول القرار الياباني بشدة، حيث استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية السفير الياباني، بينما أمر الرئيس الكوري، مون جاي-إن، المسؤولين بالبحث في إمكانية تقديم التماس إلى محكمة دولية. وأعربت كوريا الجنوبية عن "أسفها الشديد" ووصفت القرار بأنه "إجراء أحادي الجانب تم اتخاذه دون تشاور وفهم كافيين". أما وزارة الخارجية الصينية، فقالت أن المحيط "ملكية مشتركة للبشرية، وهذا النهج غير مسؤول للغاية وسيضر بشكل خطير بالصحة والسلامة العامة الدولية والمصالح الحيوية لشعوب البلدان المجاورة".
كما قال وزير خارجية كوريا الجنوبية، تشونغ إيوي يونغ، أمام برلمان بلاده، بعدم وجود سبب كاف لديهم لمعارضة خطة اليابان لضخ المياه المشعة من محطة فوكوشيما دايتشي المحطمة في البحر، في حال التزمت الخطة بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بالتخلص من مواد الصرف الصحي النووية. وأشار تشونغ أيضًا إلى أن "اليابان يجب أن تفي بثلاثة شروط، أولها تبدأ بتقديم أدلة علمية كافية ومعلومات محققة حول طبيعة الإجراءات المتبعة، وكذلك إجراء مشاورات كافية مسبقًا مع الدول المجاورة المعنية، وضمان مشاركة كوريا الجنوبية في عملية التحقق من سلامة تطبيق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف وزير الخارجية أنه "بدلًا من معارضة الخطة بشكل صريح، فإن سيئول تطلب بلا هوادة وباستمرار من اليابان قبول هذه المطالب الثلاثة، لأن ذلك من شأنه التأكد من وضع أولويتنا القصوى في حماية صحة وسلامة شعبنا" بحسب ما أفاد تقرير نشرته صحيفة ذا سترايتس تايمز.
من جهته قال أحد السياسيين اليابانيين، ويدعى يوشيهيديا سوغا، أن "هذه مسألة لا مفر منها، ولا يمكن تأجيلها إلى الأبد" وتعهد بالشفافية في هذه العملية، وأضاف "نحن نأخذ الأمر على محمل الجد لأن الكثيرين قلقون، وخاصة بسبب الضرر الناجم عن الشائعات والأكاذيب. وستعمل الحكومة اليابانية بأكملها على تبديد هذه المخاوف وتقديم تفسيرات صادقة". وجاءت تصريحاته بعد معارضة شديدة للخطة من الصيادين المحليين اليابانيين الذين يخشون الإضرار بسمعة المنتجات البحرية وبأعمالهم المرتبطة بالصيد البحري.
وتجدر الإشارة إلى أن حلق الرأس يعد بمثابة أكثر أشكال الاحتجاج شيوعًا في كوريا الجنوبية على مدار العقود القليلة الماضية. فممارسة حلق شعر الرأس ليس حركة غريبة أو مستجدة عند النشطاء في كوريا الجنوبية، ففي عام 2016، حلق مئات من الكوريين الجنوبيين رؤوسهم احتجاجًا على قرار الحكومة بنشر نظام صواريخ ثاد الأمريكي في البلاد. وبعد ذلك بعامين، حلقت مجموعة من النساء رؤوسهن خلال تظاهرة حاشدة احتجاجًا على التمييز بين النساء والرجال.
اقرأ/ي أيضًا:
نقاشات بريطانية محتدمة حول الاعتداءات والعنف الجنسي في المدارس
أسلوب قتل جورج فلويد يسلط الضوء على "التقييد الجسدي" لطلاب المدارس الأمريكية