08-أكتوبر-2024
الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين

الآلاف يشاركون في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين (رويترز)

شهدت عواصم الدول الغربية، بالإضافة إلى عدد من الولايات الأميركية مظاهرات حاشدة غير مسبوقة تضامنًا مع الفلسطينيين الذين يواجهون حرب إبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما انضمت الجامعات إلى حملة التضامن العالمية، ونظم الطلاب اعتصامات استمرت لأيام في حرم الجامعات، تخلل بعضها تدخل قوات الشرطة لفض الاعتصامات.

وكان جيش الاحتلال قد بدأ بشن حرب الإبادة الجماعية في غزة، قبل أن تمتد إلى أراضي الضفة الغربية المحتلة على إثر تنفيذ حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالاشتراك مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عملية "طوفان الأقصى" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل عام بالكامل، ما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، فضلًا عن اعتقال آلاف الفلسطينيين.

الاحتجاجات تعم العواصم الغربية

نظم مئات الآلاف من الأشخاص في العديد من الدول الغربية، خاصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وألمانيا، وبلجيكا، والنمسا وإيطاليا، احتجاجات لعدة أشهر ضد استهداف جيش الاحتلال المدنيين دون تمييز.

نظم مئات الآلاف من الأشخاص في العديد من الدول الغربية، والولايات المتحدة، احتجاجات لعدة أشهر ضد استهداف جيش الاحتلال المدنيين دون تمييز في غزة

وطالب المتظاهرون في الاحتجاجات بوقف هجمات الاحتلال الإسرائيلي، وعدم استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المنطقة، كما دعوا حكوماتهم والمجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الصدد، كما امتدت التظاهرات التي شهدتها عواصم دول غربية إلى مدن كبرى أخرى رغم كل الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومات.

احتجاجات عالمية

ومع تصعيد جيش الاحتلال للعنف وعدوانه المتوصل على غزة منذ عام، بدأت التظاهرات تتخذ هوية تحرك عالمي، وكثف المتظاهرون من دعواتهم لمقاطعة عالمية ضد "إسرائيل" والشركات الإسرائيلية ومنتجاتها، وواصلوا مبادراتهم المدنية من أجل الضغط لوقف هجمات جيش الاحتلال، وإنهاء بيع الأسلحة والذخائر لـ"إسرائيل" وتحقيق وقف إطلاق النار في غزة،.

وفي التظاهرات التي عمت أنحاء العالم، نقل المتظاهرون احتجاجاتهم إلى المباني العامة ومباني المنظمات الدولية، فيما رافقهم طلاب الجامعات بمظاهرات واعتصامات في حرم الجامعات الغربية، والولايات المتحدة.

ومع تزايد ردود الفعل على العدوان الإسرائيلي، التي ظلت حكومات غربية صامتة تجاهها، وقعت حوادث عنف بين الحين والآخر نتيجة المواجهات بين المتظاهرين والشرطة، فيما أثار الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" ردود فعل كبيرة على صعيد الرأي العام الدولي، حيث خرج أميركيون إلى الشوارع في جميع المدن تقريبًا، وخاصة نيويورك وواشنطن.

ونظم المتظاهرون احتجاجات واسعة النطاق استهدفت سياسات الرئيس الأميركي، جو بايدن، ولاحقًا المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، الداعمة لـ"إسرائيل"، وتحول محيط البيت الأبيض ومبنى الكونغرس، وكذلك الساحات الرئيسية في البلاد، إلى نقاط تجميع للاحتجاجات.

وأسفرت الاحتجاجات التي نظمت في عديد المقاطعات الكندية إلى إعلان وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، تعليق كندا 30 تصريحًا لبيع أسلحة لـ"إسرائيل"، فضلًا عن إلغاء عقد مع شركة أميركية لبيع ذخيرة كندية الصنع إلى "إسرائيل".

وكان موقف الحكومات في أوروبا المتمثل في تجاهل العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين بشكل رئيسي في غزة، أو المؤيدة لـ"إسرائيل"، سببًا في خروج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في مختلف أنحاء القارة العجوز.

وعلى خلاف عديد الحكومات الأوروبية، شهدت العواصم احتجاجات ضخمة جددوا فيها الدعوات لوقف إطلاق النار وحماية أرواح المدنيين وذلك عبر تنظيم مظاهرات حاشدة، تحول بعضها إلى اشتباكات مع قوات الشرطة التي حاولوا تفريق المحتجين، وفي بعض الأحيان كان يتخللها اعتقالات في صفوف المحتجين السلميين.

اعتصامات الجامعات

كما كان للجامعات في الدول الأوروبية، بما في ذلك جامعات "كامبريدج، أوكسفورد، السوربون، برلين الحرة، كوبنهاغن، أوسلو وبيرغين"، بالإضافة إلى جامعات "تكساس، ييل، كولومبيا، ووساوثرن كاليفورنيا، نيويورك" في الولايات المتحدة، على سبيل المثال لا الحصر، دور في هذه الاحتجاجات بتحوليهم محيط وحرم الجامعات إلى نقاط رئيسية لتنظيم الاعتصامات المؤيدة للفلسطينيين.

وشهدت الاعتصامات التي نظمت في بعض الجماعات، كما الحال مع جامعة "كولومبيا" أو "جامعة برلين الحرة"، و"السوربون"، تدخل قوات الشرطة لفضها بالقوة، تخللها اعتقال مئات الطلاب الذين اصطدموا مع قوات الشرطة في محاولة للحفاظ على اعتصامهم السلمي.

ودعا الطلاب المتظاهرون إدارات الجامعات لإدانة أعمال العنف التي يمارسها جيش الاحتلال في الأراضي المحتلة، والدعوة إلى وقف إطلاق النار، فضلًا عن مطالبتهم بعدم حصول الشركات الإسرائيلية على خدمات من الجامعات، وقطع العلاقات معها، رغم محاولة إدارات الجامعات قمع المظاهرات الطلابية بإجراءات أمنية.

ومع انتشار الاحتجاجات الطلابية في مختلف أنحاء العالم، اندلعت حوادث نتيجة محاولات بعض إدارات الجامعات حل الأحداث بالإجراءات الأمنية، وتوقيف عدد كبير من المحتجين من قبل الشرطة وإطلاق الغاز المسيل للدموع في حرم بعض الجامعات.

وبعد فترة، اتخذت إدارات بعض الجامعات الغربية، خطوات بناءة لتلبية مطالب الطلاب، وأعلنت إلغاء تعاونها مع شركات ومؤسسات مرتبطة بـ"إسرائيل"، وأن الطلاب سيكونون هم المحددين لتعاونات جديدة، كما الحال مع جامعة "غنت" في بلجيكا، كلية ترينيتي الجامعية في أيرلندا، بالإضافة إلى 50 جامعة خاصة و26 جامعة حكومية في إسبانيا، على سبيل المثال لا الحصر.