14-أغسطس-2024
أثرت الفيضانات على أكثر من 73 ألف سوداني (المنظمة الدولية للهجرة)

أثرت الفيضانات على أكثر من 73 ألف سوداني (المنظمة الدولية للهجرة)

يشهد السودان موجه فيضانات كبيرة أدت إلى وفاة العشرات من السودانيين، وهو ما فاقم الأوضاع في البلاد التي تمزقها الحرب المستمرة منذ قرابة 16 شهرًا، وأدت إلى موجة نزوح هي الأكبر في العالم وأوقعت نصف السكان في دائرة الجوع.

فقد أعلنت وزارة الداخلية السودانية، أمس الثلاثاء، أن 68 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم جراء فيضانات مفاجئة وغير معتادة ضربت عدد من الولايات في شمال البلاد.

فقد شهدت مناطق واسعة من السودان هطول أمطار وفيضانات هي الأكبر منذ سنوات طويلة، وغمرت مياه السيول الجارفة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في عدد من الولايات.

أفادت وزارة الداخلية السودانية بأن الفيضانات المفاجئة وغير المعتادة التي اجتاحت عدة ولايات شمالية أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 68 شخصًا

وطبقًا لهيئة الأرصاد الجوية السودانية، فإن معدلات الأمطار والسيول فوق المعدلات الطبيعية ومصحوبة بأتربة وعواصف رعدية.

وتوقعت الهيئة هطول مزيد من الأمطار خلال الفترة المقبلة، وحذرت من إمكانية حدوث فيضانات كبيرة في النيل الأزرق ونهر القاش بعد هطول أمطار غزيرة على الهضبة الاثيوبية.

وبحسب ما أفاد به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فقد تأثر جراء السيول والفيضانات أكثر من 73 ألف سوداني، من بينهم أكثر من 21 ألف اضطروا للنزوح، فيما فقد 14300 شخص منازلهم.

وحذّرت المنظمات الإنسانية من أن موسم الأمطار قد يتسبب بعزل مناطق بكاملها، ما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة. وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو: "الأمطار الموسمية التي هطلت خلال الأسبوعين الماضيين أثرت على أكثر من 11 ألف شخص، بمن فيهم اللاجئون الذين تستضيفهم البلاد والمجتمعات المحلية في ولاية كسلا في شرق البلاد. ويشمل ذلك العديد من العائلات التي وصلت مؤخرًا بعد فرارها من العنف في ولاية سنار".

وأضافت: "بعض الأشخاص نزحوا ثلاث أو أربع مرات منذ بدء النزاع. فقدوا مقتنياتهم وليست لديهم وجبات طعام، ويواجهون تحديات كبيرة للوصول إلى مياه نظيفة ومرافق صحية، ما يزيد من خطر انتشار أمراض تنتقل عبر المياه".

وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة السودانية، أمس الثلاثاء، أن 17 شخصًا توفوا جراء الإصابة بالكوليرا من جملة 268 حالة إصابة بالمرض خلال الأسابيع الماضية. 

وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها الوزارة عن حالات إصابة بالمرض خلال العام الجاري. 

وأوضح تقرير صادر عن غرفة الطوارئ التابعة للوزارة أن الوفيات وقعت في ولايات كسلا شرقي السودان، والجزيرة في وسطها، والخرطوم العاصمة. كما كشفت عن أن الحالات المصابة بالتهاب العيون وصلت إلى أكثر من 2600 حالة في 9 ولايات، وأن ولاية النيل الأبيض جنوبًا هي أكثر الولايات تأثرًا، ثم الشمالية وشمال كردفان، مؤكدة أن معظم حالات التهاب العيون هي بين النازحين.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن المجاعة والفيضانات تدفع السودان إلى نقطة الانهيار، مع توقع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها جراء الأزمات المتعددة. 

وأشارت المنظمة إلى أن المجاعة والفيضانات أضيفت إلى قائمة التحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص في البلاد التي مزقتها الحرب، في ظل أكبر أزمة نزوح في العالم.

وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، عثمان بلبيسي: "هذه الظروف ستستمر وتزداد سوءًا إذا استمر الصراع والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية".

وأضاف: "بدون استجابة عالمية فورية واسعة النطاق ومنسقة، فإننا نخاطر بأن نكون شاهدين على عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها في الأشهر المقبلة. نحن عند نقطة الانهيار، نقطة انهيار كارثية".

وأشار إلى أن الأرقام الأخيرة أظهرت أنّ هناك أكثر من 10.7 مليون نازح داخليًا في السودان، وقد نزح العديد منهم عدة مرات. وفي الوقت نفسه، فر 2.3 مليون شخص عبر الحدود إلى الدول المجاورة.

ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فقد أدت الفيضانات إلى تشريد أكثر من 20 ألف شخص منذ حزيران/يونيو في 11 من 18 ولاية في السودان، مشيرة في الوقت نفسه إلى تدمير البنية التحتية بفعل هذه الفيضانات، مما أدى إلى تعطيل وصول الإمدادات الحيوية.

ومؤخرًا تزايدت الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال المستمر في البلاد.