قال رئيس الرابطة السورية في اليونان، أنور بكري، إن جميع النساء اللواتي كن على متن القارب الذي يحمل المهاجرين، والذي غرق يوم الأربعاء، قبالة السواحل اليونانية، فارقن الحياة غرقًا.
قال أنور بكري إنه "وفقًا للمعلومات التي وصلت لي، لم تبقَ أي امرأة على قيد الحياة. جميع النساء متن غرقن وهن يحتضنّ أطفالهن"
وأضاف بكري لـ"رويترز": أنه "وفقًا للمعلومات التي وصلت لي، لم تبقَ أي امرأة على قيد الحياة. جميع النساء متن غرقن وهن يحتضنّ أطفالهن".
وتابع بكري، بالقول إنه تلقى عددًا كبيرًا من الصور لأشخاص بعضهم من الأطفال من عشرات العائلات التي لا زالت تبحث عن أبنائها وأن الوضع كارثي، "إنها مأساة ولا أدري ما العمل"، وفق وصفه.
كما انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي عشرات الصور لمفقودين لا تزال عائلتهم تبحث عن أي معلومات عنهم في ظل تضاؤل فرص العثور على المزيد من الناجين مع دخول اليوم الثالث على الكارثة.
المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، قال إن الكارثة أسفرت عن مقتل 78 شخصًا حتى الآن، في حين اعتبر حوالي 500 شخص آخرين، بينهم نساء وأطفال، في عداد المفقودين.
ووفقًا لشهود عيان، فإن القارب الصغير كان يقل ما بين 400 إلى 750 شخصًا، وكان يبحر على بعد 80 كيلومترًا قبالة سواحل اليونان، وقد قالت السلطات اليونانية إنها تمكنت من إنقاذ أكثر من 100 شخص ممن كانوا على المركب ونقلوا إلى ميناء كالاماتا.
ومعظم ركاب القارب يحملون الجنسيات السورية والمصرية، بالإضافة إلى فلسطينيين وباكستانيين وأفغان، ووفقًا لشهادات بعض الناجين فإن سفينة عسكرية يونانية تسببت في قلب القارب عندما حاولت قطره.
دعوات للمحاسبة
قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ماثيو سالتمارس، إنه لا بد من التحقيق باحتمالية حدوث إهمال في الكارثة، وأضاف أنه يشعر "بالقلق من الأنباء الواردة، ولكننا لا نملك حاليًا معلومات مؤكدة، لذلك من المهم أن يكشف التحقيق عن الحقائق".
من ناحيتها، قالت وزارة الخارجية المصرية يوم الجمعة، في أول تعليق لها بعد وقوع الكارثة، إنها تتابع مع اليونان "عمليات البحث عن المفقودين وانتشال جثامين الضحايا، للتأكد من هوية وأعداد الضحايا من المصريين".
وأكدت الخارجية المصرية أن "المركب كان قد انطلق من أمام السواحل الليبية صوب أوروبا، وعلى متنه المئات من ’المهاجرين غير الشرعيين’ من جنسيات مختلفة، من بينهم مصريون".
ودانت الخارجية المصرية "استمرار قيام العصابات المنظِّمة لجرائم الهجرة ’غير الشرعية’ باستغلال حاجة البعض ممن يبحثون عن فرص أفضل للحياة والعمل"، مؤكدةً أنها "اضطلعت بإجراءات حاسمة على مدار السنوات الماضية، لوضع قوانين رادعة لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية"، كما أكدت على ضرورة "اتخاذ إجراءات لضبط الحدود، تمنع خروج مهاجرين غير شرعيين عبر السواحل المصرية".
من جانبها، كانت الشرطة اليونانية قد أوقفت تسعة أشخاص يحملون الجنسية المصرية، تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 عامًا يشتبه في تورطهم بعملية تهريب المهاجرين ووجهت إليهم تهمة الاتجار بالبشر.
وزعم حرس الحدود اليوناني، يوم الأربعاء، أن طائرة تابعة لمنظمة فرونتكس الأوروبية المعنية بحراسة الحدود، رصدت القارب يوم الثلاثاء، إلا أن من عليه رفضوا الحصول على المساعدة.
وبعد ذلك، صرح حرس الحدود اليوناني أن أيًّا ممن كانوا على القارب لم يكونوا يرتدون سترات نجاة كما لم يكشفوا عن جنسياتهم، وأضاف أن المهالجرين كانوا يسعون للوصول إلى إيطاليا، لا اليونان.
وفي الشهر الماضي، تعرضت اليونان لانتقادات دولية حادة بعد انتشار مقطع فيديو يظهر عمليات إبعاد قسري لمراكب تحمل مهاجرين، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي للمطالبة بفتح تحقيق في ما حدث.
في الشهر الماضي، تعرضت اليونان لانتقادات دولية حادة بعد انتشار مقطع فيديو يظهر عمليات إبعاد قسري لمراكب تحمل مهاجرين، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي للمطالبة بفتح تحقيق في ما حدث
ومنذ بداية العام الجاري، غرق 44 مهاجرًا في مياه البحر الأبيض المتوسط أثناء توجههم إلى أوروبا هربًا من مناطق النزاع والاضطرابات في إفريقيا والشرق الأوسط، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، في حين قضى 372 مهاجرًا غرقًا العام الماضي، ويدور الحديث عن أن كارثة غرق المركب الأخير هي الأسوأ خلال العام الحالي.