توّج ليل ببطولة الدوري الفرنسي للمرّة الرابعة في تاريخه، والأولى منذ عشرة أعوام، بعدما أنهى المسابقة في المركز الأوّل، متفوّقًا على حامل اللقب باريس سان جيرمان بفارق نقطة واحدة، بذلك أنهى ليل سطوة نادي العاصمة الفرنسية على البطولة في ثلاثة مواسم متتالية.
اشتعلت المنافسة في الدوري الفرنسي هذا الموسم حتى الرمق الأخير، دخلت ثلاثة فرق الجولة الأخيرة وهي تملك حظوظها في إحراز البطولة، وكان هنالك فريقًا رابعًا لكنّ الجولة قبل الأخيرة أقصته من المنافسة، وهو أمر لم يحدث في القرن الحالي بالمسابقة الفرنسية، والتي اشتهرت في السنوات الماضية بحسم هوية بطلها قبل بدايتها، كان باريس سان جيرمان سيّدًا عليها في ثمان مناسبات من آخر تسعة مواسم، لكنّ الحالة الآن اختلفت بشكل كبير، فبات "الليغ آن" من أكثر البطولات الأوروبية إثارة فيما يخصّ التنافسيّة الشديدة.
التنافس احتدم في الجولة الأخيرة بين ثلاثي المقدّمة، نادي ليل يتصدّر الدوري برصيد 80 نقطة، يليه باريس سان جيرمان بفارق نقطة واحدة، ثمّ يأتي موناكو الذي ملك 77 نقطة، كانت حسابات البطولة واضحة بالنسبة للمتصدّر، عليه الفوز دون النظر إلى نتائج خصومه كي ينال اللقب، فيما توجّب على باريس سان جيرمان الفوز مقابل تعثّر ليل، وفيما لو تعادل نادي العاصمة مع خسارة ليل، سيكون اللقب من نصيب رفاق نيمار، لأنّهم يتفوّقون على الجميع بفارق الأهداف، بين هذا وذاك، انتظر موناكو معجزة حقيقيّة تتمثّل بهزيمة ليل وباريس، مقابل تحقيقه الانتصار بفارق كبير من الأهداف، كي يحقّق مراده وينال اللقب.
قبل ثلاثة مواسم فقط، كان مدرّب ليل الحالي كريستوف غالتيير قريبًا للغاية من دخول نفق مظلم في مسيرته التدريبية، نقطة واحدة فقط أنقذت فريقه من الهبوط لدوري الدرجة الثانية، فعلت أصوات من جماهير ليل نادت بإقالة غالتيير من منصبه، لكنّ ذلك لم يحدث، مرّت الأيام والأشهر، وفي الموسم التالي أصبح وصيفًا للبطل الذي لا يقهر باريس سان جيرمان.
في الموسم الحالي استغلّت أندية ليون وموناكو وليل تخبّط باريس سان جيرمان محلّيًا، حيث تأثر الفريق بكثير من الإصابات والغيابات في صفوفه، بسبب فيروس كورونا وضغط المباريات إثر المنافسة على مسابقة دوري الأبطال، ففي كلّ تعثّر من باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي كان الجميع تقريبًا يظنّ أن نيمار ورفاقه سيعودون لمكانهم الطبيعي، وتتويجهم بالدوري يمثّل مسألة وقت لا أكثر، لكن قليلًا من الفرق آمنت بحظوظها، وأرادت استغلال هذه العثرات، الفرق هذه هي موناكو وليون وليل، الأخير بقي حتّى النهاية، وفاز بالسباق رغم قوّة باريس سان جيرمان، النادي العاصمي هو الأقوى، والأغنى، والأسرع، لكنّ الأرنب كان أسرع وأقوى من السلحفاة أيضًا، وجميعنا يعلم من فاز أخيرًا في السباق.
واجه ليل في الجولة الختاميّة فريق آنجيه، الأخير لا يملك طموحات أوروبية ينافس من أجلها، أو مخاوف من الهبوط يتوجّس منها، هدفه الوحيد من هذا اللقاء هو تحديد بطل دوري الفرنسي بأقدام لاعبيه، فيما كان على باريس سان جيرمان أن يواجه فريقًا يقاتل للهروب من شبح الهبوط، نادي ستاد بريست يبتعد بفارق نقطة واحدة فقط عن المركز المودي إلى ملحق الهبوط، فيما كان على موناكو الانتصار على لانس الذي يملك طموحات أوروبية، مقابل هزيمة صاحبي المركزين الأوّل والثاني.
لم يسمح ليل لمضيفه آنجيه بحرمانه من قطف حصاد الموسم، سجّل هدفًا مبكّرًا عبر جوناثان دايفيد، وعزّز تقدّمه من ركلة جزاء في ختام الشوط الأوّل، نفّذها بنجاح التركي المتألّق بوراك يلماز، بالتزامن أهدر نيمار فرصة التقدّم لباريس سان جيرمان، حينما أهدر ركلة جزاء، وعوّض ذلك دي ماريا بتسجيله هدف التقدّم في الدقيقة 37، بعدما نفّذ بنجاح ركلة ركنيّة خدعت الحارس واتّجهت نحو الشباك، كلّ ذلك حدث دون أن ينجح موناكو في تسجيل أي هدف بمرمى لانس، ما يعني أن نادي الإمارة أصبح خارج المنافسة.
حاول ليل أن يحافظ على نظافة شباكه في الشوط الثاني، من أجل تجنّب مفاجأة غير محسوبة، هو قادر على فعل ذلك، لقد خرج بشباك نظيفة في 20 مباراة هذا الموسم، في وقت عزّز به باريس سان جيرمان تقدّمه بهدف ثان لكيليان مبابي، اخترق آنجيه دفاع ليل أخيرًا، لكنّ ذلك أتى في أنفاس المباراة الأخيرة، فخرج ليل فائزًا بنتيجة 2-1، وحسم لصالحه الدوري الفرنسي، ليتوّج به للمرّة الرابعة في تاريخه، والأولى منذ عام 2011، كما حرم باريس سان جيرمان من نيل اللقب، ومعادلة الرقم القياسي المسجّل بسان إيتيان كأكثر فريق نال البطولة بعشر مرّات، لقد فعلها ليل ونال اللقب، فاز المجتهد وخسر الأقوى، فازت السلحفاة وخسر الأرنب.
اقرأ/ي أيضًا:
ثنائيّة جزائرية تطيح بالفرنسيين.. محرز يقود السيتي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا
الدوري الفرنسي.. ليل يُسقط باريس سان جيرمان ويحسم صراع الصدارة