فرضت حالة اللجوء للدول المجاورة على السوريين، إيجاد سبل بديلة تدعم مجموعة من المشاريع الصغيرة، لتساعد أصحابها في تأسيس نوع من الحياة الجديدة، أو الآمنة إلى حد ما، محاولة التخفيف من الظروف الاقتصادية، التي اصطدم بجدارها غالبية اللاجئين، الذين يرفضون الهجرة لإحدى الدول الغربية، نتيجة تكيّفهم مع إحدى البيئات المجاورة لهم.
أطلقت المنصة الإلكترونية "فكرة لسوريا"، لتكون بمثابة "بنك أفكار"، لمختلف القضايا التي تهم السوريين
وضمن المشاريع التي يحاول السوريون تأسيسها في بلدان اللجوء المجاورة، أطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، منصة "فكرة لسوريا"، على شكل منصةٍ إلكترونية، تكون بمثابة "بنك أفكار"، لمختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، يتم طرحها على الجمهور السوري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ/ي أيضًا: تأكد.. أول منصة سورية لتصحيح الأخبار المغلوطة
ويقوم القائمون على المنصة قبل طرح أي من الأفكار على الجمهور، بإعادة قراءتها، وإبداء الرأي والملاحظات، وعند الانتهاء من صياغة الفكرة بشكلها النهائي، يتم نشرها عبر منصة "فكرة لسوريا" الإلكترونية، بهدف التفاعل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص، لمعرفة آرائهم حول الفكرة المعنية، والتي تساهم في إثرائها بالمقترحات المساعدة على تطويرها.
وأكثر ما يركز عليه مشروع "فكرة لسوريا"، بحسب ما يقول مؤسسه، ماركو أيوبي (30 عامًا)، وهو مخرج إذاعي وتلفزيوني، البحث عن "السبل الأنجح والأمثل لقطعِ الأشواط وحرق المراحل"، لأن الغاية منه "اختصار الوقت وتوفير ما يمكن توفيره من جهود لتوظيفها في إعمار سوريا من جديد".
وينوه أيوبي في حديثه لـ"ألترا صوت"، حول بدايات "فكرة لسوريا"، أن الانطلاقة الأولى لها كانت في نيسان/أبريل الفائت، عن طريق "العرض المباشر عبر الهواء الطلق لمبادرة: "مناظرة"، تحت عنوان "لا حل للمأساة إلا..."، وبعدها كان العمل على تطوير الفكرة، والوصول بها إلى شكلها الحالي، عبر منصتها الإلكترونية.
وكما هي حال معظم المنصات المشكلة حديثًا، تبدأ "فكرة لسوريا"، عملها وفق إمكانيات محدودة، ريثما تنتهي من جمع فريق من "المتطوعين المتميزين"، داخل أو خارج سوريا، وتعمل حاليًا على دراسة مجموعة من الأفكار "صغيرة الميزانية"، لتقوم بعد الانتهاء من إعادة صياغتها، وتقديم المقترحات المرتبطة بتطويرها، بعرضها على المنظمات العالمية لدعم إنشائها.
اقرأ/ي أيضًا: "سراج".. أول وحدة تحقيقات استقصائية سورية
وبحسب أيوبي فإن منصة "فكرة لسوريا"، تخطط في المرحلة القادمة لـ"إنشاء ندوات ومنصات على هيئة منصة ted العالمية"، بالإضافة لمنح أصحاب الأفكار المميزة، فرصة التواصل بشكل مباشر مع المنظمات الداعمة، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والبث المباشر عبر المحطات التلفزيونية والإذاعية المهتمة بما يحدث في سوريا، فهي في النهاية تسعى لأن تكون "صلة وصل ومنبر لعامة الناس الذين لا يمتلكون الوسيلة المناسبة لإيصال أفكارهم وتطويرها".
تخطط منصة "فكرة لسوريا" في المرحلة القادمة لإنشاء ندوات ومنصات على هيئة منصة ted العالمية
ويرى أيوبي أن المبادرة التي أطلقتها المنصة يجب أن تؤثر على المجتمع السوري إيجابيًا، لأن الشعور بـ"اليأس" يشكل "خطرًا على الثورة السورية أكثر من قوى الشر مجتمعة"، مستندًا في ذلك للتاريخ الحضاري الذي يميز سوريا منذ آلاف السنين، ومنطلقًا من إيمانه بأن "كل فرد سوري مهما تنوعت خلفيته الفكرية أو الدينية أو السياسية قادر على اجتراح الحلول وتقديم العلاج لما نعاني منه حاليًا".
وستكون منصة "فكرة لسوريا"، متاحة لجميع الجهات التي تريد المساهمة في تبني الأفكار المطروحة، وتقديم الدعم اللازم لإنشائها، ويشير أيوبي هنا لتنوع الأفكار المطروحة عبر المنصة، مثل إيجاد "حل لقضية اللاجئين"، أو أي من المبادرات، من بينها السياسية التي من الممكن أن تساعد على إنهاء المأساة السورية.
ويلتزم فريق المنصة بثلاثة بنود أساسية، عند تلقيه لأي فكرة، ويلخصها أيوبي بالتالي: "السرية، حفظ حقوق الملكية الفكرية لصاحبها، تطرح الفكرة على الجمهور إذا كان لمقدمها رغبة في ذلك".
تُعرف منصة "فكرة لسوريا" عن نفسها، أنها "مبادرة شبابية مضادة لكل البراميل المتفجرة التي تحرق وتكسر إرادة الشعب السوري"، ويؤكد أيوبي أنهم "دعاة سلم لا دعاة حرب"، فهي في النهاية تسعى لأن تساهم في "بناء سوريا ديمقراطية لجميع السوريين بأفكار شبانها ذكورًا وإناثًا في مختلف أنحاء العالم".
اقرأ/ي أيضًا: