ألقت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على الانتقادات التي واجهتها صورة لأميرة سعودية على غلاف مجلة أمريكية، للترويج لـ"إصلاحات" ابن سلمان المزعومة، في الوقت الذي تشهد فيه السعودية انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان، آخرها اعتقالات بحق ناشطات لأجل حقوق المرأة. فيما يلي ننقل لكم تقرير الغارديان مترجمًا بتصرف.
أثارت صورة غلاف مجلة "فوغ أريبيا" التي أظهرت أميرة سعودية خلف مقود سيارة حمراء مكشوفة، جدلًا حاميًا وحادًا عقب سلسلة من الاعتقالات نفذتها السلطات السعودية بحق ناشطات في مجال حقوق المرأة.
أثارت صورة الأميرة السعودية خلف مقود السيارة على غلاف مجلة فوغ، جدلًا خاصة أنها جاءت بعد اعتقالات لناشطاتحقوقيات بالسعودية
وتظهر صورة الأميرة هيفاء بنت عبد الله آل سعود، وهي تجلس في مقعد السائق وترتدي القفازات الجلدية والكعب العالي، على غلاف عدد شهر حزيران/يونيو الجاري من مجلة فوغ الأمريكية في نسختها العربية، التي نُشرت في الوقت الذي تستعد فيه السعودية، رفع الحظر الذي دام عقودًا على قيادة المرأة للسيارة.
اقرأ/ي أيضًا: زيف الاعتدال السعودي.. اعتقال وتشهير بحق ناشطات نسويات
وكُرس هذا العدد من المجلة للاحتفاء "بالنساء الرائدات في المملكة العربية السعودية"، والإشادة بالإصلاحات الشكلية التي شرع فيها ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد محمد بن سلمان، التي سعى من خلالها إلى تجميل صورته لدى حلفائه في الولايات المتحدة وتل أبيب.
لكن النشطاء وجهوا انتقادات للصورة التي التقطتها المجلة للأميرة السعودية، في ظل حالة من الاحتجاج على الاعتقالات التي تعرضت لها 11 ناشطة حقوقية على الأقل، خلال شهر أيار/مايو المنصرم.
وقد أفادت جماعات حقوقية أن معظم الناشطات المعتقلات كن من المتمرسات في الدفاع عن حق المرأة في قيادة السيارة، والمطالبة بإنهاء نظام الوصاية الدينية والذكورية على المجتمع السعودي، أي أنهن ناضلن على مدار سنوات من أجل ما يُفترض أنها "إصلاحات" ابن سلمان، ما يعيب سياسات ولي العهد، ويضرب مصداقيتها في مقتل.
ولم تكتفِ سلطات ابن سلمان باعتقال الناشطات، بل شهّرت بهن وسائل الإعلام التابعة للدولة، ووصفتهن بأنهن "خائنات" و"عمليات لسفارات أجنبية"! تفاعلًا مع ذلك، نشر العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، صورة مجلة فوغ، مع استبدال وجه الأميرة، بوجوه الناشطات المعتقلات.
ويرى مراقبون إن حملة الاعتقالات بحق الناشطات النسويات في السعودية، أكدت على زيف مزاعم الإصلاح التحرر المجتمعي، وأنها، أي تلك المزاعم، ليست إلا محاولات حثيثة لرسم صورة غير حقيقية للسعودية تحت حكم ابن سلمان، لتثبيت عرشه أمام نزاعات داخلية، تسببت فيها أيضًا سياساته المتهورة.
ولطالما واجهت السعودية إدانات بسبب ملف حقوق الإنسان فيها، وحملات الاعتقال المستمرة ضد كل صوت معارض، أو منادٍ بالإصلاحات، كما لا يخفى تورطها التاريخي في دعم الجماعات الجهادية المتطرفة حول العالم.
المليارات التي تصرفها السعودية على آلة غسيل انتهاكاتها الحقوقية، كانت الدافع لظهور صورة الأميرة السعودية على غلاف المجلة الأمريكية
ويعتقد متابعون أن المليارات التي تصرفها السعودية في آلة غسل انتهاكاتها الحقوقية، كانت الدافع لبروز صورة الأميرة السعودية على غلاف المجلة الأمريكية في هذا التوقيت تحديدًا، المتزامن مع الانتقادات الكثيفة لاعتقال الناشطات وملف السعودية الحقوقي القذر بانتهاكات عجائبية.
اقرأ/ي أيضًا:
السعودية في المؤشر العربي.. حزب "لا أعرف" وثمار دعاية ابن سلمان
ابن سلمان والناشطات السعوديات.. وعودٌ في واشنطن وقمعٌ في الرياض