بلغ ريال مدريد ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما تفوّق على باريس سان جيرمان في إياب ثمن النهائي بثلاثة أهداف لواحد، في لقاء ملحمي قلب به النادي الملكي تأخّره بهدفين في حصيلة الذهاب والإياب، إلى فوز بثلاثة أهداف لاثنين، سجّل الأهداف جميعًا النجم الفرنسي كريم بنزيما.
تفوّق باريس سان جيرمان على النادي الملكي ذهابًا بالأداء والنتيجة، واكتفى بهدف وحيد أتى في الثواني الأخيرة من المباراة، أفضليّة قرّبت الباريسيين من ربع النهائي، سيما وأن الريال يعاني من غياب لاعبين اثنين من أبرز نجومه بسبب تراكم البطاقات، ونحكي عن كاسيميرو وميندي، بينما يلعب الفريق الفرنسي بكلّ ما يملك من نجوم.
ضاع باريس سان جيرمان ذهنيًا بعد هفوة كارثية من الحارس دوناروما، هنا يكمن الفارق بين من يملك 13 لقبًا في دوري الأبطال وآخر لا يملك أي منها
بدأت المباراة بحذر واضح من الفريقين، واقتصرت المحاولات على تسديدة من مبابي أمسك بها الحارس كورتوا، ردّ عليه كارفاخال بكرة مرّت بسلام على مرمى الباريسيين، لكنّ الفرص الخطرة أتت مع مرور ربع ساعة على البداية، حينما واجه مبابي الحارس كورتوا، البلجيكي أنقذ الموقف، كذلك فعل أمام كرة نيمار.
استحوذ باريس سان جيرمان على الكرة، وتفوّق في معركة الشوط الأوّل، وكان الأفضل في معظم مجريات الشوط الأوّل، ومع ذلك كاد بنزيما أن يلدغ مرمى النادي الفرنسي بهدف على الأقل، مرّت تسديدته خارج منطقة الجزاء، وتصدّى الحارس دوناروما لكرة بنزيما الرأسيّة، لكنّ ذلك لم يمنع كتيبة ماوريسيو بوكيتينيو من مواصلة أفضليّتها وضغطها الهجومي، فأثمر ذلك عن الهدف الأوّل في المباراة، إثر هجمة سريعة أوصل بها نيمار الكرة لمبابي الذي واجه الحارس وأكمل الكرة في الشباك.
بات باريس سان جيرمان أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى ربع النهائي، هو متقدّم بمجموع الذهاب والإياب بهدفين دون رد، ومتفوّق في معظم المجريات، بل سجّل هدفًا آخر مع بداية الشوط الثاني، لكنّ الحكم ألغاه بداعي التسلّل، أيقن الكثيرون بوداع النادي الملكي للمسابقة، باستثناء لاعبي فريق ريال مدريد نفسهم، فهم يملكون كريم بنزيما.
أجرى كارلو أنشيلوتي تغييرات غيّرت المعطيات تمامًا ،فأشرك كامافينغا مكان كروس، وردريغو مكان ماركو أسينسيو، فتغيّرت معادلة خطّ الوسط تمامًا، وشعر موردريتش بحرّية الحركة، نقطة التحوّل في المباراة أتت بعد مرور ساعة على بدايتها، الحارس دوناروما ارتكب هفوة قاتلة أمام كريم بنزيما، أسفر ذلك عن هدف دوّنه النجم الفرنسي، أعاد الروح للنادي الملكي، وفجّر البركان الخامد عند بنزيما، دقيقتان فقط بعد ذلك وكاد بنزيما نفسه أن يضيف الثاني، لكنّ رأسيّته مرّت جوار القائم، ثمّ أتى الدور على فينيسيوس جونيور لقلب المعطيات، لكنّه أهدر الكرة بغرابة فوق المرمى.
ما زال باريس سان جيرمان يملك الأفضليّة في حصيلة الذهاب والإياب، نتيجة التعادل توصله لربع النهائي، لكنّ لوكا مودريتش قاتل بشراسة في معركة خطّ الوسط، وسار بالكرة بين سبعة لاعبين من نجوم باريس سان جيرمان إلى مناطقهم الخلفيّة، ثم ارتدّت الكرة إليه ومرّرها بين أقدامهم حريرية تجاه كريم بنزيما، النجم الفرنسي أكملها في الشباك، الريال يقلب تأخّره إلى فوز، والتعادل هو الحاضر في حصيلة الذهاب والإياب.
لم يستفق باريس سان جيرمان من صدمته بعد، حتّى عالجه بنزيما بضربة جديدة، دقيقة واحدة على الهدف الثاني فقط، ويستثمر المهاجم الفرنسي تشتيت خاطئ للكرة من القائد ماركينيوس، ويدوّن الهدف الثالث، وهنا تفوّق ريال مدريد لأوّل مرّة بحصيلة مواجهتي الذهاب والإياب، هاتريك تاريخي قلب المعطيات تمامًا، الفارق بين الهدفين الأوّل والثالث قارب الـ16 دقيقة فقط، كانت كافية لتفوّق بنزيما على جميع نجوم باريس سان جيرمان، والذين حاول ميسي أن يعيدهم للقاء بركلة ثابتة مرّت فوق العارضة بقليل.
اللقاء انتهى بفوز تاريخي لريال مدريد بنتيجة 3-1، قلب فيها تخلّفه ذهابًا بهدف وحيد، ليؤكّد على حقيقة مفادها أنّه البطل الأزلي لدوري أبطال أوروبا، فيما بدا باريس سان جيرمان عاجزًا تمامًا من النواحي الفنّية والذهنيّة بعد الخطأ الكارثي من حارس مرماه الذي سبّب هدف التعادل، هنا يكمن الفارق في الخبرة بين من يملك 13 لقبًا، ومن لا يملك سوى نجومًا سبق لهم الفوز بالبطولة.